في إطار الاستعداد لأي طارئ على الحدود مع غزة ترأس رئيس أركان جيش الاحتلال بيني جيتكس اجتماعا عسكريا بوجود مساعده قائد ما يسمى بقوات الجنوب وقائد سلاح الجو ورئيس قسم العمليات في الجيش ورئيس قسم التخطيط ورئيس الجبهة الداخلية والناطق بلسان الجيش،وقرر المجتمعون الرد على أي إطلاق نار بالمثل وعدم الاكتفاء بعمل القبة الحديدية التي أطلقت 26 صاروخا لاعتراض صواريخ المقاومة حتى الآن . هذا وشكّلت حادثة الاغتيال التي نفذتها إسرائيل ضد أمين عام لجان المقاومة الشعبية وجناحها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين ، شكّلت صدمة بالنسبة للمحللين العرب والإسرائيليين الذين استغربوا كيف ان حكومة نتانياهو تسعى الى تسخين الحدود مع غزة وإعادة المواجهات والصواريخ وشبح الحرب فيما هي تستعد لضرب إيران .
كما أن عملية الاغتيال تشكل إحراجا لحركة حماس والحكومة المقالة التي تقف أمام احتمالين، الأول السماح لفصائل المقاومة الأخرى بالرد على الاغتيال والثاني المشاركة هي نفسها بالرد من خلال كتائب عز الدين القسام ، ويبدو ان حماس اختارت الاحتمال الأول فطار نحو مئة صاروخ من غزة باتجاه المدن الإسرائيلية واضطر الاحتلال الى الطلب من الإسرائيليين على بعد 40 كم من غزة الاحتماء بالملاجئ . فهل ندمت إسرائيل على الاغتيال؟
المحلل العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي يحاول الإجابة على هذا السؤال من خلال مقالته في يديعوت احرونوت فيقول أن إسرائيل لم تندم رغم إطلاق الصواريخ ضدها ، فرجال المقاومة الفلسطينية في غزة انتهجوا مؤخرا التخطيط لتنفيذ عمليات من شبه جزيرة سيناء حتى لا تقوم إسرائيل بعمليات اجتياح ضد غزة وحتى لا يوقعوا حكومة حماس في موقف سياسي مختلف.
وان إسرائيل عرفت هذه الخطة الفلسطينية منذ الصيف الماضي، وان الجيش الإسرائيلي اتخذ قرارا بتنفيذ اغتيالات ضد نشطاء المقاومة في غزة والذين يديرون النشاطات في سيناء حتى لو كان ثمن هذا الاغتيال سقوط الصواريخ مجددا على مدن إسرائيل.
ويدّعي بن يشاي أن اغتيال أمين عام لجان المقاومة زهير القيسي منع عملية كانت ستقع من سيناء بل إنها كانت قيد التنفيذ، وان زهير شخصيا رغم انه القائد السياسي للمجموعات، الا انه كان يدير التخطيط للعملية على حدود سيناء إسرائيل، وان العملية كانت من النوع المتدحرج والذي يشمل تسللا لإسرائيل من عدة أماكن وزرع ألغام وحتى خطف إسرائيليين.
ومن ناحية أخرى يرى المحلل العسكري الإسرائيلي أن هناك أفضلية في سيناء وهي معرفة التنظيمات الفلسطينية وعلى رأسها حماس والجهاد أن قوات إسرائيل لن تتوغل الى داخل سيناء لملاحقتهم وأن الأمن المصري فقد سيطرته على تلك المنطقة .
ويدّعي المحلل العسكري الإسرائيلي أن الطعم المر لا يزال في حلق قيادة الجيش الإسرائيلي لأنها لم تنفذ عمليات اغتيال ضد الذين خططوا لعملية سيناء السنة الماضية وانهم كانوا يخشون من التصعيد، وهذه المرة اخذوا المعلومات من الشاباك ونفذوا الاغتيال دون تردد لا سيما وان إسرائيل تدرك ان حماس صارت مثل السلطة وغير معنية بجر الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عمليات ضد سلطتها من اجل تنظيم ردايكالي متشدد بل ان حماس تحاول من وراء الاكمة تخفيف حدة رد اللجان على عملية الاغتيال .
ورغم ذلك أن لجان المقاومة تملك صواريخ متوسطة المدى قد يصل مداها الى لأطراف غوش دان وكريات جات وبئر السبع ويبنا ، ولا يستبعد ان تندلع مواجهة طويلة بالصواريخ لكن الجيش الإسرائيلي اخذ ذلك في عين الاعتبار قبل تنفيذ الاغتيال ونشر القبة الحديدية تحسبا للأمر، وخلاصة التحليل أن إسرائيل لم تندم على اغتيال القيسي .