شر البليه ما يضحك. فقد خرج علينا بعض الاشخاص المغمورين الباحثين عن الشهره بأى طريقه حتى ولو كانت على حساب سلامة الوطن يعلنون عن جماعه تسمى بجماعة الاخوان المسيحين على غرار جماعة الاخوان المسلمين. ولأننا نعيش فى ظروف انفلات امنى وساسيى واجتماعى حيث ان كل من يريد ان يفعل شيئا يستطيع . خرج البعض الاخر يزعمون قيامهم بتأسيس حزب يسمى بحزب الاقباط المتحدون . وهذا الذى يحدث فهو من نتائج المناخ الطائفى الذى يفرزه الواقع الغير ممهد لطرح مشروعات قوميه توحد كل المصريين ولذا يتم اختراق ذلك الواقع من من يريدون تقسيم مصر وتفتيتها وتخريبها وتنفيذا لمخططاتهم الملعونه . فيختارون بعض البشر الذين يعيشون فى مصر وليسوا بمصريين لتنفيذ تلك المخططات للمشاركة فيها بالدور الذى يرشحه لهم مخرج العرض . وهذا يرجعنا الى مثل تلك المواقف الطائفيه ففى عام 1906 واثناء ذلك المناخ الطائفى الذى كان بين ابناء الوطن الواحد والذى اشعل كثيرا من المعارك الفكريه والصحفيه والدينيه والذى انتها بعقد المؤتمر القبطى فى اسيوط عام 1911 وتبعه المؤتمر المصرى (الاسلامى) عام 1912. خرج علينا شخص يسمى اخنوخ فانوس مرتبط بالاستعمار الانجليزى معلنا بحزب قبطى من اجل الدفاع عن الانجليز مباركا للاحتلال الانجليزى لمصر. ففشل هذا الحزب ومات قبل ان يولد .كما اننا نذكر بجماعة الامه القبطيه التى أعلنت فى النصف الثانى من القرن العشرين والتى كانت تتمثل بجماعة الاخوان المسلمين حتى انها اتخذت نفس الشعار (المسيح الهنا والانجيل دستورنا والموت فى سبيل المسيحيه اسمى امانينا). وهنا المخطط هو نفس المخطط مع تغيير اسم الاستعمار من بريطانى الى امريكانى والهدف واحد وهو اللعب بورقة الاقباط بهدف تفتيت توحد الشعب المصرى لأمكانية السيطرة على مقدرات الوطن بحجة حماية الاقليات الدينيه . والاغرب ان هؤلاء المأجورون يدعون كذبا وكأن الجميع اغبياء ان هذا الحزب وتلك الجماعة ليست طائفيه ولكنها مصريه تحت زعم اننا كلنا اقباط متجاهلين ان كلمة قبطى قد اصبحت فى السياق الدينى والاجتماعى والتاريخى تطلق وفقط على المصريين المسيحيين . فى الوقت الذى يرفعون فيه فكرت التمسك بالهويه الفرعونيه هادفين الى عودت تلك الفرعونيه بديلا للهويه العربيه لمصر متوهمين اعادت اللغه القبطيه بديلا للغه العربيه . اى انهم يريدون تكريس الشيفونيه والعنصريه القبطيه فى مواجهة المسلمين . فهل فى هذا اى توحد يجمع كل المصريين؟ وما هو الهدف لأثارة النعرات الطائفيه وتكريس القسمه بين مسلمين ومسيحين فى ظروف نحن احوج فيها الى التوحد لتحقيق ثورة يناير التى يزعم هؤلاء الانفصاليون انهم شاركوا فيها ؟ وهل حل مشاكل الاقباط التى يتاجرون بها تحل عن طريق انشاء جمعيات واحزاب طائفيه ؟ وهل يمكن لهذ الحزب ان يحصل على الاغلبيه ليشكل حكومه تطبق برنامجهم الذى يسعى الى حل مشاكل الاقباط ؟ وهل حزب طائفى مسيحى لا ينضم اليه سوا حفنه من الاقباط الذين هم اقليه عدديه ؟ بالطبع لا. اذن لماذا هذا الهراء ولماذا يطلقون هذه الدعوات المشبوهه؟ وماذا يريدون فى ذلك للوطن الذى يدعون انه يعيش فيهم ولا يعيشوا فيه ؟ واذا كان من يتاجرون بمشاكل الاقباط والمروجين للاجندة الامريكية يرفعون شعار الدولة المدنية التى تحقق المواطنة لكل المصريين . فهل اعلان مثل هذه الاحزاب الطائفية يحقق الدولة المدنية ام يؤكد ويكرس الدولة الدينية؟ وهل هؤلاء يريدون فعلا حل مشاكل الاقباط ام يريدون مزيد منها ومزيد من التفرق والتناحر والفرز الطائفى حتى يجدون تلك البضاعة التى يتاجرون فيها؟ وهل هناك علاقة بين هذا السلوك الطائفى الذى يهدف الى تفتيت الوطن وبين المخططات الصهيوامريكية التى تسعى الى تفتيت المنطقة وعلى رأسها مصر ؟ هذه اوراق مكشوفة وممارسات طائفية ممقوته وخطة استعمارية حقيرة سنتصدى لها جميعا حتى نحافظ على مصرنا الغالية مصر التى هي كانت ومازالت وستظل لكل المصريين. فنحن مصريون قبل الاديان ومصريون بعد الاديان ومصريون الى اخرالزمان .