لا شك أن المشكلات التعليمية والأداء التعليمي في الكثير من مدارسنا ومعاهدنا ليست بجديدة بل هي وليدة أمراض عديدة تتطلب العلاج الجذري والإصلاح الفوري لمنظومة التعليم.. خاصة مع دخول مصر عهدا جديدا من التحول الاجتماعي والسياسي والإداري ومن الممكن أن تحل جميع المشكلات لكن تحتاج إلى تضافر العديد من الجهود وباستخدام أسلوب علمي متطور يتناسب مع روح العصر. وفى بحث متميز للشيخ خيري الدريني أحد العاملين بالتعليم الأزهري طالب فيه بتطبيق منظومة متكاملة وتفعيل المشاركة المجتمعية من خلال التعاون المستمر بين المدرسة والبيت والجمعيات الأهلية مع أهمية إجراء تغييرات تنظيمية إدارية داخل كل مدرسة ومعهد وبكل إدارة ومنطقة من خلال اختيار قيادات فاعلة وعمل دورات تدريبية علي طريقة وأداء وعمل كل قيادة وكيفية التعامل مع الأزمات وإدارة المواقف الصعبة واتخاذ قرارات تربوية سليمة.
والاستفادة من الحاسوب في تبادل المعلومات بين الإدارات والمناطق والقطاعات التعليمية لرصد كل ما يطرأ من مشكلات ووضع برنامج لكيفية التعامل معها والاستفادة من تجارب الآخرين وتفعيل الجهود الذاتية والتطوعية للقيادات الطبيعية داخل المجتمع المحلي المحيط للمشاركة في التطوير والتبرع لإنجاز المهام ودعم الأنشطة التي تنمي المهارات والفروق الفردية وتكتشف النبوغ العلمي وأن يكون لرجال الأعمال في هذه المناطق دور في رعاية الطلبة المتفوقين وإعدادهم من أجل الاستفادة بهم مستقبلا.
ووضع خطة لعلاج جميع السلبيات الطارئة مع استخدام تكنولوجيا التعلم والوسائل التعليمية المبهرة لجذب التلاميذ والطلبة علي التشويق والتعلم مع رصد المكافأة للمتميزين واستخدام أسلوب الحافز وتوفير طرق غير تقليدية لدراسة العلوم الكونية والدينية واستخدام أسلوب البحث العلمي والارتقاء المعنوي والمادي للمعلم وعندها تمكن محاسبته علي أي تقصير في أدائه أو عزوف عن إجراء التطبيق العملي وتحفيز الطلبة مع توفير نظام عادل للترقيات والاعتناء بالكفاءات المتميزة منهم ووضع أسلوب حديث لاختيار المعلمين المثاليين وتكريمهم ليكونوا قدوة لغيرهم.
مع أهمية التدريب المستمر على احدث البرامج العالمية والأداء التربوي داخل الفصول وصون كرامة المعلم داخل المحراب التعليمي واستخدام القوانين الصارمة لأي مظهر للتعدي ضده داخل المؤسسة التعليمية مع توجيه برامج إعلامية وتوجيهيه تحفز الناس على احترام رسالته وأن يقوم أولياء الأمور بالتعاون معه للدفع نحو تحسين الأداء وعودة الاحترام المتبادل مع تجريم ظاهرة الدروس الخصوصية طالما ارتقينا به ماديا وعلميا.
والأهم هو عودة دور المعامل والوسائل الفنية المتميزة لتقديم المعلومة العلمية بطرق سلسة وخصبه لبناء علماء جدد واستخدام المزيد من التعلم الذاتي واكتشاف المهارات وتوظيفها للتطوير والارتقاء ووضع بدائل جاهزة للتطبيق ومعالجة صارمة للانفلات السلوكي للطلبة بوضع قوانين صارمة لمعاقبة المتجاوزين وبالتنسيق مع المؤسسات التطوعية والأهلية والأسرية والقيادات التعليمية المختلفة.
لقد آن الأوان أن نرتقي بصناعة التعليم في بلدنا وأن يقدم كل ذي خبرة نتائج جهده وخبراته المحلية من أجل التطوير وأن يعمل بها وتنفذ فورا فالعصر تغير والتنمية لابد لها من واقع حقيقي وثورة تبني وتعمر هذا الوطن الذي عاني الويلات والويلات وهو ما دفع بنا إلى تزيل القاطرة العالمية وركب التقدم الإنساني, لقد بتنا في حاجة إلي ثورة علميه وتقنيه وتعليمية لكن من أجل إصلاح التعليم هذه المرة باعتباره بوابة المستقبل.