القاهرة - أ ش أ: دعا الدكتور عادل البلتاجي رئيس المنتدى العالمي للبحوث الزراعية إلى ضرورة إعادة هيكلة وزارة الزراعة والجمعيات التعاونية الزراعية وتطويرها لتواكب أحدث الوسائل التكنولوجية المستخدمة في الزراعة على مستوى العالم. وأكد البلتاجي ضرورة تطوير وزارة الزراعة لتواجه التغيرات المناخية التي تهدد المحاصيل الزراعية لاسيما وأن الدراسات الدولية تشير إلى أن مصر تقع ضمن الدول المهددة بنقص المياه نتيجة لارتفاع درجات الحرارة على كوكب الأرض.
أوضح أنه يتعين تحرير الفلاح المصري من وصاية الدولة التي يجب أن تقتصر على تدريب وتطوير المزارعين فقط، لاسيما وأن تحديث الزراعة في مصر يحقق الأمن الغذائي وينهض بالمستوى المعيشي للفرد في الريف حيث يعتمد دخل 52% من سكان مصر بصورة مباشرة وغير مباشرة على الزراعة.
وطالب البلتاجي خلال ندوة عن "التغيرات المناخية وتأثيرها على الزراعة المصرية" عقدت بجمعية رجال الأعمال المصريين هنا اليوم بضرورة وضع تشريعات منظمة للزراعة والتركيز على البحث العلمي في أساليب الزراعة وإصلاح بنك التنمية والائتمان الزراعي وكذلك مراجعة قانون الارشاد الزراعي والعمل على متابعة المزارعين وإقامة مشروعات لتطوير أساليب الري لزيادة المساحة المزروعة في مصر.
وقال البلتاجى إن استراتيجية مواجهة التهديدات المناخية للمحاصيل الزراعية في مصر تمر عبر عدة محاور أهمها تطوير الفلاح المصري وتدريبه على أحدث الأساليب الزراعية الموفرة لاستهلاك المياه والاعتماد في الغذاء على الدواجن والأسماك؛ لأنها أقل استهلاكا للمياه خلافا للماشية.
وأوضح أنه أعد خطة استراتيجية زراعية لمصر حتى عام 2030 وتقدم بها لوزارة الزراعة لتطبيقها، مشيرا إلى أن هذه الدراسة تنصح بعدم التوسع في تربية الماشية نظرا لكميات المياه التي تستهلكها والاعتماد على استيراد اللحوم إلى جانب الإنتاج الحالي للسوق المحلي.
ورأى البلتاجي أنه يمكن تطوير زراعة البرسيم حاليا واستخدام التكنولوجيا المتطورة لمضاعة إنتاجه بنسبة 40% مع تقليص مساحته المزروعة في آن واحد والاستفادة من ذلك في التوسع لزراعة محاصيل استراتيجية مثل القمح، موضحًا أنه في حال تطبيق هذه الخطة سيرتفع الاكتفاء الذاتي لمصر من القمح إلى 74% بحلول عام 2017 بدلا من 62% حاليا.
وحذر من عدم التحرك في مواجهة التغيرات المناخية التي قد تؤدي إلى القضاء على بعض المحاصيل الزراعية تمامًا وإيجاد حلول لمواجهة هذا الخطر، مشيرًا إلى أن النرويج أقامت أول بنك لبذور الحاصلات الزراعية بهدف مواجهة هذا الخطر علاوة على إخضاع هذه البذور لعدة تجارب من أجل الخروج بنباتات مقاومة للحرارة الشديدة ونقص المياه.
وأوضح أنه بخلاف هذه التجارب توجد عدة حلول على أرض الواقع فمع التغيرات المناخية الحالية التي تسير بوتيرة سريعة يمكن اللجوء إلى عملية نقل المحاصيل من مكان إلى آخر فعلى سبيل المثال المحاصيل التي كانت تزرع في صعيد مصر يمكن نقلها للزراعة في مناطق الدلتا بعد إجراء الدراسات اللازمة لذلك، مشيرا إلى أن نسب نجاح هذه الخطوة تصل إلى 90%.
وأشار البلتاجى إلى أن تطبيق خطته الاستراتيجية الطموحة ستؤدي إلى زيادة معدلات النمو الزراعي بنسبة 5ر4% بحلول عام 2017 كما ستوفر حوالي 6ر1 مليون فرصة عمل.
ودعا البلتاجي إلى اتباع استراتيجية زراعية تعمل في آن واحد على رفع الإنتاج الزراعي المحلي والتصديري وعدم الاهتمام بأحدهما على حساب الآخر فالإنتاج المحلي يوفر احتياجتنا من المحاصيل الاستراتيجية والتصديري يعمل على المساهمة في الاحتياطي الأجنبي لاسيما وأن النباتات الطبية المصرية تتمتع بسمعة طيبة في الخارج.