أ ش أ - عقد المرشح المحتمل لإنتخابات الرئاسة في مصر الدكتور محمد سليم العوا لقاء انتخابيا مع الجالية المصرية في لندن تعرض خلاله إلى بعض الهجوم من جانب بعض المشاركين الذين انتقدوه بسبب ما قالوا إنه "تضارب في أرائه". وكان اللقاء الذي جرى في كلية لندن للاقتصاد قد تم مقاطعته بعد أن قام عدد من الحضور بالهتاف ضد العوا بسبب ما قالوا إنه تناقض في المواقف والتقارب بينه وبين المجلس العسكري في بعض هذه المواقف وانتقلت الندوة إلى إحدى القاعات في أحد الفنادق القريبة. وعرض الدكتور العوا برنامجه الإنتخابي وذلك بدءا من تعليقه على الثورة المصرية وأداء المجلس العسكري مرورا بسياساته المستقبلية للنهوض بمصر من كبوتها في كافة النواحي منها السياسية والإقتصادية والعسكرية. وعلق في بداية اللقاء على من انتقدوه ، مشيرا إلى أنه ليس ممن يطلب من الجميع الإستماع لأرائه والإتفاق معه فيها كلها ولكنه لفت إلى أنه يريد فقط الإلتزام بأدب الحوار حيث أنه لم يسبق له أن قاطع أحد وعلى المشاركين ألا يقاطعوه. وأضاف العوا "لم نكن نعلم في مصر منذ نهاية ثورة يناير وانتقال السلطة إلى المجلس العسكري وحتى 22 نوفمبر 2011 إلى أين يقودنا المجلس العسكري ولم نكن نعرف تواريخ محددة للانتخابات حيث رفض المجلس تحديد تواريخ بعينها لانتقال السلطة إلى حكومة مدنية". ولفت إلى اجتماع عقد في 22 نوفمبر بين نائب رئيس المجلس العسكري الفريق سامي عنان وعشرة من السياسيين في مصر حول مطلب المجلس الخروج من أحداث شارع محمد محمود وأحداث وزارة الداخلية التي سقط فيها ضحايا مدنيين ومن الجيش ومن الشرطة ولم تعرف الحقيقة حتى اليوم ولا يزال التحقيق جاريا على يدي مستشار مكلف فقط بهذه المهمة . مشيرا إلى أنه يطلب إعلان نتائج التحقيق وقت انتهائها حتى تهدأ الأمور في مصر. وأوضح أنه في يوم 22 نوفمبر جرى الاتفاق بين الفريق عنان والمشاركين من رموز الأحزاب السياسية على انتهاء الحكم العسكري في 30 يونيو بعد انتخابات الرئاسة. وقال العوا :"إنه من أول أولويات الفترة الحالية مساعدة الشعب المصري على استعادة قدرته على المطالبة بحقوقه". وأضاف أن من بين أولوياته تحرير القضاء من هيمنة السلطة التنفيذية حيث اخترق القضاء عن طريق تعيين العشرات من القضاه في العديد من اللجان الحكومية وانتشر الفساد الذي ألم بالنظام القضائي . لافتا إلى أن النظام القضائي في مصر يستطيع أن يعمل على تنقية نفسه مما حاق به من تلوث بسبب النظام الفاسد وبهذا نضمن سيادة القانون. وحول التعليم، قال :"إن برنامج إصلاح التعليم إما أن يبدأ من أعلى إلى أسفل أي من الجامعة إلى ما دونها أو من أسفل إلى أعلى وهذا يتطلب الصبر لمدة 17 سنة" . مضيفا أن مصر ليس لديها هذا الترف حيث يجب أن تستعيد مصر مكانتها في أسرع وقت. وأكد أهمية البدء في تغيير المناهج وزيادة الإمكانيات التعليمية مثل تحسين المدارس وذلك عن طريق المشاركة بين الحكومة والشعب. وفيما يتعلق بالمجال الصحي ، قال العوا :"إنه التقى مع أحد مسئولي منظمة الصحة العالمية في مصر والذي أشار خلال اللقاء إلى أن برنامجا أعدته المنظمة تم تسليمه للحكومة المصرية منذ 12 عاما حول الصحة الوقائية والمناعة وهو مشروع حيوي تعهد بالعمل على تنفيذه". وأوضح أنه ليس من مصلحة أي أحد من الأطراف الدولية والعربية والإقليمية أن تبقى مصر على هذا النحو فمصلحة الجميع أن تكون مصر قوية ومتطورة. وأردف "أن من أكبر مشكلات مصر المشكلة الإقتصادية ولكنه أشار إلى تقرير نشره وزير المالية حازم الببلاوي أشار فيه إلى أن حال مصر الإقتصادي ليس بالسوء الذي تصوره وسائل الإعلام في مصر ولكن البلاد بحاجة إلى ثورات في مكافحة بقايا نظام مبارك لتتعافي وتتبوأ مقعدها وسط الأمم. وحول محاربة البطالة ، قال الدكتور سليم العوا :"إن مصر تستطيع قيادة الإقتصاد في المنطقة عن طريق المشروعات متناهية الصغر والمشروعات المتوسطة والمشروعات الصغيرة والتي تستوعب البطالة المستشرية في البلاد وتحسن من الوضع الإقتصادي لمصر وتزيد الصادرات". وأشار إلى ضرورة أن نقوم في مصر بإنشاء مشروعات إستثمارية كبيرة عن طريق التعاون مع الأطراف الخارجية في إطار من الإحترام المتبادل. وحول العلاقات الخارجية، قال العوا "إن رئيس الأركان الأمريكي زار مصر مؤخرا وذلك بعد سحب وفد عسكري مصري خلال زيارة له إلى أمريكا في أعقاب الحديث عن قطع المعونات الأمريكية لمصر بسبب إلقاء القبض في مصر على عدد من الأجانب بشأن عمل بعض الجمعيات المدنية غير الحكومية". وأضاف :"بعد زيارة المسئول الأمريكي التي قيل إنها لبحث موضوعات تتعلق بالعلاقات الثنائية وحال عودته طالب اللجنة الخاصة بالمساعدات الخارجية في الكونجرس الأمريكي عدم المساس بالمساعدات الأمريكية إلى مصر وهذا يعني أننا كما نحتاج أمريكا فهى أيضا في حاجة إلينا". وأشار إلى أنه عندما قامت إسرائيل بقتل ثلاثة من الجنود المصريين على الحدود اضطرت إلى الاعتذار الرسمي لمصر لأول مرة في تاريخها بسبب المظاهرات التي خرجت تطالب بالثأر لمقتل هؤلاء الجنود والموقف القوي الذي اتخذته مصر على المستوى الرسمي والشعبي. وأنهى العوا اللقاء بأن مصر على استعداد أن تتعاون مع أي طرف دولي ولكن بشرط الاحترام المتبادل والتعاون لما فيه خير مصر وخير أي من الأطراف الآخرى بما لا يضر بمصالح مصر.