أنا عندى مشكلة كبيرة إلى حد ما وهى الإحساس بالنقص والدفء العائلى فأبى وأمى منفصلين منذ 13 عاماً ولدى أخ واحد شقيق وأختين من الأب ، والعويص فى الأمر أنى أشعر دائما بالنقص والحرمان الأسرى ، الناس تدوس علينا ولا تعتبرنا موجودين ولا لدينا أى قيمة لأن أبى وأمى من محافظات مختلفة ، وبالطبع نحن نعيش فى محافظة أمى ووالدى فى القاهرة وأخوالي الاثنين مسافرين خارج مصر وخالتى ليست فى نفس المدينة لذلك نحن نعيش وحيدين فى بيت أهل أمى لأن جدى وجدتى متوفيين منذ 10 سنوات وعائلة أبى فى القاهرة لذلك لا يوجد بيننا أى اتصال أو ترابط كذلك أخوالى لا يأتون إجازة إلا كل 5 سنوات مرة وأخى الصغير لا يريد أن يذهب إلى المدرسة منذ 3 ابتدائى ولا يحب المذاكرة وعاد السنة فى مرحلة إتمام الشهادة الابتدائية ولا يزال فيها هذه السنة . وهل تعلمين سيدتى أنى أدرس فى القاهرة ولا أقيم مع والدى وأسافر اليوم الذى لدى به محاضرات وأرجع إلى البيت مع إن إخوة أبى كلهم فى القاهرة ولكن لا أحد يريد استقبالى لا أعلم لماذا هل يعتبرونا فلاحين أم لا نناسبهم فى المستوى ؟ أخى بيضيع ولا يوجد رجل للوقوف بجانب أمى حتى ولو كان من عيلة أمى غير إخواتها ولكن الهدف الذى أسعى وراءه حالياً هو الانتقال للعيش فى القاهرة لأنى أشعر أن لا أحد يهتم بنا ولا أعلم اذا كنت على صواب أم خطا ارجو افادتى فى هذة المشكلة وساعدينى فى حلها مع خالص شكرى. ن- د / مصر لما كل هذا الحزن والإحساس بالغبن والظلم والوحدة ، لماذا تشعر تجاه الجميع بكل هذه النقص ، ليس معقولاً أن يكون السبب كونك من محافظة غير القاهرة ،وإلا لتحول كل سكان المحافظات الاخري إلي عبيد ، فهل أهل الصعيدي والوجه البحري والمحافظات الساحلية جميعهم منبوذين يشعرون بهذا الكم من الاحتقار والتضاؤل لأنهم ليسوا من القاهرة ، أنت مخطيء حقاً أخي الكريم ، ولن يزيح عنك هذا الإحساس سعيك للإقامة في القاهرة ، فقيمة الإنسان لا تتحدد بمكان إقامته ولا بأهله وأقربائه ، وقديماً قال الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه " ليس الفتي من يقول كان أبي وإنما الفتي من يقول ها أنذا " فأين أنت ؟ مشكلتك تكمن في ذاتك في نفسك في إحساسك بضعفك وهوانك علي من حولك ولو ظل هذا الإحساس معك وظل تقليلك لذاتك قائم علي هذا النحو فمن المؤكد أنك حتي لو عشت في أفضل أماكن العالم سيظل إحساس الضعة والمهانة يلازمك أنت لست بحاجة إلي تغيير مكانك علي خارطة الأرض ، لكنك بحاجة إلي تغيير مكانك علي خارطة الدنيا ، ألا يكفيك أن تكون إنسان ، أن تكون أفضل المخلوقات علي ظهر الأرض لتفخر بنفسك وتعلم ان الله لم يخلقك عبثاً أوهباء أو كمالة عدد ، وكما يقول المتنبي : بقدر الجد تكتسب المعالي . ومن طلب العلا سر الليالي ومن طلب العلا بغير جد أضاع العمر في طلب المحال أخي لماذا كل هذه الشكوك والشكاوي ، وكيف قررت أن أهلك لا يريدونك ، لا يوجد رجل يقف بجانب أمك وأين أنت ألست رجلاً ، وإن لم تكن رجلاً فماذا عساك تكون ، لماذا تعتمد علي الآخرين وتستجدي عونهم ومساعدتهم لك خالق أعظم لا تسأله أن يقضي حاجتك ويغنيك عن أي مخلوق ، أري مشكلاتك كلها نابعة من تقديرك لذاتك وإحساسك سٌئل حكيم : بم ينتقم الانسان من عدوه؟ قال : باصلاح نفسه ، وقال صموئيل جونسون) الأعمال العظيمة لا تؤدي بالقوة بل بالمثابرة ، وسع دائرة أحلامك وطموحك وثق بقدراتك واعمل علي تنمية مواردك وتطوير ذاتك ، السمكة القوية وحدها التي تقدر على السباحة عكس التيار، بينما أي سمكة ميتة يمكنها أن تطفو على الوجه ، والكاتب الامريكي سومرست موم يقول " لعله من عجائب الحياة ،إنك إذا رفضت كل ما هو دون مستوى القمة ، فإنك دائما تصل إليها "، فلا تحط من قدرك وشأنك إلي هذه الدرجة وجود الاهل مهم لكن وجودك أنت أهم . لا تجعل حياة الأقاليم وتخلي الأهل القابع في ذهنك وكل هذه التفاهات التي تدور في خلدك لا تجعلها شماعة تعلق عليها ما تشعر به من هوان ، فالإنسان صنيعة أفكاره وإحساسه أنت تشعر بعدم جدواك وبان لا قيمة لك ثم ترجع ذلك إلي أسباب عبيطة واهية ، في حين أن العيب فيك وداخلك لكنك تري الدنيا بعين واحدة عين مسلطة علي الخارج وعين عن نفسك مغمضة لا تري عيوبك ، وعيوبك هي أنك سجين أوهام صورها لك خيالك الغريب ونظرتك القاصرة للأمور ، أنت تطلب مساعدتي رغم أن مساعدتك لنفسك هي الأهم ، ساعد نفسك علي التخلص من دائك ونقاط ضعفك ولا تعتمد علي أحد فالانسان بشخصه وفكره وعلمه ، وليس بأهله أو سكنه أو مدينته ، ولو انك تأملت قليلاً حياة العظماء أو الناجحين لوجدتها لا تختلف عن حياتك كثيراً ، لكنهم لم يجلسوا ليندبوا حظهم العاثر بل كافحوا وشقوا ولم يأبهوا للنقد أو الإحساس . وآخر ما أقوله لك حب نفسك وقدر قيمتها ، واعرف قيسم النعم التي وهبها الله لك ، ونقي ذهنك من كل ما من شانه أن يحط من قدرك ويبخسك قيمتك ولا تفكر إلا في كل ما هو إيجابي وابعد عن نفسك الأفكار التشاؤمية ،والنظرة الانهزامية ، واصنع لنفسك نوع آخر من الأفكار ملؤه الإيجابية والتفاؤل والقدرة علي التغير والتغيير نحو الأفضل . عواطف عبد الحميد نتلقي رسائلكم علي الرابط التالي تابعوا أوتار القلوب علي الفيس بوك