الخرطوم: وقع السودان وجنوب السودان مساء الجمعة، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، برعاية الاتحاد الإفريقي، اتفاق عدم اعتداء لاحتواء خلافهما الحدودي، حسب إعلان كبير المفاوضين ورئيس جنوب إفريقيا السابق ثابو مبيكي. ونص الاتفاق على التزام الطرفين "احترام سيادة وسلامة أراضي كل منهما، والامتناع عن شن أي هجوم وخصوصا عمليات قصف".
ونص الاتفاق الذي وقعه مديرا جهازي الاستخبارات في كلا البلدين، حسبما ورد بهيئة الإذاعة البريطانية ال " بي بي سي"، على تعهد كل منهما باحترام سيادة وسلامة أراضي الطرف الآخر، والامتناع عن شن أي هجوم، بما في ذلك عمليات القصف الجوية أو البرية.
كما يتضمن الاتفاق تشكيل آلية مراقبة يستطيع كل من الجانبين التقدم، من خلالها، بشكوى إليها حال وقوع أي حادث على الحدود.
وفي تصريحاته للصحفيين، قال مبيكي: "إن هذه الآلية ستكون مسئولة عن بحث أي اتهامات أو شكاوى"، داعيا مسئولي الخرطوموجوبا إلى التحرك بجدية على طريق تسوية خلافاتهما.
ولكن ملف الخلافات بين البلدين لا يقتصر على القضايا الحدودية، إذ يحتل ملف النزاع حول رسوم عبور النفط الجنوبي الأراضي السودانية مكانا مهما على طاولة المباحثات التي يتوقع استمرارها السبت في العاصمة الإثيوبية.
وجاء هذا الإعلان عن هذا الاتفاق مباغتا لكثير من المراقبين الذين توقعوا أن يخوض وفدا الخرطوموجوبا مفاوضات شاقة في أديس أبابا، حيث تجرى المفاوضات.
ولكن على غير المتوقع، خرج ثابو مبيكي، الذي يقود فريق مفاوضي الاتحاد الإفريقي، معلنا أن الطرفين توصلا إلى اتفاق عدم اعتداء بشأن الخلافات الحدودية القائمة بينهما.
والمعروف أن التوتر ظل مستمرا على الحدود بين البلدين منذ إعلان جنوب السودان دولته المستقلة في يوليو/تموز الماضي.
ومنذ ذلك الحين وقعت مواجهات دموية على طول هذه الحدود, وخاصة في ولاية النيل الأزرق ومنطقة ابيي الغنية بالنفط، المتنازع عليها بين جوباوالخرطوم.
وفي الآونة الأخيرة، تصاعدت تحذيرات أطلقها مسئولون في السودان وجنوب السودان من أن الخلاف النفطي، المستمر منذ عدة شهور، قد يؤدي لاندلاع حرب بين الدولتين.