بيروت - أ ش أ: أكدت الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي على أن التحولات الثورية التي شهدتها عدة أقطار عربية أدخلت الأمة بأسرها في مرحلة تاريخية جديدة ترتكز على حق الشعب في المشاركة في تقرير مصيره وفي صون حرياته وحقوقه السياسية والاجتماعية والإنسانية، وأخرجت الأمة أيضا من أسر الجمود القاتل الذي لفها على مدى عقود طويلة في ظل أنظمة الفساد والاستبداد والتبعية. ورأت الأمانة في بيان لها عقب اجتماعها الدوري في بيروت أن هذه التحولات تواجه محاولات مشبوهة تهدف إلى اختراقها واستغلالها لتحقيق مصالح أجندات استعمارية ورجعية من جهة ، كما تسعى إلى تجويفها من داخلها وحرفها عن أهدافها الحقيقية ودفعها لتتحول إلى فوضى مدمرة للمجتمعات والأوطان عن طريق تأجيج صراعات مذهبية وطائفية وعرقية دموية لخدمة مشروع تفتيت أقطار الوطن العربي وضرب هوية الأمة ونهب مواردها وسلب إرادتها الوطنية.
ودعت الأمانة أبناء الأمة العربية كافة لاسيما طلائعها المناضلة في كل تيارات الأمة وقواها النهضوية إلى أن تدرس بعمق وتجرد وروح وطنية وقومية عالية كل المتغيرات التي تشهدها الأمة وان تبتعد في تحليلاتها عن التبسيط المخل في فهم هذه الظواهر وعن التعميم المضلل لمساراتها وعن الاستعجال والارتجال في إصدار الأحكام حولها، وعن الابتعاد عن المعايير المزدوجة في تقييمها.
وشددت الأمانة على ضرورة دعم نضال كل أبناء الأمة من أجل الحرية والعدالة والتعددية السياسية والكرامة الوطنية والقومية وعلى ضرورة مساندتهم ضد كل أشكال القمع والإرهاب الدمويين كما نبهت وبقوة إلى مخاطر التدخل الأجنبي السافر تحت عناوين ومسميات شتى ، والهادف إلى تدمير الكيانات الوطنية والمجتمعات المتجانسة.
وأكدت الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي رفضها للتدخل الأجنبي بكل أشكاله وفي أي قطر من أقطار الأمة سواء كان عسكريا أو اقتصاديا أو سياسيا أم قضائيا أم إعلاميا أم أمنيا، مشددة على أن هذا التدخل لا يشكل انتهاكا للسيادة الوطنية للأقطار فحسب بل للسيادة القومية للأمة بأسرها الأمر الذي يتطلب مقاومة هذا التدخل ومحاصرة دعاته وتحصين المجتمعات من شروره وإغلاق كل الثغرات التي يمكنه النفاذ منها.
وذكرت الأمانة أن قضية فلسطين والاستقلال الوطني والقومي ومقاومة الاستعمار ومشاريعه يجب أن تبقى البوصلة التي توجه نضالنا جميعا، وهي المعيار الذي نقيس بموجبه سلامة مواقفنا، وهي الفيصل الذي نحكم به على برامجنا وممارساتنا وعلاقاتنا، فلا يجوز إخضاعها لأي مساومة ، أو مقايضتها بأي مكاسب زائفة أخرى، أو إغفالها تحت أي اعتبار.
وقررت الأمانة العامة التحضير لعقد الدورة الثالثة والعشرين للمؤتمر والمقررة مبدئيا في الأسبوع الأخير من مايو المقبل، على أن يحدد مكان انعقاده في ضوء الاتصالات التي يجريها الأمين العام واللجنة التحضيرية المكلفة بالإعداد.