رام الله: بدأت صباح الاثنين اعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة ، في الوقت الذي دعت فيه منظمة "هيومان رايتس واتش" الحكومة الإسرائيلية لتمديد قرارها بتجميد الاستيطان في الأراضي الفلسطينية. وذكرت صحيفة "القدس" الفلسطينية أن البناء الاستيطاني بدأ على نطاق متواضع بعد ساعات قليلة على انتهاء مهلة تجميد الاستيطان التي كانت معلنة لمدة عشرة اشهر . وقالت الإذاعة الإسرائيلية ان جرافات كانت تعمل خصوصا في مستوطنة آدم في شمال الضفة الغربية حيث يتوقع بناء حوالى 30 مسكنا. وتعتزم قوات الاحتلال الاسرائيلية اقامة خمسين وحدة استيطانية جديدة في هذه المستوطنة لمستوطنين تم اخلاؤهم من مستوطنة (نتساريم) جنوب مدينة غزة قبل الانسحاب من هناك. من جهتها، افادت المحطة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي انه يتوقع ان تستأنف اعمال البناء في ثماني مستوطنات اخرى على الاقل بينها "كريات اربع" المتاخمة لمدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية. من جهة اخرى ، فانه تم رفع سلسلة قيود كانت فرضت على بلديات مستوطنات في ما يتعلق بتسليم تصاريح البناء. يشار الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو قاوم الضغوطات الكبيرة التي مارستها المجموعة الدولية ورفض تمديد مهلة تجميد الاستيطان رغم ان القيادة الفلسطينية هددت بوقف مفاوضات السلام في حال لم يتم تمديد التجميد. إلى ذلك ، طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان والتي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقرا لها إسرائيل بتجميد "دائم وكامل" لأعمال البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. وذكرت صحيفة "السفير" اللبنانية أن المنظمة قالت في بيان "على إسرائيل أن تجعل التجميد الجزئي لأعمال البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية دائماً وكاملا". وأضافت أن إسرائيل وعبر الاستيطان "تنتهك التزاماتها كقوة محتلة وحقوق الفلسطينيين في الضفة الغربية لا سيما عبر تقييد قدرتهم على بناء منازل والوصول الى أراضيهم". وأعلنت مديرة "هيومان رايتس ووتش" للشرق الأوسط ساره ليا ويتسون أن "القادة الإسرائيليين يتحدثون عن تجميد محدود للاستيطان باعتباره تنازلا سياسيا، في حين أن أعمال البناء هي غير شرعية بالواقع". وأضافت "بالنسبة لفلسطينيي الضفة الغربية، إن المستوطنات تعتبر مصدر معاناة كبير في الحياة اليومية وسيتكثف مع استمرار الاستيطان". وفي سياق متصل ، أقامت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية المناهضة للاستيطان ما وصفته ب"بنقطة استيطانية" احتجاجية أمام منزل رئيس حكومة تل أبيب بنيامين نتنياهو وذلك تعبيرا عن معارضتها لاستئناف بناء المستوطنات. واعتبر أمين عام الحركة ياريف اوبنهايمر أن "التجميد شبه الكامل لأعمال البناء يثبت بالفعل أن الحكومة تملك وسائل لوقف المستوطنين". وانتهى الاحد 26 سبتمبر/ ايلول سريان قرار إسرائيل بتجميد جزئي للاستيطان بالضفة الغربية استمر عشرة اشهر ، وباشر المستوطنون البناء من جديد ، الأمر الذي يبشر بانهيار مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي تم استئنافها مطلع هذا الشهر. وكان المفاوضون الفلسطينيون اشترطوا تمديد هذا القرار للاستمرار في المفاوضات بينما دأبت الحكومة الاسرائيلية على رفض التمديد.