باريس : بعد أن هدد أكثر من مرة بمغادرة المفاوضات المباشرة إذا رفضت إسرائيل تمديد تجميد الاستيطان ، حمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الثلاثاء إسرائيل مسئولية أي وقف محتمل لتلك المفاوضات . وأضاف في تصريحات أدلى بها في ختام زيارته لباريس أن من قرر استمرار الاستيطان هو من قرر وقف المفاوضات. وتابع " لكننا لا زلنا معنيين بنجاح مفاوضات جدية وحقيقية مع ضرورة وقف الاستيطان". وأوضح عباس أن القرار النهائي بشأن استئناف المفاوضات المباشرة أو وقفها لن يتخذ إلا بعد سلسلة مشاورات داخل حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية ، مؤكدا أنه سيكون له "خطاب هام جدا" أمام لجنة المتابعة العربية في الرابع من تشرين الاول/ اكتوبر المقبل سيعلن خلاله عن قرارات تاريخية". ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن عباس القول أيضا إنه سيلتقي الموفد الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل الخميس . وكان الرئيس الفلسطيني هدد أكثر من مرة في السابق بمغادرة المفاوضات المباشرة إذا رفضت إسرائيل تمديد تجميد الاستيطان وقال إنها ستكون في هذه الحال "مضيعة للوقت". يأتي هذا في الوقت الذي تواصلت فيه الانتقادات للقرار الاسرائيلي حول عدم تمديد تجميد الاستيطان ، حيث أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي أن الولاياتالمتحدة محبطة وتشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء قرار إسرائيل استئناف الأنشطة الاستيطانية بعد انتهاء فترة التجميد. وأضاف كراولي أن المبعوث الأمريكي إلى المنطقة جورج ميتشل على اتصال مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين, وأن وفدا أمريكيا من مستوى أقل سيزور المنطقة بعد أيام. وأعرب عن أمله في أن يستمر تأييد جامعة الدول العربية لمحادثات السلام المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. كما أعرب كل من الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا عن خيبة أملهم إزاء قرار إسرائيل استئناف الأنشطة الاستيطانية. وفي نيويورك ، عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن خيبة أمله لعدم اتخاذ الحكومة الإسرائيلية قرارا بتمديد تجميد الاستيطان في الضفة الغربية. وأعرب في بيان أصدره المتحدث باسمه سينك مارتين نيزيركي عن قلقه من التطورات التي تحدث على الأرض فيما يتعلق باستئناف النشاط الاستيطاني. وأضاف البيان أن الأمين العام يكرر أن النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدسالشرقية غير شرعي وفقا للقانون الدولي. وفي دمشق ، قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية "حماس" خالد مشعل إن المصالحة الفلسطينية ينبغي أن تكون الرد على ما سماه الصلف الصهيوني. وذكرت قناة الجزيرة أن مشعل تمنى أن تفي السلطة الفلسطينية بوعدها المتعلق بوقف المفاوضات المباشرة إذا استأنفت إسرائيل أنشطتها الاستيطانية. وكانت إسرائيل استأنفت الاثنين أعمال البناء في المستوطنات بالضفة الغربية بعد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمديد قرار التجميد. وقالت مصادر فلسطينية إن المستوطنين شرعوا في البناء بصورة حثيثة، وإن آليات إسرائيلية شرعت في بناء حي استيطاني بمستوطنة "أرييل" في منطقة سلفيت لإنجاز بناء خمسين وحدة سكنية فيها ، كما حددت أماكن يجري البناء فيها بمستوطنة يتسهار جنوب نابلس إضافة إلى بؤر استيطانية قرب مستوطنة شفوت رحيل غرب نابلس وأفادت المصادر ذاتها بأن أراضي جرفت بغرض البناء بمحاذاة مستوطنة كفار عتصيون.