القاهرة - أ ش أ: طالب مفتى الجمهورية الدكتور على جمعة المصريين جميعا بان يتعاونوا ويتكاتفوا ويتكاملوا جميعا لتحقيق المصالح العليا للدين والوطن خاصة وأن التحديات كثيرة ولكن الآمال أكبر بكثير من أي عقبات أو تحديات لأن مصر مليئة بالخيرات "إلا أنه ينقصنا الإدارة اللازمة لقيادة منظومة النهضة والتغيير المنشود والعبور إلى المستقبل بأسرع وقت ممكن بإذن الله". وقدم مفتى الجمهورية - فى كلمة وجهها اليوم الثلاثاء لشعب مصر بمناسبة مرور عام على ثورة 25 يناير - التحية لشهداء مصر الأبرار الذين روت دماؤهم الذكية شجرة الحرية وأضاءوا أمامنا طريق المستقبل وارسل لهم رسالة تؤكد العزم على إزاحة مساوئ الماضي وتحقيق آمال وطموح شعب مصر العظيم في إحداث نهضة حقيقية تبهر دول العالم " كما أبهرناهم من قبل". وقال مفتى الجمهورية :"لقد مر عام على الثورة.. ومن الواجب علينا ونحن إذ نودع العام الأول من الثورة ونستقبل آخر أن نجلس سويًّا نقيِّم هذا العام، سلبًا وإيجابًا، نعالج السلبيات، ونُعلي من الإيجابيات، نقدم الحلول ونحاول جاهدين أن نعمل سوياً من أجل الانطلاق في البناء والتعمير والتنمية وإزاحة الفساد بكل أشكاله من خلال تحقيق الأهداف الحقيقية التي قامت الثورة من أجلها".
كما اكد المفتى أن الشباب هم الثروة الحقيقة لمصر وشعبها على مر الأيام والأزمان وهم قادة المستقبل وعلينا جميعا العمل على تأهيلهم لتلك المهمة العظيمة وقيادة أمتنا في القريب العاجل ونحن في بداية عام جديد ينبغي أن نربي ونعلم الناس ثقافة الأخذ بالأسباب لأنه لن تتم أي نهضة في بلادنا إلا بالسواعد المصرية المخلصة مع الاستفادة من الخبرات الهائلة للمصريين الموجودين بالخارج فهم ثروة مصر الحقيقية وعلينا تهيئة الأجواء لعودتهم واستفادة الوطن منهم .
واستعرض مفتى الجمهورية فى كلمته "التحديات الكبيرة والقضايا الجسام" التي يتحتم علي المصريين أن يضعوها نصب أعينهم ويواجهوها بمزيد من الإصرار والتحدي حتى يعبر الوطن إلى مستقبل آمن ومشرق، ومنها مشكلة الأمية، التي تعتبر العائق الأول لكل برامج التنمية، و مشكلة قومية ذات أبعاد متعددة اقتصادية واجتماعية وسياسية وحضارية، وصلت نسبتها ما بين 25% إلى 30% يتبعها مشكلة الانفجار السكاني المتزايد والذي يعتبر كارثة حقيقية في ظل الخلل الواضح في الموارد والإنتاج، وقلة الدخول، وفي حالة ترك هذه الظاهرة دون حلول وعلاج فإنها ستقود البلاد إلى ما لا يحمد عقباه.
واشار المفتى الى القضية الثانية وهى قضية أطفال الشوارع، ذلك الرافد الأول بل الأهم للبلطجة، والذين يمثلون خطرًا داهمًا يدمر الأمن الاجتماعي والإنساني، ووصمة عار في جبين الإنسانية باعتبارهم قنبلة موقوتة تهدد أمن المجتمع، وتليها مشكلة العشوائيات التي لا تقل خطورة عن سابقتيها، فهي أكبر مما نتصور، وبيئة خصبة لنمو وإفراز بعض السلوكيات الاجتماعية الضارة، وأخيرًا تأتي مشكلة البطالة والتي أصبحت تمثل عائقًا تنمويًّا كبيرًا وسببًا في تهديد واستقرار الدول في ظل النمو السكاني وزيادة الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك. وشدد مفتى الجمهورية على ضرورة ايجاد العلاج الناجع لتلك المشاكل من أجل أن يعبر الوطن هذه المرحلة الحرجة في تاريخه، بالتأكيد على إشاعة ثقافة الأمل والعمل اللذين يمثلان أعلى قيم الإسلام، ، ونرفع من معنويات الأمة بالتركيز على نقاط القوة والإيجابيات دون كذب وتزييف للحقائق، مع عدم التركيز بصورة دائمة على السلبيات. واشار إلى إعادة صياغة العملية التعليمية والنهوض بالبحث العلمي لأن العلم هو حجر الأساس الذي لن يتم البناء دونه، والضابط لحركة النهضة التي ينبغي على مصر أن تبدأ أولى خطواتها به، والقاطرة التي يمكنها قيادة مصر لدخول القرن الحادي والعشرين واستكماله مرفوعة الرأس بين الأمم وليست عالة على غيرها. وطالب صانعي الإعلام أيًّا كان- مرئيًّا أو مقروءًا أو مسموعًا- أن يضعوا أمانة الكلمة أمام أعينهم، ويدركوا أن الله سيحاسبهم على كل لفظة مع تقدير المسئولية الضخمة الملقاة على عاتقهم وكذلك الحفاظ على الوحدة الوطنية، تلك التجربة الفريدة في تاريخ مصر القديم والحديث، ولأنها من أوجب الواجبات الآن حتى تستطيع مصر عبور هذه المرحلة الصعبة، فمبدأ المواطنة ينبغي أن يكون الميزان الذي توزن به الأمور داخل هذا الوطن لأن الجميع شركاء فيه.