فلول النظام البائد تواجه -حاليا - مأزقا لا تحسد عليه، وهذا المأزق يدفعها لتبدو مؤيدة للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ومبررات تأييدها أنها دوما تفكر بانتهازية شديدة، وتنحاز لأي صاحب سلطة تتصور أنه الأقوى. والفلول على الرغم من المعطيات التي تشير بوضوح إلى أن هذا المجلس سيسلم السلطة لقيادة مدنية منتخبة، إلا أنها لا تعتقد أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة من الممكن أن يترك السلطة للشعب، ومن ثم فهي تلعب على وتر الوقيعة بين الثوار والجيش من جهة، وبين الجيش والشعب من جهة أخرى.
ولا تأبه معظم هذه الفلول سوى بالانتقام من ثورة 25يناير ومن فجروها، والاستفادة من أي وضع جديد يرون المجلس الأعلى للقوات المسلحة الأفضل له.
والفلول ينحصرون في الآتي: عناصر خرجت من جهاز مباحث أمن الدولة ومن وزارة الداخلية إثر انهيار جهاز الشرطة على أيدي ثوار 25يناير خرجت وهي مهانة وذليلة وموتورة ومتهمة بممارسة جرائم، إلى جانب قيادات وكوادر الحزب الوطني المنحل في شتى المجالات، وشرائح واسعة من الطائفيين باتت ترى في الجيش الخطر على استعانتها بالخارج.
وأخيرا عناصر كانت قبيل الثورة تتدرب في واشنطن وبلدان أوروبية وتتلقى دعما مباشرا ًمن تلك البلدان، وتتمثل تلك العناصر في قيادات منظمات مجتمع مدني، وكوادر حزبية، وناشطون سياسيون.
والفلول باتت أصواتهم تتعالى، ففي البداية وجدناهم عشرات يتجمعون فور انهيار حكم مبارك بأحد ميادين شارع جامعة الدول العربية بالمهندسيين، ثم تطور أمرهم ليتخذوا من العباسية منطلقا لتظاهراتهم.
ولأنهم لا يملكون وعيا، وكل ما يهمهم تصفية حسابات وحماية مصالح لهم. وجدنا هؤلاء الفلول يتجمعون ويتخذون من صاحب أحد القنوات الفضائية "الهزؤ" رمزاً لهم، وكل ما يعنيهم هو الهتاف ضد الثورة وضد الثوار، وتشويه سمعة الثورة والثوار، وإظهارها على أنها ثورة قام بها عملاء وبلطجية، وأنها مستمرة بأعداد منهم.
وهكذا يستغل الفلول الخلافات الطبيعية بين الثوار؛ ليركبوا الموجة ويحاولوا الإساءة للثورة والثوار.
وللأسف تناغمت مع الفلول عناصر أمنية رأت استثمارهم؛ لكون أن الفلول يدفعون أموالا للبلطجية؛ بهدف العدوان على الثوار، هذا القبول من قبل الفلول للاستغلال الأمني متوقع، ولكن لجوء تلك الأجهزة الرسمية إلى استغلال تحركات الفلول والبلطجية، والانسجام مع نوازعهم الإجرامية هو الخطأ بعينه هنا، والذي يتوجب مواجهته.
هذا؛ لكون أن الفلول ألحقوا إساءات بالغة بالثورة يتعين محوها، وإجبار الفلول على العودة لمنازلهم.
ولقد مارست تلك الفلول عمليات إجرامية غير مسبوقة، واستعانت تلك الفلول ببلطجية بهدف هزِّ استقرار الوطن، وزرع الفتنة بين أبنائه.
وتأثير الفلول كان من الممكن أن يتلاشى، وأن يزول، وأن يبدد بشكل نهائي، لو أن الثوار كانوا يداً واحدة، أو أن الثورة المصرية العظيمة كان لها قائد، ولكن لأن الثوار اختلفوا ما بين متشدد للغاية يرى أن الثورة أخفقت، ويدعو لثورة جديدة، وبين آخر يرى الثورة تسير في الاتجاه الصحيح، وأنها تسير على طريق تحقيق مطالبها.
والمتشددون للأسف ثبت أن من بينهم عناصر على علاقة برموز ومنظمات تتلقى تمويلا خارجيا، بهدف هز استقرار مصر، تلك العناصر والرموز يفترض أن القضاء في طريقه للتحقيق معها الآن بهدف التوصل لحقيقة هذا التمويل المادي لها من قبل أوروبا وأمريكا.
هذا جانب، والجانب الآخر يرى أن الثورة على ما يرام، ومن يديرون أمور وطننا يسيرون بها على طريق تحقيق مطالبها، وتسليم السلطة للشعب.
وعندما نتابع الفضائيات ونجد عناصر إلى شهور مضت كانت تنحني لتقبل أيادي صفوت الشريف ومن على شاكلته، وتسبح بحمد جمال مبارك ووالده ووالدته، تلك العناصر تطل علينا من شاشات فضائيات وتزعم أنها في صفوف الثورة، وتهاجم بعنف الثوار الذين قدموا تضحيات كثيرة، ولا يزالون يقدمون تلك التضحيات ثمنا لمواقفهم المؤيدة للثورة ومطالبها.
أيا كان هؤلاء الثوار، ومهما كانت اختلافاتنا معهم، فإننا نرفض هذا الهجوم عليهم من قبل تلك الفلول الساقطة تحت ستار التمسح بتأييد الجيش تارة، وتأييد أمن مصر القومي تارة أخرى، لكون أن عناصر الفضائيات المشار إليها تسببت بنفاقها لمبارك وعصابته وعملها معه في إصابة الأمن القومي المصري بأفدح الأثمان.
إن تلك الفلول وأدواتها من البلطجية التي تتحالف مع طائفيين وممولين من الخارج هُم الخطر على مصر، وإنني أدعو الإخوة بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى وضع حد لسلوكيات من يريدون الاستعانة بتلك الفلول في مواجهة الثوار، لمجرد أن الفلول يظهرون لجيشنا ورجاله وقادته خلاف ما يبطنون.
إن القوات المسلحة ومجلسها الأعلى لم تعد بحاجة لتلك الفلول؛ لكون أنها تعتمد على عمق شعبي خرجت الجماهير لتمنحه غالبية أصواتها في انتخابات مجلس الشعب التي اختتمت توا، ومن قبل أيدتها الأغلبية في الاستفتاء على تعديل الدستور.
ومن ثم نناشد المجلس الأعلى للقوات المسلحة الابتعاد تماما عن كوادر "حزب منحل" أفسدت الحياة السياسية، لكون أن الفلول يسيئون لسمعة جيشنا عندما يقولون إنهم يؤيدونه، يقولونها لأسباب ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.
وتطهير البلد من الفلول، وممن يتلقون تمويلا خارجيا في شتى المجالات، وخصوصا المجالات الإعلامية، هو المقدمة لتطهير مصر من كل سوء، وإعادة التوازن إلى وجدان الإنسان المصري تطهيرها منهم، ومن رموزهم بالحق والعدل.
هذا التطهير سيتبعه اختفاء البلطجية واجتثاثهم وتقديمهم لمحاكمات عاجلة، وساعتها لن يتبقى إلا الثوار الحقيقيون، الثوار السلميون، وهؤلاء اتفقنا معهم أو اختلفنا نثق في أنهم جميعا يحبون مصر، مصر الحضارة، مصر التاريخ، مصر الوطن الذي نحب.
حوار مع القراء:
- أبو حذيفة ...أم أحمد... جزاكما الله خيرا ً .. جمعنا وإياكم فيما يرضيه ... ونعتقد أن يوم 25يناير سيكون يوما بهيجا بالنسبة لكل أبناء وطننا ..وكيف لا يكون ...وهو يوم يوافق ذكري أكبر وأعظم الثورات ... أما الحفنة المارقة التي تهدد وطننا ... فالقانون سيأخذ مجراه معها ... فالعبث بأمن الوطن ... واقتصاده ومنشآته بات مرفوضا.
- أخ حماد جهامة ...دعك منه سيدي ..لا تهدر وقتك في الرد علي من لا يستحق ردك، ودعه يشتم وقل حسبنا الله ونعم الوكيل. وإلى الأخ تامر ما تقوله ليس دقيقا طبعا؛ لأننا كلنا خرجنا وثرنا، ومن تتحدث عنهم كانوا بضعة عشرات من الأفراد.