قال الشيخ عبد الآخر حماد، مفتى الجماعة الإسلامية، أمس الأول الجمعة، أنه لن يسكت أبدا على أى إساءة إلى الدين الإسلامى أو رسوله صلى الله عليه وسلم أو مقدساته منوها إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم خط أحمر لا يسمح لأحد بأن يتجاوزه. وقد أوضح الشيخ عبد الآخر حماد بداية اشتعال الأحداث بقوله "بدأ الأمر منذ أيام بأن نشر شاب مسيحي في المرحلة الثانوية علي صفحته الخاصة علي الفيس بوك بأسيوط ، صورة لشخص ملتحي وكتب عليه محمد رسول الله ويجلس أمامه ثلاث نساء منتقبات وإحداهن رفعت ثوبها وتقول له هل تقبلني زوجا لك وكتب أعلي الصورة "امرأة وهبت نفسها للنبي" وأورد أسفل الصورة الحديث "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة" لكنه أبدل كلمة "كافل اليتيم" ب "شارب الحشيش" وفي الحقيقة أن مثل هذا التصرف منتهي البذاءة والإساءة والازدراء".
وشدد حماد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بالإحسان حتى إلى أعدائه وعلمنا أن نحسن إليهم ونتقى الله فيهم، كما أن الله سبحانه وتعالى يسخر بعضا من عباده الصالحين ليقوموا بواجب النصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وروى المؤرخون أن قوما فى زمن السلطان نور الدين زنكى أرادوا أن يحفروا نفقا قرب المسجد النبوى لكى يستخرجوا الجسد الشريف فقيد الله عز وجل لهم البطل الشهيد السلطان نور الدين، حيث جاءه الرسول صلى الله عليه وسلم فى منامه طلب منه أن ينقذه من شخصين أراهما له فى المنام فلما استيقظ وذهب إلى المدينة بحث عنهما حتى وجدهما فقتلهما عقابا لهما على ما فعلاه وما أرادا فعله بجسد النبى صلى الله عليه وسلم وهكذا إلى يوم الدين ييسر الله عبادا لنصرة رسوله عليه الصلاة والسلام.
ويصرح قائلا "ومن أغرب ما قيل عن هذا الطالب بشهادة جيرانه ومعارفه أن مستواه العقلي لا يرقي لمثل هذه الأمور والمقصود هنا احتمال أن يكون أحد وراء هذه الحادثة غير هذا الطالب وهذا لن ينكشف إلا بالتحقيق معه".
ويقول الشيخ عبد الآخر " واضح أن كل ما يحدث مخطط والله أعلم ، وقبل هذه الحادثة سبق أن حدثت مجموعة من التصرفات الحمقاء في نواحي الصعيد ، فعدة مرات نجد أحدهم يرتدي لبس القساوسة وهو قس فعلا ويقصد رفعه لأعلي "شلحه" ليغرر بالفتيات المسلمات، وأشياء كثيرة من هذا القبيل، وأعتقد أن ما يصدر منهم من إساءة مقصود لكننا لا نعلم من وراءها وحينما نجتمع بممثلي الكنيسة ينكرون ويقولون "هؤلاء الشباب ليس لنا سيطرة عليهم"
جاء ذلك خلال الندوة التى نظمها حزبا البناء والتنمية والنور التابعان للجماعة الإسلامية والسلفيين بأسيوط ، بعنوان "حقوق ووصايا النبى صلى الله عليه وسلم"، وذلك بمركز شباب قرية بهيج التابعة لمركز أسيوط هذه الحادثة المسيئة للإسلام والمسلمين ورسولهم صلي الله عليه وسلم بحضور الشيخ عبد الآخر حماد مفتى الجماعة الإسلامية بأسيوط وبيومى إسماعيل، عضو مجلس الشعب عن الجماعة الإسلامية، وأحمد رفاعى عضو مجلس الشعب عن الجماعة السلفية ورضوان التونى أمين حزب البناء والتنمية وعبد الرءوف خلف، أمين تنظيم حزب البناء والتنمية، واللواء محمد إبراهيم، مدير أمن أسيوط، والعميد يونس الجاحر، نائب مدير فرع الأمن العام بأسيوط.
وقال خلف عبد الرءوف أمين تنظيم حزب البناء والتنمية بأسيوط إن الله أمرنا بالطاعة والبعد عن المعصية والعدل والبعد عن الظلم وحذرنا من ظلم أى شخص حتى ولو كان على غير ديننا فإن دعوة المظلوم ترفع إلى الله فوق الغمام ولو كانت من كافر، وحذر عبد الرءوف من عواقب دعوة المظلوم.
وطالب الشيخ بيومى إسماعيل، عضو مجلس الشعب عن الجماعة الإسلامية شباب قرية بهيج بألا يقعوا فى الظلم وألا يتعدوا حدود الله، مشيرا إلى استغلال أشخاص الأحداث التى شهدتها القرى فى توتر العلاقة بين المسلمين والأقباط حتى يظهر المسلمون بصورة سيئة أمام الله أولا والعالم كله.
وحذر الشيخ أحمد رفاعى، عضو مجلس الشعب عن الجماعة السلفية، من تصديق الشائعات التى تجوب القرى بأن الشاب القبطى تم تهريبه إلى خارج المحافظة ولم يقدم للمحاكمة وأكد رفاعى أن الشاب الآن فى محبسه وسوف يحاكم وطالب أهالى القرية بالرجوع إليهم فى حالة تردد أى شائعات.
ومن جانبه قال اللواء محمد إبراهيم، مدير أمن أسيوط، إنه عقب أحداث قرية العدر تم ضبط الشاب القبطى المتهور وتقديمه إلى النيابة وتم تحديد جلسه له مستعجلة وسوف تكون يوم 7 فبراير المقبل فهو الآن يأخذ جزاءه، وتم طرد أهله من المحافظة بأكملها وإغلاق منزله بالأقفال.
وطالب مدير الأمن بأن نقف عند هذا الحد والنظر إلى مستقبل البلد، مشيرا إلى أن مصر الآن فى لحظات حرجة ولابد من إعادة بناء مصر حتى نستطيع الخروج من الأزمة الاقتصادية التى نمر بها الآن وأكد إبراهيم للحضور أنهم سوف يسمعون حكما رادعا ضد هذا الشاب المتهور.
وجدير بالذكر أنه قد تقدم أحد ممثلي الكنائس بالاعتذار معربا " هذا الشاب لسنا مسئولون عنه ونعتذر باسم الكنائس لإخواننا المسلمين ونحن لا نرضي عن مثل هذا الشيء".
وسبق أن أكد مفتي الجماعة أنه " لم يقم أي مسلم بحرق أي بيت من بيوت النصاري ولكن بعض النصاري أنفسهم أحرقوا بعضا من أوراق الجريد في حظائر خالية خارج البيوت وكأنهم أرادوا أن يلصقوها بالمسلمين ، ولكن عندما جاءت الشرطة وجدوا أن الأمر لن ينتج عنه خسائر ولكنه بسبب بعض العيدان والقش المحترق وذهبت بنفسي لأتأكد من هذا الأمر فلم أجد أيا من بيوت النصاري محترق، فكل ما تناقلته الصحف والمواقع ما هو إلا دعايا مغرضة لا أساس لها من الصحة"