نجاد يستعد لتشكيل حكومته وبني صدر يتهم خامنئي بتزوير الانتخابات احمدي نجاد عواصم: وعد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بإجراء تغييرات على فريقه الحكومي واحترام الشباب عندما تتولى حكومته الجديدة مسؤولياتها عقب إعادة انتخابه المثيرة للجدل، وذلك في الوقت الذي اتهم فيه الرئيس الإيراني الأسبق أبو الحسن بني صدر مرشد الثورة علي خامنئي بالقيام بتزوير الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت في 12 يونيو/ حزيران الماضي.
وقال نجاد في كلمة تلفزيونية إلى الشعب الإيراني إنه يجب تغيير هيكل الحكومة، وستكون التغييرات في الحكومة كبيرة للغاية.
وأضاف أن حكومته الجديدة ستضع الإسكان والتوظيف والإصلاح الاقتصادي على قمة أجندتها.
وأكد قائلا "أنا ضد المواجهات بين الشرطة والمواطنين، علينا أن نحترم ميول الناس خاصة الشباب.
وأعلن عن فوز الرئيس المحافظ الذي يتمتع بدعم خامنئي، في الانتخابات التي جرت في 12 يونيو/حزيران الماضي وسط اتهامات بالتزوير من مرشح الرئاسة الخاسر مير حسين موسوي والمرشح الإصلاحي مهدي كروبي.
وأدت نتائج الانتخابات المثيرة للجدل إلى خروج مئات الآلاف إلى الشوارع في احتجاجات استمرت أسبوعا قالت الشرطة إنها أسفرت عن مقتل 20 إيرانيا على الأقل واعتقال أكثر من ألف.
وقد انتقد أحمدي نجاد القوى الدولية بسبب تدخلها وأعمالها الصبيانية وأكد أن الانتخابات كانت نزيهة وقال لقد كانت أكثر الانتخابات جمالا ونظافة.
يذكر أن خلافا يدور بين إيران والعالم الغربي بشأن برنامج إيران النووي حيث يخشى الغرب من أن يكون البرنامج غطاء لإنتاج أسلحة نووية، وهو ما نفته طهران.
اتهام خامنئي بتزوير الانتخابات ابو الحسن بنى صدر
في غضون ذلك، أعلن الرئيس الإيراني الأسبق أبو الحسن بني صدر الذي انتخب عام 1980 أن خامنئي أمر شخصيا بالقيام بالتزوير المفترض في الانتخابات الرئاسية الإيرانية في 12 يونيو.
وقال بني صدر خلال مؤتمر في الذكرى العشرين لمقتل ثلاثة معارضين أكراد في فيينا إن "خامنئي أعطى الأمر بالتزوير خلال إلا نتخابات الرئاسية، وكذلك الضوء الأخضر لقمع المتظاهرين".
وكان بنى صدر قد طالب في وقت سابق بإسقاط ولاية الفقيه والمافيا العسكرية التى تتحكم فى حكم إيران .
وأضاف في لقاء مع قناة "العربية" أن ولاية الفقيه سبب كل التردى فى الأوضاع وأن مرشد الجمهورية على خامنئي لا يطبق الإسلام أو تعاليمه ، قائلا :" خامنئي كذب على الشعب فى خطبة صلاة الجمعة عندما قال إن الانتخابات كانت نزيهة والكل يعلم أنها مزورة لصالح نجاد والإسلام يعتبر خيانة الأمانة من الكبائر وخامنئى خان الأمانة بالكذب على الشعب".
وفيما يتعلق بالسلطة الحاكمة بالفعل فى إيران ، أشار بنى صدر إلى أن الحكم كله فى يد الحرس الثورى الذي يحكم ويتحكم فى كل شىء ، كما يتحكم في السلطة القضائية والتشريعية ، ولذلك يريد خامنئى أن يكون الرئيس من أعوانه من الحرس الثورى من أمثال نجاد.
يذكر أن أبو الحسن بنى صدر هو أول رئيس للجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد ثورة عام 1979 التي أطاحت بحكم الشاه .
وتولى بنى صدر الحكم فى بداية عهد الخمينى عام 1980 ولم يكمل سوى عام واحد فى السلطة وسرعان ما عزل ونفى إلى باريس .
الإصلاحيون يتحدون نجاد موسوي مع خاتمي
من ناحية اخرى، أعلن زعيم المعارضة الإيرانية المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية مير حسين موسوي أنه لن يعترف بشرعية حكومة أحمدي نجاد لأنها لم تنتخب من الشعب. وقال موسوي في تصريحات بعد لقائه مجموعة من أنصاره في منزله "في هذه الانتخابات وقعت أحداث كبيرة وحصلت عمليات تزوير وإننا لن نسكت بل سنواصل طريق الاحتجاجات بالطرق القانونية لأن حكومة نجاد لم تأخذ الإطار القانوني".
وأكد موسوي الذي اجتمع لأول مرة منذ انتهاء الانتخابات بالمرشح مهدي كروبي لأنصاره، أنه سيسعى خلال المرحلة المقبلة إلى تأسيس حزب يأخذ على عاتقه المطالبة بحقوق الأمة.
وإلى جانب موسوي انضم الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني وحفيد مؤسس الثورة حسن أحمد الخميني إلى قائمة الرافضين لحكومة نجاد.
وفي السياق ذاته دعا حزب الإعمار والبناء المقرب من رفسنجاني إلى رفض نتائج الانتخابات واعتبر خطوة الموسوي بتأسيس حزب بأنها في الاتجاه الصحيح.
ودعا حزب الإعمار والبناء إلى إطلاق سراح المعتقلين حيث مازال عدد من السياسيين أمثال محمد علي أبطحي ومصطفى تاج زاده ومحسن أمين زاده من كوادر جبهة الإصلاح في المعتقلات الانفرادية.
ودعا القادة الإصلاحيون موسوي والرئيس السابق محمد خاتمي والمرشح مهدي كروبي، حكومة نجاد إلى إطلاق سراح المعتقلين ووضع نهاية لعملية الاعتقال. وقال موسوي إنه يجب إطلاق سراح من لم يرتكب أي ذنب وإعادة العسكر إلى مقراتهم.