الدار البيضاء: أعلن مصدر مغربي مطلع في أحزاب الغالبية الأربعة التي ستتشكل منها حكومة عبد الإله بنكيران، وهي العدالة والتنمية، والاستقلال، والحركة الشعبية، والتقدم والاشتراكية، أن التشكيلة الحكومية الجديدة باتت جاهزة بعد أن تم إدخال بعض التعديلات عليها، وإن تعيينها من قبل الملك محمد السادس غالبا ما سيتم اليوم الاثنين، أو غدا الثلاثاء، كأقصى تقدير في منتجع أفران الشتوي "وسط المغرب. وفي هذا الوقت أعلن عزيز أخنوش رجل الأعمال وزير الزراعة والصيد البحري في الحكومة المغربية المنتهية ولايتها، استقالته من حزب التجمع الوطني للأحرار، محدثا زلزالا وسط الحزب الذي تحول إلى المعارضة عقب اقتراع 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ونقلت جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية عن أخنوش قوله في بيان صادر عنه: "إنه بعد أربع سنوات من النشاط داخل حزب التجمع الوطني للأحرار قدم استقالته".
وأضاف البيان أن أخنوش، الذي التحق بالحزب في أكتوبر / تشرين الأول2007، شارك بنشاط، إلى جانب مناضلي الحزب في إعادة هيكلة وتحديث هذا الحزب الذي فرض نفسه اليوم كثالث تشكيلة سياسية بالبلاد، قوية بكفاءاتها وغنية بمساهمة شبابها وبتجربة روادها الثابتة.
وأشار أخنوش إلى أنه لن ينضم إلى أي حزب سياسي آخر، معربا عن شكره للحزب ورئيسه، وعن أمله في أن يواصل الحزب طريقه بعزم وقناعة وتشبث بقيمه.
وقال أخنوش: "إنه يظل مقتنعا بأن التجمع الوطني للأحرار سيواصل الاضطلاع بدور محوري في المشهد السياسي المغربي".
وفي غضون ذلك، قال المصدر ذاته: "إن أخنوش سيشارك في حكومة بن كيران بتوليه حقيبة الزراعة، بصفته مستقلا".
وستكون وزارة الزراعة إلى جانب وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية والأمانة العامة للحكومة والوزارة المكلفة بالدفاع من الوزارات التي ستتولاها شخصيات مستقلة في حين ستتولى وزارات الداخلية والخارجية والعدل، شخصيات حزبية. وفي نفس السياق، ربط المحلل السياسي المغربي ميلود بلقاضي، استقالة أخنوش من التجمع الوطني للأحرار بقرب الإعلان عن تشكيلة حكومة بن كيران.
وقال بلقاضي: "إن استقالة أخنوش جاءت "مفاجئة"، وعشية الإعلان عن التشكيلة الحكومية الجديدة، وبالتالي يحتمل أن يكون أخنوش عضوا في حكومة بن كيران، خاصة أن رئيس الحكومة المعين سبق له أن أعلن أنه منفتح على استقطاب شخصيات غير منتمية حزبيا لتعزيز فريقه الحكومي، إضافة إلى الأخبار التي ترددت قبل أيام حول وجود مشاورات بين بن كيران وأخنوش بهدف مشاركته في الحكومة الجديدة".
وباستقالته من حزب التجمع الوطني للأحرار، فإن أخنوش يفقد تلقائيا مقعده في مجلس النواب، طبقا للقانون الانتخابي الجديد، وبالتالي فإن المقعد سيؤول للمرشح التالي الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات خلال الانتخابات، سواء كان منتميا لنفس الحزب الذي ينتمي إليه أخنوش أو لحزب آخر.
ويعتبر أخنوش رئيس مجموعة "أكوا هولدينغ" المالية ومجموعة "أفريقيا" للبترول والغاز، من أبرز وزراء الحكومة المنتهية ولايتها، حيث ارتبط اسمه خلال ولايته الحكومية بإطلاق مخطط "المغرب الأخضر" الرامي إلى النهوض بالزراعة، ومخطط "أليوتيس" للنهوض بقطاع الصيد البحري.
كما تألق أخنوش بفضل الدور الذي لعبته الزراعة خلال ولايته في تمكين الاقتصاد المغربي من التصدي للصدمات الخارجية، والتخفيف من آثار الأزمة المالية العالمية، وارتفاع أسعار المواد الأولية والأغذية بفضل ارتفاع الإنتاج الزراعي.
وبالإضافة إلى ذلك، عبر عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المعين الاحد، بالرباط، عن تفاؤله بنتيجة مسار تشكيل الحكومة الجديدة.