أصدر اتحاد الناشرين المصريين مساء أمس بيانا يأسف فيه من إعلان وزير الثقافة تأجيل معرض الكتاب إلى شهر فبراير ، والذي لا يستند لمبرر واضح كما يذكر الاتحاد. ودعا مجلس إدارة اتحاد الناشرين المصريين المجلس العسكرى لسرعة التدخل لحماية "صناعة النشر وسمعة مصر وسمعة معرض القاهرة الدولى للكتاب من الانهيار ". وجاء في البيان أن المجلس العسكرى قام من قبل بحماية كافة الأحداث الكبرى التى تحدث فى مصر ، مثل الانتخابات التي شهدت تجمع ملايين المصريين ولم تحدث خلالها مشكلات تذكر ، وليس أمرا صعبا أن يؤمن حدثا ثقافىا دولىا يعد وجوده إعلان عن حالة من الاستقرار يشاع فى العالم أننا فقدناها إلى الأبد . كما تساءل البيان : كيف يجتمع وزير الداخلية باتحاد الكرة ورؤساء الأندية الجماهيرية ويعلن عن استعداده لتأمين كافة مباريات كرة القدم ويدعوا لإقامتها جميعاً بحضور الجماهير ويرفض تأمين حدث ثقافى دولى يعلن عن استقرار مصر ؟ واعتبر رئيس اتحاد الناشرين محمد رشاد أن تأجيل أو إلغاء معرض القاهرة الدولى للكتاب يعنى انهيار هذا المعرض الدولى وانهيار صناعة النشر فى مصر لأسباب من بينها الإضرار بسمعة مصر دولياً وتعميق الإحساس بعدم أمانها ، علاوة على فقدان آلاف الزوار والعارضين العرب والأجانب وتأثير ذلك سلباً على السياحة. كما أكد البيان أنه تم الاتفاق على تاريخ هذا المعرض مع وزير الثقافة السابق و وزير الداخلية السابق وتم الإعلان عن هذا الموعد دولياً وأقبل الناشرين العرب والأجانب على المشاركة فى معرض الكتاب المصرى الأول بعد الثورة وقام الناشرين العرب والأجانب بسداد اشتراكات أجنحتهم بالمعرض وشحن الكتب سواء براً أو بحراً وجميعها الآن فى الطريق إلى مصر ، وتأجيل هذا المعرض أو إلغائه سوف يضر بمصالح الناشرين العرب والأجانب المشاركين بالمعرض ويكبدهم خسائر فادحة للعام الثانى على التوالى علاوة على فقدانهم الثقة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب وعدم الحرص على المشاركة به مرة أخرى وفقدان النجاح والسمعة الدولية التى حققها هذا المعرض على مدار 42 سنة ماضية. وأكد البيان أن معرض الكتاب إذا ما تم تأجيله بالفعل فإنه سوف يعرض لفقدان حقه الدولي وخروجه من الأجندة الدولية لمعارض الكتاب العالمية وهو المعرض الوحيد فى الوطن العربى الذى اكتسب حقه الدولى على مدار 42 عاماً وتم تصنيفه كأحد أكبر معارض الكتاب فى العالم. وسوف يفقد هذه الصفة نتيجة لخروجه عن موعده المحدد دولياً لمدة عامان متتاليان طبقاً لقانون المعارض الدولية حيث تم إلغائه نتيجة لأحداث ثورة يناير 2011 ثم تأجيله أو إلغائه هذا العام ، مما يتيح الفرصة لبعض الدول المتربصة بنا لتحتل مكان معرض مصر ضمن المعارض الدولية. وجاء في البيان كذلك أن إقامة هذا المعرض فى غير موعده المحدد دولياُ فى النصف الثانى من شهر يناير يجعله يتعارض مع معارض الكتب العربية الأخرى المنتظمة فى معارضها مثل معرض المغرب للكتاب الذى يبدأ فى 10/2/2012 ثم معرض مسقط للكتاب فى 28/2/2012 وما يليهم من معارض متعاقبة حتى شهر مايو 2012 ، مما يعنى انسحاب كافة الناشرين العرب والأجانب من معرض القاهرة الدولى للكتاب فى حالة تأجيله لارتباطهم بهذه المعارض المتعاقبة التى تليه ، ومطالبتهم برد ما سدده علاوة على التعويضات عن الخسائر التى تكبدوها للمرة الثانية . وأخيرا نبه اتحاد الناشرين إلى أن الناشر المصرى فقد أكثر من نصف حجم أعماله نتيجة لإلغاء معرض القاهرة الدولى للكتاب عام 2011 ، وتحمل تلك الخسائر بنفسه دون أى تعويضات من أى جهة من جهات الدولة وتأجيل معرض 2012 أو إلغائه بهذه الصورة سوف يؤدى إلى انهيار أكيد لصناعة النشر و كثير من دور النشر سوف تغلق أبوابها وتصفى أعمالها وموظفيها الذين يزيد عددهم عن مائتى ألف عاملاً وموظفاً وما يتبعه ذلك من فقدان الكتاب المصرى والكاتب المصرى تأثيره على حركة الثقافة العربية. وأعلن مجلس إدارة الاتحاد أنه فى حالة انعقاد دائم لحين حل هذه المشكلة وعودة معرض الكتاب إلى موعده المعلن ، وقال أنه إذا كانت وزارة الداخلية ترفض تأمين المعرض فإن الناشرين يتعهدون بتأمين معرضهم والحفاظ على سمعته الدولية .