يرى العلماء والمتخصصون أن الطقس القاسي بدأ منذ عام تقريبا يوم رأس السنة الجديدة، حيث نجا كثيرون من الأضرار الناجمة عن إعصار ضرب سينسيناتي في أركانساس. وقال أحد الناجين من الإعصار: "بدا الإعصار وكأنه قطار شحن قادم، ورغم أننا لم نكن في مساره المباشر إلا أننا شعرنا بقوة الرياح وهي تتحرك وتهز كل شيء في طريقها، لقد كان أشبه بزلزال بالنسبة لنا".
وكان هذا الإعصار من بين 1600 إعصار ضرب الولاياتالمتحدة خلال عام 2011، وتسببت 12 كارثة جوية على مدى العام في خسائر اقتصادية بلغت قيمة الواحدة منها مليار دولار أو أكثر، وهو رقم قياسي جديد، وفقا لما ذكره كريس فاككارو المتحدث باسم دائرة الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية.
وقال فاككارو: "لقد شاهدنا أحداثا تاريخية من كل فئات الطقس تقريبا من حيث العواصف الثلجية والأعاصير والفيضانات وحالات الجفاف، وتصدرت جميع هذه الأحداث هذا العام أعلى ثلاثة أحداث من نوعها تم تسجيلها على الإطلاق".
وقد أثرت العوامل الجوية القاسية على ملايين الناس وأسفرت عن مصرع ألف شخص وأدت إلى إصابة ثمانية آلاف آخرين وبلغت الخسائر الاقتصادية الناجمة عنها 52 مليار دولار.
وأشار ديفيد براون من الإدارة الوطنية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي إلى أن أكثر هذه العوامل تكلفة هي حالة الجفاف التي دامت على مدى عام كامل والتى مازالت تضرب ولايات السهول الجنوبية.
وقال: "لدينا خسائر زراعية بقيمة 6 إلى 8 مليارات دولار بسبب الحريق في أماكن مثل تكساس ونيو مكسيكو وأوكلاهوما، وإذا استمر الجفاف لعدة أشهر قادمة، كما نتوقع، فإن هذا الخسائر ستزيد".
ونوه فاككاوا إلى أنه رغم أن تزايد أعداد السكان والتوسع في البنية التحتية مسئولان بشكل جزئي عن الأضرار، إلا أن دور الأنماط المناخية الجديدة ظهر على نطاق واسع في عام 2011، وقال: "أولا وقبل كل شيء كان لدينا عاصفة "لا نينا" في شرق المحيط الهادئ التي غيرت أنماط العواصف القياسية لدينا.. كما كان لدينا النمط القطبي الذي يطلق عليه "التذبذب القطب الشمالي".
وقد لعبت الأنماط المناخية الجديدة دورا كبيرا في أشهر الشتاء والربيع، مما سمح للهواء البارد بالتدفق إلى الولاياتالمتحدة وساعد على تكوين العواصف الثلجية، ودعم أيضا موسم الإعصار.
وبينما لا يوجد أي دليل للربط بين الاحترار العالمي وبين ظواهر جوية محلية معينة، فإن فاككارو يقول إن الطقس المتطرفة في العام الماضي يتفق مع ما يتوقعه خبراء المناخ على المدى البعيد.. حيث يولد ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن الاحترار المزيد من الطاقة والمياه في الغلاف الجوي، مما يؤدى بالتالي إلى المزيد من الجفاف الشديد وهطول الأمطار بشكل أكثر وعواصف أقوى.
ويتوقع بيتر ألتمان، مدير حملة المناخ والهواء النظيف بمجلس الدفاع عن الموارد الطبيعية، أن يسوء الوضع بشكل أكثر مع مواصلة ارتفاع درجات الحرارة عالميا، ودعا إلى العمل على خفض الانبعاثات التي تتسبب في تغيير المناخ والعمل على التخفيف من آثارها.
وقال: "علينا مواصلة إعداد أنفسنا لإدارة هذا النوع من الظواهر الجوية، سواء كانت الجفاف أو حرائق الغابات أو موجات الحرارة أو الفيضانات، وهذا يعني بالنسبة لإدارة الطوارئ تقديم هذا النوع من المساعدة الصحية الذي نحتاج إليه في أعقاب هذه الأنواع من الأحداث بشكل أفضل".
وشدد فاككارو على أن الظروف الجوية المتطرفة لعام 2011 قد تكون هي الطقس الجديد المعتاد، مشيرا إلى أن دائرة الأرصاد الجوية الوطنية تتخذ خطوات لإعداد أمة جاهزة للطقس، تدعو إلى تكوين شبكة متنامية من الشركاء من القطاعين العام والخاص للعمل معا للاستعداد للكوارث في المستقبل.