القاهرة: أعلن النائب البرلماني أبو العز الحريري الفائز بمقعد مجلس الشعب المصري عن محافظة الإسكندرية، اعتزامه الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، معتبرًا أن تلك الخطوة لرد اعتبار التيار المدني بعد أن فاز الإسلاميون بالأغلبية في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى مرحلتها الثالثة الشهر المقبل. وقال الحريري في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم الثلاثاء :"إنه سيقدم نفسه كمرشح توافقي للإنقاذ لأثبت أن مرشحًا مدنيًا يستطيع أن يفوز في انتخابات حرة بعد الثورة، ولأرد الاعتبار للتيارات والقوى المدنية".
واتهم الحريري حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وحزب النور السلفي بتزييف الوعي باستغلالهما لحوائج الناس الفقراء والبسطاء عن طريق قيامهم بجمع الزكاة والصدقات وإعادة توزيعها على الناس لكسب الأصوات الانتخابية، وقال "هل قامت جماعة الإخوان أو الدعوة السلفية أو حزباهما بوضع برنامج يساعد هؤلاء للخروج من دائرة الفقر التي تحاصرهم؟.. الحقيقة أن هذا لم يحدث".
واعتبر الحريري أن التيار المدني سيعود قريبًا ليتصدر المشهد في مصر، وقال: "إن فوز التيار الإسلامي وضع عارض مؤقت سرعان ما سيزول، والتيار المدني قادم لا محالة".
وأضاف أن السلفيين والإخوان المسلمين أمامهم خياران لا ثالث لهما، وكلاهما سيوصل في النهاية إلى صعود التيار المدني، الخيار الأول هو قيامهم بالاستعانة بالبرامج المدنية الليبرالية واليسارية للتعامل مع المشكلات التي تعاني منها مصر، وهو ما قام به بالفعل قيادات من حزب النور السلفي الذين أعلنوا عن تبنيهم لبرنامج اليسار المصري في وضع حلول للقضاء على الفقر الذي يعم الأغلبية من الطبقتين الفقيرة والوسطى. وأشار الحريري إلى ان الحل الآخر فهو استمرار السلفيين والإخوان المسلمين في التحدث بشعارات دينية واستمرار فقر المواطنين حيث يمنح الوضع المتردي اقتصاديًا لهم فرصة استخدام هؤلاء في الانتخابات عن طريق منحهم الصدقات والمساعدات، وهو ما لن يقبله الناس منهم بعد ذلك، لأن الوعي السياسي ينمو ويزداد.
وتابع الحريري أن الاحتجاجات الفئوية للعمال والموظفين والشباب ستزداد إذا لم تتحقق مطالبهم، لذا فإن الخيار التالي للناخبين في حال عدم تحقق طموحاتهم سيكون حينها للتيار المدني الذي لا بد سيتمكن من تنظيم صفوفه وبناء قواعده خلال السنوات القليلة القادمة".
وأوضح قائلا "أؤكد أن صعود الإسلاميين هو عارض مؤقت سيزول مع بدء ازدياد الوعي والخبرة لدى المواطنين بالعملية الديمقراطية، وذلك لن يستغرق وقتا طويلا وأعتقد أن الممارسات الديمقراطية سوف تجعل الناس تتطلع لحلول وبرامج سياسية أكثر من التطلع للمساعدات المالية أو الشعارات الدينية وسيكون الاختيار على أساس سياسي، وهو ما سيرجح كفة التيارات المدنية السياسية خلال المراحل المقبلة".
وحول ما يطرح في آلية تسليم السلطة للمدنيين من المجلس العسكري إذا ما كان يؤيد تسليم السلطة لحكومة إنقاذ وطني أو مجلس مدني، أو لرئيس مجلس الشعب، قال أبو العز "كل هذه الاقتراحات غير واقعية، وكان من المفترض منذ البداية أن يتم وضع دستور جديد ثم تتم الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية، أما وأن ذلك لم يحدث فلا بد لنا من التعامل مع الأمر الواقع والانتظار حتى تسليم السلطة لرئيس منتخب، لكن الطرح بتسليم السلطة لحكومة إنقاذ وطني أو مجلس مدني هو أمر أراه غير منطقي وغير واقعي، نظرًا لضيق الوقت لتقوم هذه الحكومة بمهام إنقاذ فعلي وحقيقي للبلاد، وحتى الطرح الخاص بالمجلس المدني ممن يتشكل وماذا يفعل في الوقت القليل المتبقي، هناك مجلس شعب قارب تشكيله على الاكتمال، وعلينا التعامل مع الأمر الواقع".
ورفض الحريرى فكرة تسليم السلطة لرئيس مجلس الشعب ليتولى منصب رئاسة الجمهورية، قائلا "أرفض ذلك تماما وأحذر منه، حيث سيحمل ذلك تسليما مبكرا جدا للسلطة وبمنتهى السهولة للإخوان المسلمين وللسلفيين الذين سيسيطرون على البرلمان بسبب حصولهم على أغلبية المقاعد.. وهو أمر لا يستقيم، خصوصا أن هناك استفتاء دستوريا هم أنفسهم - الإخوان والسلفيون - طالبوا الجميع بالالتزام بما جاء فيه من بنود ليس من بينها تسليم السلطة لرئيس مجلس الشعب".