تنوعت اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم الاثنين الا أن الوضع في سوريا ما زال يسيطر على افتتاحيات الصحف ، فيما اعتبرت الصحف القطرية مقتل خليل ابراهيم زعيم حركة "العدل والمساواة " المتمردة في دارفور فرصة لاحلال السلام في السودان. فمن جانبها ، انتقدت صحيفة "الوطن" السورية ردود الفعل العربية خاصة الخليجية تجاه حادث التفجيرين الذى وقع فى العاصمة دمشق يوم الجمعة" الماضية. وقالت الصحيفة ، فى عددها الصادر اليوم الاثنين إنه في وقت أدانت فيه الأممالمتحدة ومجلس الأمن وعدد من دول العالم التفجيرين الإرهابيين اللذين استهدفا دمشق الجمعة الماضية فإن ردود الفعل العربية جاءت خجولة على نحو مريب باستثناء مصر والعراق ولبنان. وأشارت الصحيفة الى أن دول الخليج العربي كانت غائبة عن المشهد كما غابت بعض وسائل إعلامها وخاصة قناتي الجزيرة والعربية. واختتمت "الوطن" تعليقها قائلة "انه وفي الحالات التي تتعرض لها الدول للإرهاب كما حدث في دمشق صباح الجمعة الماضي فإن أقل مايمكن أن تقدمه الدول الأخرى هو التنديد بهذا الإرهاب،تعبيرا عن تضامنها مع الدولة المستهدفة، لكن عرب الخليج هذه المرة آثروا الصمت ربما التزاما منهم بقاعدة إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب".
التصعيد الدامي وفي الشأن السوري ايضا ، انتقدت صحيفة "الشرق" القطرية حملة التصعيد الدامي ضد المحتجين السلميين في سوريا ، مشيرة إلى أنه يخطىء من يظن أن هذا التصعيد والمضي في توسيع سياسات القمع والحصار للمدن والأحياء الثائرة سيعجل بمخرج من الأزمة السورية أو يفرض حلا بعينه لها ، ولكنه سيزيدها تعقيدا ويدخلها في أنفاق حالكة السواد. ودعت الصحيفة القطرية في افتتاحيتها تحت عنوان "مغزى التصعيد السوري قبل بدء المراقبين مهمتهم" - النظام السوري إلى أن يظهر قدرا من الجدية والمسئولية في التعامل مع استحقاقات مبادرة الجامعة العربية ، ويسارع بتحسين صورته ببناء جسور الثقة مع الشعب الثائر ويتخلص من حالة "الاستعلاء" التي تتلبسه ، ويهيىء لفتح أبواب الحوار مع المعارضة سعيا لإنقاذ سوريا من بين براثن الموت والخراب ، ويجنب الوطن شبح التدخلات الأجنبية التي يرفضها كل المحبين لسوريا. وقالت الصحيفة إن المراقب للشأن السوري يلحظ أن ثمة تصعيدا خطيرا تشهده الساحة السورية مع بدء وصول المراقبين العرب إلى هناك لرصد الأوضاع على الطبيعة وتقييمها ضمن خطة الجامعة العربية التي تعد المخرج الوحيد للأزمة السورية ، فضلا عن التزايد اللافت للنظر في أعداد القتلى من المدنيين برصاص أجهزة الأمن وتوسيع رقعة العنف الدامي للمحتجين السلميين ، مقارنة بأعداد الضحايا قبل القبول بالمبادرة العربية".
انهاء الصراع وحول مقتل خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور ، أكدت صحيفة "الراية" القطرية أنه بمقتل خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة تكون صفحة من صفحات الصراع في إقليم دارفور السوداني قد طويت ، مشيرة إلى أن خليل إبراهيم لم يكن شخصا هامشيا في الصراع الدامي في الإقليم الذي خلف عشرات الآلاف من الضحايا بين قتيل ومصاب ولاجىء بل كان لاعبا أساسيا ومؤثرا فيه. وقالت الصحيفة - في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان "السلام في دارفور أولا" - "إن منبر الدوحة وفر لزعيم حركة العدل والمساواة فرصة كبيرة لتحقيق مطالب شعب دارفور العادلة على طاولة المفاوضات مع الحكومة السودانية . إلا أنه بعد الاحتفال بتوقيع اتفاق الإطار الذي شهده خليل إبراهيم بنفسه في الدوحة وانتهى بالمصافحة التاريخية بينه وبين الرئيس السوداني عمر البشير انسحبت الحركة من المفاوضات لاعتبارات مختلفة تبدو الآن هامشية خاصة بعد أن مضى قطار السلام في دارفور ووصل إلى السكتة النهائية. فقد جرى توقيع اتفاقية سلام دارفور بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة التي حظيت بقبول أهل دارفور الذين شاركوا في صناعتها وحظيت أيضا بقبول وتأييد المجتمع الدولي.
وأشارت صحيفة "الراية" إلى أن مقتل زعيم حركة العدل والمساواة سيترك فراغا كبيرا في الحركة من الصعب أن ينجح خليفته في أن يملأه بسرعة خاصة أن إستراتيجية الحركة في آخر عهد خليل إبراهيم تحولت من المطالبة بحقوق شعب دارفور إلى السعي للاطاحة بحكومة البشير وهو ما سعت الحركة لتحقيقه بالفعل عام 2008، إلا أنها فشلت في ذلك وكانت قبل مقتل إبراهيم تحاول إعادة الكرة مجددا والهجوم على الخرطوم حسب تصريحات الناطق باسم الحركة لوسائل الإعلام. وأوضحت "الراية" أن شعب دارفور قدم الكثير من التضحيات من أجل رفع المظالم عنه ومن أجل نيل حقوقه المشروعة في الثروة والسلطة وفي تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية .. وقد وفرت اتفاقية سلام دارفور بالدوحة الفرصة الحقيقية لتحقيق السلام والتنمية في دارفور. وقالت "كان الأجدر بحركة العدل والمساواة بقيادة خليل إبراهيم العودة إلى طاولة الحوار والمفاوضات وتجاوز الاعتبارات الذاتية والمصلحية لصالح تحقيق السلام في دارفور ولصالح أن ينعم شعب دارفور بالأمن والاستقرار ويترك مخيمات اللجوء". وخلصت الصحيفة إلى أن الأشخاص مهما كانت رمزيتهم وأهميتهم فانون في النهاية ولكن تبقى القضية التي نذروا أنفسهم لخدمتها وماتوا من أجلها والقضية هنا هى دارفور وشعبها الذي بدأ يلمس آثار تحقيق السلام في الإقليم ، "فهل تستخلص حركة العدل والمساواة العبر بعد مقتل خليل إبراهيم وغياب الدعم الدولي والإقليمي لحركته فتمد أيديها مجددا للسلام وتطوي ملف الصراع الدامي في الإقليم إلى الأبد؟". عودة الأمل وتعليقا على الأزمة السياسية الكبيرة التي تشهدها اليمن ، أكدت صحيفة "الثورة" اليمنية أهمية توافر المصداقية والرغبة لدي أطراف الأزمة اليمنية الراهنة في تجاوز تداعياتها. وقالت "إن توقيع المبادرة الخليجية لحل الأزمة لم يكن بمفرده كافيا لإعادة الأمل لدي اليمنيين بأن البلاد لن تنزلق إلي الصراعات العنيفة". وأضافت الصحيفة في كلمتها الافتتاحية اليوم تحت عنوان "عودة الأمل" بل إن الثقة في مصداقية أطراف الصراع ورغبتهم في تجاوز الأزمة كادت حينها تنعدم، غير أن تشكيل حكومة الوفاق الوطني بدد الشكوك حول جدية أطراف الصراع بالمضي قدما في تنفيذ المبادرة الخليجية والانتقال من الخصومة إلى الشراكة كما أن ظهور أعضاء الحكومة كفريق عمل واحد عزز من الثقة في عدم تكرار تجارب الائتلاف الحكومي في مطلع التسعينيات. وتابعت الصحيفة "صحيح أنه من المبكر جدا الحكم على أداء الحكومة واللجنة العسكرية المعنية بتحقيق الأمن والاستقرار بالنظر إلى عمرهما القصير حيث تناضل الأولى في البرلمان لنيل الثقة والأخيرة في الميدان لإزالة الحواجز والمتاريس والمظاهر العسكرية والمسلحة ، ولكن يمكن القول أن مجرد إعادة الطمأنينة وحدها تمثل إنجازا معنويا هاما بالنظر إلى الوضع الذي كانت تعيشه البلاد". وفي ختام كلمتها أشارت الصحيفة إلي وجود تحديات كبيرة أمام حكومة الوفاق الوطني في المرحلة المقبلة، وقالت أنه رغم حوادث العنف التي شهدتها صنعاء وبعض المدن، إلا أنه لا يجب استمرار تبادل الاتهامات بشأنها، ويجب الانحياز للحق ولجهود تحقيق السلم والأمن وإعادة الخدمات وذلك بدعم الحكومة واللجنة العسكرية.