عن دار "الكتاب العربي" ببيروت، صدر كتاب "الحرم القدسي الشريف" الذي أعده خالد عزب وشيماء السايح. ووفق صحيفة "القدس العربي" يتناول الكتاب توالي الاهتمام بالحرم القدسي الشريف منذ عهد الخليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، وفي العصر الأموي حيث بناء قبة الصخرة والمسجد الأقصى، وقد ظل اهتمام خلفاء بني العباس به، إلا أنه تعرض لانتكاسة معمارية مع الحروب الصليبية، ليعود له بريقه مع فتح صلاح الدين للقدس وتحريرها من الصليبيين، ويستمر هذا الاهتمام لتشهد مدينة القدس أوج ازدهارها العمراني والمعماري في العصر المملوكي، ليضاف إلى الحرم القدسي مدارس وأسبلة ومنشآت لخدمة زوار الحرم ولتعزيز العلم به .
كما يتناول في مقدمته وصفًا مفصلاً عن تاريخ مدينة القدس وتطور الحياة العلمية بها، وقد ورد ضمن تلك المقدمة أبرز المؤسسات التعليمية في القدس، ومنها المدرسة النصرية والمدرسة الوفائية، والمدرسة الكريمية وغيرها من المدارس وموقع كل منها، كما تناول هذا الجزء أبرز علماء مدينة القدس في الطب والرياضيات وعلم التصوف ونبذة عن أشهر مؤلفاتهم. ثم تنطلق صفحات الكتاب لتسرد لنا روعة عمارة الحرم وما يتضمنه من منشآت معمارية جاء على رأسها عمارة 'المسجد الأقصى' متناولة تاريخ بنائه وتكوينه المعماري، تلى ذلك وصف مفصل لعمارة قبة الصخرة "قلب الحرم القدسي" مستعرضا زخارفها ونقوشها الكتابية، كذلك حفظ لنا هذا الكتاب بين طياته وصفًا لعدد من المنشآت المعمارية الإسلامية التي يضمها الحرم القدسي الشريف والتي بنيت على فترات تاريخية مختلفة، ومنها الأسبلة كسبيل السلطان سليمان، وسبيل قايتباي، والقباب كقبة سليمان وقبة المعراج وقبة السلسلة، والمآذن والتي منها مئذنة الغوانمة ومئذنة السلسلة والمئذنة الفخرية، بالإضافة إلى عدد هائل من المدارس كالمدرسة الفارسية والمدرسة الأشرفية. ويسرد الكتاب سيرة الكثير من الأبنية والعناصر المعمارية التي ألحقت بالحرم القدسي الشريف كالمصلى المرواني، والكأس الذي يقع بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة، صهريج الملك المعظم، منبر برهان الدين الذي يقع في صحن قبة الصخرة، جامع النساء الذي أنشأه السلطان الناصر صلاح الدين، الزاوية الختنية، دار الخطابة، الخانقاة الفخرية، ومهد عيسى، بالإضافة إلى أبواب الحرم كباب الحطة أقدم أبواب الحرم، باب القطانين، باب المطهرة، باب العتم الذي دخل منه الخليفة عمر بن الخطاب للقدس، وحائط البراق، وأخيرًا فقد ألحق بهذا الكتاب مجموعة هائلة من اللوحات والصور الملونة والمخططات والمساقط توضيحًا لكل منشأة معمارية وردت ضمن صفحات هذا الكتاب، بالإضافة إلى عدد من صور الرحالة الذين زاروا القدس في فترات زمنية مختلفة عبروا من خلالها عن عبق التاريخ الإسلامي المتواصل بها