هناك القليل من العوامل التي تُحدد ما إذا كان تناول الأدوية بعد تاريخ انتهاء الصلاحية آمناً أم لا، ويقول ديفيد نيرنبيرج، رئيس قسم الأدوية والسموم بمركز دارتموث هيتشكوك الطبي إن نوع الدواء، والوقت المنقضي بعد تاريخ الانتهاء، وكيفية تخزينه تُعد جميعها من العوامل الهامة. وحسب صحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية، قال نيرنبيرج إذا ما كنت تستخدم أحد الأدوية بعد مرور أشهر قليلة أو بعد عامٍ من تاريخ الانتهاء، وجرى تخزينه بشكل جيد، فلا أعتقد أن هناك أي مشكلة بالنسبة لمعظم الأدوية. ولكن لا تضمن الشركات هذا، فهذا الأمر صحيح فيما يتعلق بالأدوية المتاحة دون وصف الطبيب مثل الأسبرين. وتعمل شركات الأدوية على اختبار فاعلية وسلامة العقاقير لفترة محددة من الوقت عادة ما تمتد لعامين أو ثلاثة وفقط إذا جرى تخزينها بالشكل المناسب، والتخزين المناسب يعني عدم تعريض الدواء لدرجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة، أو تعريضه لضوء الشمس أو الحرارة أو الرطوبة بشكل مباشر. هناك بعض الأبحاث العلمية التي توضح أن الدواء يمكن أن يؤدي مفعوله لفترة طويلة عقب تاريخ الانتهاء، كما توصلت دراسة أجرتها إدارة الغذاء والدواء عام 2000 إلى أن 90% من الأدوية التي لم يتم استخدامها وجرى تخزينها من قبل العسكرية الأميركية بقيت على حالتها من الفاعلية بشكل كامل، بعد سنوات عديدة من تاريخ الانتهاء، ووفقاً لمؤلفي الدراسة، تقترح النتائج أن صُناع العقاقير يميلون إلى التحفظ فيما يتعلق بتاريخ الانتهاء، كما أنهم أثاروا بعض التساؤلات المرتبطة باختبار الأدوية لزيادة العمر الافتراضي. عند انتهاء الصلاحية يقول نيرنبيرج إن هناك بعض الأدوية التي ينبغي دائماً الاحتفاظ بها، بغض النظر عن اقتراب وقت انتهاء صلاحيتها، ويجب تجنب الأدوية السائلة يشكل خاص لأنه محتويات الزجاجة معقمة إلى حين فتح الغطاء لكن عند فتح السائل، يُصبح الدواء عُرضة للتلوث البكتيري، وبالنسبة لأشياء مثل قطرة العين السائلة، مع مراعاة عدم ملامسة فتحة الزجاجة لجفن العين، كما يجب الالتزام بتاريخ الانتهاء، وكذلك تعليمات التخزين الموجودة على وصف الأدوية بجدية. على سبيل المثال، تعتبر أقراص النتروجليسرين التي عادةً ما توصف لهؤلاء المصابين بذبحة أو مرض القلب التاجي عُرضة بشكل كبير للتلف إذا حُفظت في درجات حرارة عالية، فمن المُستحسن عدم حفظ أقراص كهذه في سيارة ترتفع درجة حرارتها أو حتى داخل صندوق التابلوه، فهناك احتمالية كبيرة بأن الدواء قد يتلف وسط الحرارة المرتفعة، ما يؤدي إلى عدم فاعليته. وأردف نيرنبيرج أنه ينبغي التفكير في المُضادات الحيوية بنفس الطريقة فإذا تعرضت لإصابة خطيرة ووجدت بعض المضادات الحيوية المتبقية في خزانة الأدوية الخاصة بك، فليست هناك طريقة تتأكد بها من أن الدواء ما زال فعالاً، وبالتالي لا يستحق هذا الأمر المجازفة، ناهيك عن الحقيقة بأنه ينبغي عليك دائماً استشارة طبيبك قبل تناول الدواء الموصوف. وأضاف نيرنبيرج: "أنت لا ترغب في تناول أحد المضادات الحيوية التي فقدت أي نسبة من فاعليتها، لأن هذا قد لا يؤدي إلى تعافيك من إصابتك. فكلما ازدادت خطورة الحالة أردت التأكُد من أن الشركة المُصنّعة أجرت اختبارات عليه وتضمن مفعوله، وتُعد المجازفة في مثل هذه الحالات قليلة الاحتمال". عندما يراودك الشك تخلَّص منها ويُصرح نيرنبيرج بأنه من الأفضل التحقق من خزانة الأدوية للتخلص من الأدوية القديمة كل عام، وبهذه الطريقة لن تضطر إلى القلق، ووفقاً لإدارة الغذاء والدواء FDA، يعتبر إحضار برنامج استعادة الأدوية من أفضل الطرق للتخلص منها وفي النهاية، ينصح نيرنبيرج بأن ننأى بأنفسنا بعيداً عن الخطر، ونشتري الأدوية الجديدة في حالة عدم التأكد فهذه هي الطريقة المُثلى لضمان الأمان والفاعلية.