هناك صيدلية صغيرة داخل كل منزل تحتوى على مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأدوية والعقاقير للاستعمال فى حالات الطوارئ مثل المسكنات ومضادات الألم والتقلصات والإسهال، وبعضها للعلاج من الأمراض المزمنة مثل ضغط الدم والسكرى وأمراض القلب والشرايين، ولكل منا طريقته فى الاحتفاظ بهذه العقاقير من حيث المكان والمدة الزمنية والمتابعة. فما هو الأسلوب الأمثل لذلك للتأكد من سلامة الدواء حتى آخر جرعة؟ تقول د. شريفة فهمى مصطفى رئيس قسم العقاقير باحدى كليات الصيدلية أن هناك إرشادات لحفظ الدواء، وهى الاحتفاظ بالدواء داخل عبوته الأصلية سواء العلب الورقية أو الشرائط البلاستيكية أو الزجاجات، وكذلك النشرات الداخلية، فأدوية القلب مثلا التى تحتوى على نيترات تتعرض لتبخر مكوناتها فى حال نقلها من أوعيتها الأصلية مما يغير من جرعتها، كما أن العلب الأصلية مهمة للاحتفاظ بالبيانات الأساسية المهمة للدواء فى حال الرجوع إليها مثل تاريخ الإنتاج وانتهاء الصلاحية ورقم التشغيلة وإرشادات التخزين والجرعات الخ.. وتشير إلى أن معظم المرضى اعتادوا على الاحتفاظ بالأدوية فى المطبخ أو الحمام سواء فى خزانة صغيرة أو درج أو حتى على طاولة، ولكن هذه الأماكن من أسوأ أماكن تخزين الدواء، الذى يجب أن يحفظ بعيدا عن عوامل الحرارة والرطوبة والإضاءة المرتفعة وهو ما لا يتوافر فيها، وذلك بسبب تصاعد الأبخرة فيها بصفة دائمة بسبب المياه الساخنة والطهى وأبخرته المتصاعدة، فالمواد الكيميائية المصنع منها الدواء تتعرض لعمليات من التحلل أو الأكسدة أو تبخر بعض مكوناتها، فبعض الأدوية المنومة الشائعة تفقد 75%من فاعليتها فى درجة حرارة أعلى من 36 وبخاخات الربو، تعطى جرعة أقل عند تعرضها لحرارة أعلى من 48 درجة، ومواد مثل الأدرينالين أو الأبينيفرين تفقد 64%من فاعليتها حين تتعرض لحرارة مرتفعة ثم منخفضة عدة مرات. كما أن السيارات من الأماكن شديدة الحرارة التى من الخطأ أن يترك فيها الأدوية، فقد تصل صيفا لدرجات فوق 80 درجة مئوية بالانتظار فى الشمس، فيجب علينا نقل الدواء فى حقيبة اليد، حتى عند السفر بالطائرة لأن مكان الأمتعة يتعرض لدرجات حرارة قصوى بالإيجاب والسلب، وفى حال الحاجة إلى التجميد يوجد حافظات للحرارة مزودة بوسيلة للتجميد تباع بالصيدليات. ومن الأخطاء الشائعة حفظ الدواء فى الثلاجة بشكل روتينى لأنها عالية الرطوبة، لذلك يحفظ بداخلها فى حال الإشارة إليه فى نشرة الدواء، والتأكد هل فى الثلاجة أم فى الفريزر لأن بعض الأدوية قد تحتاج للتبريد فقط وتفسد بالتجميد مثل الأنسولين، والعكس صحيح فيما هو مسموح به للتجميد قد يفسد بالتبريد.ت ويلاحظ أن الشرائط الخاصة بالتحاليل مثل شرائط قياس السكر أو اختبارات الحمل والهرمونات تتأثر بشدة بالحرارة المرتفعة والرطوبة العالية مما يؤدى إلى قراءات خاطئة وذلك للتغييرالذى يطرأ على الكاشف الكيميائى بداخلها وتركيزه. وتشير إلى أهمية عمل مراجعة دورية على تاريخ صلاحية الدواء للتخلص من أى دواء تعدى تاريخه، وفى حال تغير لون أو ملمس أو رائحة الدواء أو تشقق أو تكسر أقراصه يجب التخلص منه فورا حتى وإن لم يتعد فترة صلاحيته لأنها إشارات دالة على تغير مكوناته أو جرعته حتى بمجرد كسر القرص مثلا. ويتردد أحيانا إمكانية استعمال الدواء بعد انتهاء تاريخ الصلاحية وخصوصا أنه ظاهريا فى أغلب الأحيان لا يتغير شكله، ولكن د.شريفة تؤكد أن ذلك يمثل خطرا شديدا على الصحة، فتاريخ الصلاحية يعنى أن الشركة المنتجة تضمن صلاحية هذا الدواء بفاعلية لا تقل عن 90% خلال فترة الصلاحية المكتوبة وفى ظروف التخزين المشار إليها على العبوة، وبعد هذه المدة لا تكون الشركة مسئولة عن أى فاعلية أو ضرر للمريض وذلك لأن مكونات الدواء تبدأ فى التحلل أو التكسير أو فقد فاعليتها بنسب مختلفة بعد هذا التاريخ، مما يعنى فقده جزء أو كل فاعليته إلى جانب أنه من الممكن تحوله إلى مواد ضارة أو سامة، فأحد الأمثلة قطرات العين حينما تتعدى فترة صلاحيتها، حتى فى حال أن المكونات تبقى صالحة فمن المؤكد أن المادة الحافظة لتعقيم القطرات قد فقدت صلاحيتها وتبدأ الميكروبات فى النمو فى محلول القطرة،مما يمثل خطرا على العين، كما أن المضادات الحيوية تبدأ فى التحلل والتكسير بعد تاريخ الصلاحية والمواد التى تنشأ من جراء هذا تتسبب فى تدمير خلايا الكبد والكلى عند التعاطى، وأيضا أدوية السكرى تفقد فاعليتها بعد تاريخ صلاحيتها مما يمثل خطورة على المريض لعدم تعاطيه جرعته المقررة. وتشير أيضا إلى أن الأعشاب الطبية والتوابل لها شروط للاحتفاظ بها، فهى تحتوى على مواد فعالة وعرضة للتحلل أو للنمو الميكروبى مما قد يسبب ضررا على الصحة، ولذلك يجب الاحتفاظ بها فى عبواتها الأصلية بتاريخ الصلاحية بعيدا عن الضوء والحرارة والرطوبة، ووضعها فى عبوات زجاجية داكنة اللون إن أمكن أوعلب محكمة الإغلاق لا يصلها الضوء، ويكتب عليها تاريخ الشراء إن لم يوجد تاريخ صلاحية لها. وباتباع هذه الشروط البسيطة نضمن حفظا آمنا للأدوية والعقاقير والأعشاب الطبية التى نحتفظ بها حتى آخر جرعة ونضمن أقصى فاعلية للدواء.