قال شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، أن التجديد خاصة لازمة من خواص دين الإسلام، موضحا أنه لابد من إعداد قائمة إحصائية بكبريات القضايا التي تطرح نفسها على الساحة الآن على أن تكون الأولوية للقضايا التي شكَّلت مبادئ اعتقادية عند جماعات التكفير والعنف والإرهاب المسلح، مثل قضايا الجهاد،الخلافة، التكفير، الولاء والبراء، تقسيم المعمورة وغيرها. وأصاف - في مقاله الأسبوعي بصحيفة "صوت الأزهر"، الذي جاء تحت عنوان "التجديد الذي ننتظره"، اليوم الخميس إن الاجتهاد في توضيح هذه المسائل يجب أن يكون اجتهادًا جماعيًّا وليس فرديًّا، مشيرا إلى أن الاجتهاد الفردي فات أوانه، ولَم يَعد مُمْكِنًا الآن لتعدُّد الاختصاصات العلمية، وتشابك القضايا بين علوم عدة . وأوضح الطيب أن التجديد الذي ننتظره ينبغي أن يسير في خطين متوازيين: خط ينطلق فيه من القرآن والسنة أولاً، وبشكل أساسي، ثم مما يتناسب ومفاهيم العصر من كنوز التراث بعد ذلك، والثاني خط موازٍ ننفتح فيه على الآخرين، بهدف استكشاف عناصر التقاء يمكن توظيفها في تشكيل إطار ثقافي عام، يتصالح فيه الجميع، ويبحثون فيه معاً عن صيغة وسطى للتغلب على المرض المزمن الذي يستنزف طاقة أي تجديد واعد، ويقف لنجاحه بالمرصاد، والمتمثل في الانقسام التقليدي إزاء "التراث والحداثة" إلى: تيار متشبث بالتراث كما هو، وتيار متغرب يدير ظهره للتراث، ثم تيارٍ إصلاحي خافت الصوت لا يكاد يبين. وأشار إلى أن هذا الاختلاف -في حد ذاته- أمر طبيعي وظاهرة مقبولة، لكنه ليس مقبولاً ولا طبيعيًّا أن يتحول الموقف كله من مواجهة خارجية إلى صراع داخلي يترك الساحة خالية لفرسان أجانب يسحقون الجميع، لافتًا إلى أن التيار الإصلاحي "الوَسَطي" هو المؤهل لحمل الأمانة، والجدير بمهمة "التجديد" الحقيقي، الذي تتطلع إليه الأمة، وهو -وحده- القادر على تجديد الدين بعيدًا عن إلغائه أو تشويهه، ولكن شريطة أن يتفادى الصراع الذي يستنزف طاقته من اليمين ومن اليسار .