يعد النوم أحد النشاطات الأساسية التي نقوم بها منذ أول يوم قدمنا فيه إلى الحياة، ومع ذلك فإننا نجد صعوبة في بعض الأحيان في فعله بشكل صحيح، حتى أُعلن في العام 2008 عن يوم عالمي للتشجيع على ممارسة هذا النشاط بشكلٍ صحيح والحصول على قسطٍ وافرٍ منه، إذ تحل هذه المناسبة في ال17 من مارس من كل عام. إذ نجد في بعض الأحيان صعوبة في الخلود إلى النوم بسهولة، ونبقى مستلقين في السرير لوقتٍ طويل نتقلّب مراراً وتكراراً نعدّ عدد الساعات التي سننامُها إذا ما غفونا في الحال، لذلك نبحث عن سبل تمكننا من النوم بسهولة في المرات التالية، حسب صحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية، عن صحيفة "مترو" البريطانية فمن المؤسف أن بعض النصائح التي نحصل عليها لا أساس لها من الصحة، لذا هناك لائحة ببعض الشائعات المتعلقة بالنوم. الأسطورة الأولى: النساء يحتجن لساعات نوم أكثر من الرجال كشفت إحدى الدراسات العام الماضي، أن النساء في حاجة إلى النوم مدة أطول من الرجال، لكن ذلك الأمر ليس بهذا الشكل المُتصور، لأنه على الرغم من أن الجنس يلعب دوراً مهماً في عملية النوم، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن النساء في حاجة إلى ساعات نوم أكثر من الرجال. وفي هذا الصدد، أكد مدير مختبر النوم والكآبة في جامعة رايرسون الكندية، كولين كارني، على ارتباط النوم بصفة مباشرة بمستوى نشاط الشخص وخموله ونوعية الأعمال التي يقوم بها على مدار اليوم، فإذا أدى الشخص نشاطاً كبيراً ستزيد ساعات نومه، والعكس صحيح، وهذا يعني أن النساء لسن بحاجة إلى ساعات إضافية من النوم بسبب طبيعتهنّ البيولوجية، وإنما لأنهن يبذلن مجهوداً مضاعفاً. الأسطورة الثانية: كل شخص يحتاج إلى ثماني ساعات من النوم منذ أن كنا صغاراً نسمع أن عدد الساعات المثالي للنوم هو ثماني ساعات، ولكن العلم أثبت أن ذلك عارٍ عن الصحة، إذ أكد الدكتور كارني أن احتياجات الناس من النوم تتغير من شخص لآخر، فالبعض قد تكفيه 6 ساعات بينما يحتاج البعض الآخر إلى 9 أو أكثر. أشار كارني إلى أن الحصول على قسط وافر من النوم، يعود جسدنا تلقائياً على عدد معيّن من الساعات ما يجعلنا نحس بالنشاط طيلة اليوم بعد الحصول على هذا العدد من الساعات، أما النوم لعدد قليل من الساعات، حتى وإن تأقلم المرء مع ذلك ببساطة، فقد يعرضه للإصابة بأمراض القلب والشرايين والاضطرابات المعرفية وحتى الموت المبكر. الأسطورة الثالثة: يُمكن تعويض الساعات التي لم نَنمها خلال الأسبوع في العطلة هذا الاعتقاد خاطئ، إذ إنه لا يمكننا أن نعوض ساعات النوم التي أضعناها وسط الأسبوع في نهاية الأسبوع، فمحاولة تعويضها يزيد من خطر إصابتنا بالأرق خلال الأسبوع التالي، لذلك من المستحسن محاولة الحصول على النوم الذي نحتاجه خلال الأسبوع، ولا نحاول النوم لساعات أطول من المعتاد خلال العطلة. الأسطورة الرابعة: القيلولة ضرورية خلال النهار هذه الأسطورة بالذات تقوم على نمط نوم الشخص، ففي بعض الأحيان يمكن أن تكون القيلولة مضرة بالصحة وهذا يعتمد على التوقيت والمدة، خاصةً بالنسبة للذين يعانون من الأرق، وفي المقابل ينصح بأخذ قيلولة للمصابين بمرض السكري. ومن جهته، شبه الدكتور كارني القيلولة "بالكعكة"، فرغم أن أكل جزء منها قد يغير مزاج الشخص، إلا أنه سيكون له تداعيات سلبية للمصاب بالسكري، والأمر سيان بالنسبة للقيلولة، فهي مفيدة للذين يريدون ضبط نومهم، لكنها مضرّة بالنسبة للذين يعانون من الأرق. الأسطورة الخامسة: الاستيقاظ مؤخراً مضر يظن معظم الناس أن حياة الذين يستيقظون منذ بزوغ الفجر صحية أكثر من غيرهم، بيد أن هذا الاعتقاد غير صحيح البتة، وهو ما أكده الدكتور كارني بقوله: "في جسم كل شخص نافذة نوم تعرف علمياً باسم "كرونوتايب" وهو عامل وراثي يرتبط أيضاً بعوامل نمو، فمثلاً ينام الأطفال ويستيقظون مبكراً، وعندما يصبحون مراهقين يمرون بتحوّل بيولوجي يجعلهم يتأخرون في النوم والاستيقاظ، وحين يتقدم بهم العمر يعودون إلى نقطة البداية، بالنوم باكراً والاستيقاظ باكراً". الأسطورة السادسة: عدم النوم ليلاً عند استعدادك لحدث مهم فكرة سديدة رغم أن السهر طوال الليل لن يقتلنا، إلا أن جُلّ خبراء النوم لن يوصُوك بذلك، خاصةً إذا كنت تقوم بذلك بشكل متكرر، إذ أثبتت الأبحاث أن الذين يسهرون لساعات متأخرة من الليل من أجل التحضير لامتحان أو لمقابلة عمل أو شيء من هذا القبيل لا ينجحون في مهامهم، إذ سيعانون من مشاكل التركيز والتذكر كما سينخفض معدل المهارات الإدراكية بسبب قلة ساعات النوم.