في رائعتها "أنت قلت" تمنح الكاتبة والفيلسوفة الهولندية كوني بالمن شاعر البلاط البريطاني تيد هيوز صوتا ليقدم روايته لأحداث غرامه وزواجه بالشاعرة الأمريكية الأشهر سيلفيا بلاث وقصة انتحارها. ظل تيد هيوز صامتا حتى وفاته في مواجهة اتهامات كثيرة بكونه السبب في اكتئابها حتى وضعت رأسها في الفرن لاستنشاق الغاز حتى ماتت، غير أنه ترك في أرشيفه صندوقا مختوما بالشمع الأحمر وأصى قبل وفاته ألا يفتح قبل عام 2023. بعد إطلاعها على جزء من أرشيفه، وقراءتها لقصائد عيد الميلاد الثمانية والثمانين، وهي المجموعة التي نشرها تيد هيوز قبل وفاته بأشهر قليلة، وأعماله الأخرى، بالإضافة إلى كتب السيرة المتعددة التي تناولت حياة بلاث وأعمالها الشعرية، استطاعت كوني بالمن الدخول إلى العالم السري الذي ضم الشاعرين منذ لقائما الأول: الذي عضت سيلفيا فيه تيد في خده، تاركة علامة لم تمح، إلى لحظة موتها اختناقا بالغاز في بيتهما الصغير بعد انفصالهما. منحت كوني تيد صوتها، ليتلو روايته للقصة، واستعارت منه، ومن بلاث، روح اللغة الشاعرة التي جعلت روايتها قطعا شعرية متتابعة تتدفق في جمال أخاذ. وستتوفر ترجمة الرواية التي تصدرها سلسلة الجوائز بالهيئة العامة للكتاب لشهر فبراير بترجمة بديعة للشاعرة التونسية-الهولندية لمياء المقدم، وغلاف بديع للفنان أحمد بلال في معرض القاهرة الدولي للكتاب خلال أيام قليلة. وتضم هيئة تحرير "الجوائز" كلا من المترجمة دينا مندور رئيسا للتحرير، والشاعر والمترجم أسامة جاد مديرا للتحرير، و حنين حلمي سالم سكرتيرا للتحرير.