أكد الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين أن الدساتير في كل بلاد العالم توضع بالتوافق لا بالأغلبية، مشددًا على أهمية صياغة دستور جديد للبلاد يلبي متطلبات الشعب نحو نهضة حقيقية لعشرات بل مئات السنين، بصورة توافقية بين جميع أبناء البلاد. وقال بديع في رسالته الإسبوعية: إن الشعوب عبَّرت عن إرادتها الحرة في بناء الدولة الديمقراطية الحديثة القائمة على أسس ومبادئ المواطنة وسيادة القانون والحرية والمساواة والتعددية بكل أشكالها وأنواعها والتداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع واحترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية وشيوع قيم الحرية والعدالة والمساواة بين جميع أبناء الأمة بلا تمييز على أساس العرق أو اللون أو الدين. وأوضح بديع أن مطالب الشعوب و واجبات الحاكم أيًّا كان، هي الطريق الوحيد للخروج من أزماتها وتحقيق نهضتها، والتي تتمثل في ضرورة محاربة مختلف مظاهر الفساد في دوائر الدولة ومؤسساتها ومحاسبة الفاسدين والمفسدين مهما كانت مواقعهم وصفاتهم، وسرعة محاكمة المجرمين منهم محاكمة عادلة وعاجلة، ومعالجة الوضع المعيشي المتدهور للمواطن وتحسينه والقضاء على ظاهرة الفقر والبطالة.
كما طالب مرشد الإخوان بضرورة إعادة الأمن والأمان للمواطن في كافة ربوع الأوطان، وإعادة تأهيل الأجهزة الأمنية وتغيير مفهومها الخاطئ كأجهزة قمع واستبداد وإنهاء هيمنتها على مقاليد وزمام الأمور في البلاد، واقتصار دورها على حماية الوطن وتوفير عوامل الأمان والاستقرار للمواطنين.
وشدد بديع على أهمية إفساح المجال أمام كل الاتجاهات والتيارات السياسية والفكرية والحقوقية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية ، ومنظمات المجتمع المدني في البلاد؛ لممارسة نشاطاتها وفعالياتها والتعبير عن آرائها وتوجهاتها وتمكينها من ممارسة دورها الوطني بحرية للمساهمة في بناء أوطانها ورفعة شأنها، مع ضرورة نشر ثقافة المحبة والتسامح والاحترام المتبادل والعيش المشترك بين جميع أبناء الأمة.
وقال : إن شعوبنا الأبية تبحث عن من يحفظ عليها دينها ويحرس بلادها ويدافع عنها، ويحفظ أمنها الداخلي ويحترم أحكام القضاء ولا يتعالى عليها أو يهملها ومن يقيم العدل في جميع شئون الدولة، وينشر الفضائل والأخلاقيات، وييسر سبل العيش، وينشر الرخاء في ربوع البلاد، ويولي الوظائف والمهام للأمناء أهل الخبرة.
وناشد مرشد الإخوان الجميع إلى التنافس في كيفية النهوض ببلادنا وتقديم البرامج النافعة والتعاون من أجل تقدمها ورقيها في ظل تنافس شريف بعيدًا عن التناحر المذموم الذي يوغر الصدور ويعيق التقدم.