دعا باحثون متخصصون في الشأن الفلسطيني إلى إعادة النظر في المشروع الوطني الفلسطيني وعدم الرهان على المواقف الأمريكية والروسية تجاه القضية الفلسطينية، والسعي لتحقيق الوحدة الفصائلية لما لها من أثر بالغ في تحسين الواقع الفلسطيني، مشيرين إلى أن حوار الفصائل الفلسطينية في موسكو لن تكون ذات تأثير مباشر على مسار المصالحة الفلسطينية. جاء ذلك خلال حلقة نقاشية نظمها معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية بعنوان " روسيا والقضية الفلسطينية" في مقره في مدينة غزة بحضور لفيف من الأكاديميون والباحثون المختصون في الشأن الفلسطيني والدولي. وطالب الباحثون خلال اللقاء روسيا بضرورة دعم الشعب الفلسطيني في تطلعاته، على اعتبار أن تحقيقها سيسهم في إعادة الاستقرار في المنطقة، والعمل على تنفيذ قرارات المؤسسات الشرعية الدولية، ومجلس الأمن الدولي. استعادة المكانة وأوضح الأكاديميون أن روسيا تحاول استعادة مكانتها على المستوى الدولي كقوة عظمى يوماً بعد يوم، وهي تعلم أنها بحاجة إلى شروط وجهود كبيرة من العمل لتحقيق هذه الغاية، في الوقت الذي تقوم الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي بمحاولات لتقويض ذلك التوجه. وأشار المجتمعون إلى رغبة موسكو في تعزيز دورها في المنطقة من خلال عدة مداخل وملفات وملف القضية الفلسطينية يعد مدخلاً مهماً لروسيا للبروز على الساحة الدولية، والدور الروسي في تحقيق المصالحة الداخلية الفلسطينية سيكون بدون جدوى وهو مظهر تجميلي لروسيا بعد ارتكاب المجاز في سوريا. ونوه المجتمعون أن الاستراتيجية الروسية قائمة على المحافظة على مصالحها الحيوية وخصوصا الاقتصادية، وأن السياسة الخارجية الروسية لا يوجد لديها استراتيجية ثابتة في التعامل مع القضايا العربية ولا مع القضية الفلسطينية، وتحاول روسيا كسر الجليد الامريكي في المنطقة والاقليم، وما انتجته السياسة الامريكية في المنطقة دعم باتجاه التدخل الروسي في الشرق الأوسط. تلميع الصورة وأعتبر المجتمعون أن هدف الدعوة الروسية الأخيرة للفصائل الفلسطينية من أجل بحث المصالحة الفلسطينية، ما هو إلا لتلميع صورة روسيا أمام المجتمعات العربية والمجتمع الدولي بعد قترافها الجرائم في سوريا، ولا يمكن التعويل على مخرجات حوارات موسكو فيما يخص المصالحة الفلسطينية لأنها ستكون عادية لتأكد على المؤكد. وتحاول روسيا أن تكون شريكة من الدرجة الثانية في الشرق الأوسط ومنطقة شرق آسيا، التي تسعى أميركا إلى أن تتوجه إليها في ظل الأزمة الاقتصادية العالمية والانكماش الاقتصادي والمالي الأميركي، وفقًا للباحثين انفسهم. وتابع هؤلاء بالقول: " الملفات المطروحة في الشرق الأوسط لا يمكن حلها دون مساعدة موسكو، لأن لروسيا مصالح في الشرق الأوسط ولا يمكن اختصارها بقاعدة طرطوس وبيع السلاح وإنما بمدى العمق الاستراتيجي والترابط بين روسيا والدول العربية والشرق الأوسط من خلال المصالح المشتركة والروابط الثقافية والدينية. يشار إلى أن معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية يسعى إلى مواكبة التطورات والمستجدات على الصُعد السياسية, والاقتصادية, والاجتماعية, محلياً وعربياً ودولياً, لصياغة الاستراتيجيات المناسبة لتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني العليا, وخدمة قضيته العادلة, من خلال القيام بالأنشطة البحثية والحوارية المختلفة.