انتشر مؤخرا عبر صفحات الجرائد والمواقع العديد من الآراء التي تجتهد في نقد وتقييم الأعمال الفنية، وهنا يدور السؤال "هل لدينا حركة نقدية قوية تساهم في دفع الفن إلى الأمام"؟. أجمع فنانون ونقاد على تراجع حركة النقد الفني، ويرى الفنان أحمد بدير – في تصريح للنشرة الفنية بوكالة أنباء الشرق الأوسط - أن النقد الفني حاليا ينقسم إلى قسمين الأول نقد فني حقيقي أما القسم الثاني فهو نقد انطباعي، ففي القسم الأول النقاد يقيمون الأعمال على أسس علمية ومنهجية ويستفاد الفنان بحق عقب النقد، لكن هؤلاء النقاد قليلون جدا، أما النقاد الانطباعيون فهم كثر وهم من الهواة الذين لا يعرفون شيئا عن علم النقد ويقولون رأيهم على حسب الأهواء والصداقات مثلهم مثل بعض الصحف التي انتشر فيها العديد من الصحفيين الذين لا يفقهون شيئا في النقد. واتفقت الفنانة حنان شوقي في الرأي وقالت "يوجد حاليا نقاد تحت الطلب وصفتهم ب"المطبلاتية" يجاملون أصدقائهم الفنانين ، وبرزت هذه المشكلة عقب تخلى التليفزيون عن الإنتاج الدرامي، في حين هناك قلة ينتقدون بموضوعية. من جانبه، أكد الناقد الفني محمد الروبي أنه يمكن القول بأنه لدينا نقاد لكن ليس لدينا حركة نقدية، وذلك لأن من شروط تأسيس حركة نقدية هو الدخول في جدل سواء بين الناقد والعمل أو الناقد والمبدع أو الناقد والناقد، وهو ما يحتاج بالضرورة إلى أوعية تستوعب هذا الجدل، والأوعية أقصد بها هنا الجرائد والمجلات المتخصصة وهى للأسف قليلة إلى حد الندرة. وقال " في المقابل تتعامل الصحف المتخصصة في مجال السيارات مع صفحات الفن باعتبارها (استراحة القارىء) وهو أيضا ما أفقد هذه الجرائد من النقاد الجادين، إلا أن الحركة النقدية لا تقوم إلا على الجدل، والجدل لن يتأتى إلا بمطبوعات متخصصة لن يقدر على تأسيسها ودعمها إلا الدولة". ورأت الناقدة حنان شومان أن أية حركة نقدية فنية لها ثلاثة أضلاع أولها المبدع ثانيها الناقد وثالثها والأخير المتلقي، لذا فأي خلل في أي ضلع من هذه الأضلاع يؤثر بالسلب على كافة الأضلاع الأخرى، والسؤال هنا هل الفن الجيد المؤثر هو الذي يصنع حركة نقدية أم أن الحركة النقدية هي التي تصنع الفن والإجابة "الإثنان معا"، ومشكلة أخرى وهى أن الفنان حاليا مستواه الثقافي هبط وإحساسه بقيمة الصحافة هبط أيضا، والجمهور أحيانا يشاهد ولا يقرأ رأي الناقد، لذا فالأضلاع الثلاثة مازال بها مشاكل وخاصة أن الكثيرين من النقاد تحولوا إلى مجرد موظفين.