تقع جزر الكناري والتي يُطلق عليها أيضا لقب الجزر السعيدة، مقابل الساحل الشمالي الغربي للقارة الإفريقيّة، وعلى مجموعة من الجزر التي تعد أكثر جزر العالم رونقاً وجمالاً، وتتألّف هذه الجزر الساحرة من سبع عشرة جزيرة، سبعة منها كبيرة نسبياً والأخرى صغيرة الحجم وجميعها تتمتّع بحكم ذاتي تابع للحكم الإسباني. ويرجع سبب تسمية هذه الجزر بهذا الاسم لسبب قد يبدو غريباً بعض الشيء، وذلك بأنّ تسمية هذه الجزر بالكناري لا يرجع لطائر الكناري، وإنما لأنّ الرومان القدماء حينما احتلوها وجدوا قومها الأصليين يعبدون نوعاً محدداً من كلاب البحر، فأطلقوا على الجزيرة اسم جزيرة الكلاب، حيث إنّ لفظة كناري هي لفظة منحوتة من اللغة اللاتينية والتي معناها الكلاب. شواطئ جزر الكناري والمعالم الطبيعية الجذابة جعلتها وجهة سياحية رئيسية لأكثر من 12 مليون زائر سنوياً وخاصة لجزر تينيريفي وفويرتيفنتورا ولانزاروت وغران كناريا ، و جزر الكناري لديها مناخ شبه استوائي مع صيف حار طويل وشتاء دافئ معتدل ونظرا لموقعها والجبال العالية في جزر الكناري تعتبر موقع متميز للرصد الفلكي . وعلى الرغم من جزر الكناري هي جزء من أفريقيا ، إلا انها تقع بمقربة من الصحراء ، وتهبط عليها بعض الموجات الحارة خلال الفترة من يونيو الى سبتمبر . بسبب أصل الجزر البركاني ، فعادة ما تغطى الشواطئ المحلية بالرمال البركانية السوداء ، ولكن هناك أيضا بعض الشواطئ التي تغطيها الرمال البركانية الصفراء أو البيج . هناك اختلافات كبيرة بين الجزء الشمالي والجنوبي من الجزيرة . الساحل الشمالي من تينيريفي يتلقى الجزء الأكبر من الأمطار . بعيدا عن المناطق الساحلية يمكنك العثور على المناطق الصحراوية الجافة . وتنتشر مجموعة من الصبار وأشجار النخيل على أرض هذه الجزر . جزر الكناري هي أكثر بكثير من اعتبارها من الجزر السياحية . تجذب جزر الكناري الآلاف من المهاجرين من جميع أنحاء أوروبا القارية ، وغيرها من الأماكن ، وذلك بسبب المستوى المعيش الجيد والمناخ المثالي . السكان المحليين لطيفين وودين ، والسبب في ذلك في توافد عشرات الآلاف من الأجانب (العمال والسياح) ، مما يجعلهم يشعرون بأن جزر الكناري هي بلادهم . تشتهر جزر الكناري بنوع من أنواع رياضة المصارعة ويطلق عليها كفاح الكناري ويعود تاريخ تلك الرياضة الى عام 1420 ، واصبحت تلك الرياضة من الفولكلور المحلي لجزر الكناري ، ومن الأشياء الممتعة ايضا في جزر الكناري رحلة الغوص للاستمتاع بمشاهدة واحدة من اكبر السلاحف في العالم وهي من الأنواع المهددة بالانقراض ويبلغ طول الذكر البالغ من تلك السلاحف ما يقرب من ثلاثة اقدام وعمرها يتراوح بين 47 - 67 سنة . يوجد كذلك في جزر الكناري 14 حديقة وطنية تم الإعلان عن اثنيين منهم ضمن مواقع التراث العالمي من قبل منظمة اليونسكو، واشهر تلك الحدائق حديقة تيد الوطنية في جزيرة تينيريفي والتى انشئت عام 1954 واعلنت موقع من مواقع التراث العالمي عام 2007 وتقع على مساحة 18990 هكتار وتعد تلك الحديقة اقدم واكبر الحدائق الوطنية في جزر الكناري كما تعتبر واحدة من اقدم الحدائق الوطنية في اسبانيا ، واصبحت حديقة تيد الحديقة الأكثر زيارة في أوروبا في عام 2011 واحتلت المرتبة الثانية على مستوى العالم . آثار تاريخية ولا تخلو جزيرة الكناري الكبرى من آثار تاريخية تعود إلى الزمن الذي كانت تخضع فيه للسيطرة العربية قبيل سقوط دولة الأندلس، وتميز الوجود العربي خلال الحقبة الأندلسية بامتداده، ما جعل الجزيرة محط أنظار الملوك الكاثوليك الذين عمدوا، بعد تسلمهم مفاتيح غرناطة، إلى إرسال أساطيلهم إلى جزر الكناري التي كان يطلق عليها العرب اسم جزر الخالدات حتى تكتمل لهم السيطرة على الأندلس. وإضافة إلى الآثار التي تركتها السفن التي رافقت كولومبس في رحلته التاريخية لاكتشاف العالم الجديد عام 1492، والتي يجمعها حالياً متحف أثري لتخليد رحلات الاكتشاف، أقيم في موضع البيت الذي نزل فيه الرحالة الشهير خلال وجوده في الجزيرة متحف يضم بعض الأدوات التي استخدمها كولومبس خلال رحلته الأولى، إضافة إلى آثار أخرى تتعلق بالعالم الجديد بعد اكتشافه.