دمشق : أكد رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون أن النظام السوري يخوض معركة الأرض المحروقة مع شعبه، ومستمر في ارتكاب المجازر التي تقوده نحو الهاوية. واعتبر غليون، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط " اللندنية، أن المناورات العسكرية التي يجريها الجيش السوري هي جزء من استعراض العضلات، أمام الرأي العام وأمام الشعب السوري الذي بات متيقنا أن هذا النظام أصبح على شفير الهاوية .
ورأى أن الأساليب التي يعتمدها مع مبادرات الجامعة العربية، ما هي إلا نوع من كسب الوقت للمماطلة والمراوغة، لأن سلوكه في الداخل لن يتغير ولن يتبدل قيد أنملة، وهو مستمر في حربه الطاحنة ضد شعبه على طريقة إما قاتل وإما مقتول.
وعن المدة الزمنية التي يتوقعها لتحقق الانتفاضة أهدافها، أوضح غليون أن "لا أحد يستطيع أن يتكهن بموعد الانهيار الكامل لهذا النظام الذي بات على قدر كبير من الإجرام، ودخل في سباق مع الوقت، وهو يخوض حرب الأرض المحروقة لإراقة المزيد من الدماء، ولا يتورع عن إحراق بيوت الناس وأثاثها وتدميرها، حتى وصل به الأمر لإحراق البطانيات، بحيث إن الأطفال الذين لا يموتون بالقتل يموتون من البرد. هذه الحقائق يعيشها الشعب السوري بيومياته، وهذا الشعب بات مدركا أن المعركة قاسية ودموية مع نظام كهذا، ورغم ذلك، فإنه مستمر فيها إلى أن يحقق أهدافه لأنه مؤمن بأنه سينتصر في النهاية" .
وأضاف غليون: "لا أعتقد أن هذه المعركة ستطول أكثر من أشهر معدودة، سيما أن الموارد المالية والعسكرية والأمنية بدأت تتراجع، ولذلك نرى أن هذه العصابة الحاكمة تمعن في استخدام القوة ضد الشعب، لكنها بالتأكيد باتت على مشارف الهاوية وتقترب أكثر فأكثر من نهايتها الوخيمة".
لافتا إلى أن ظاهرة الانشقاقات بدأت تزيد سواء في صفوف الجيش أم في صفوف الأمن، لأن كل هذه الأجهزة تعاني وضعا صعبا ومعظمها أنهك، وعناصرها يدركون أنهم يخوضون معركة خاسرة ضد شعبهم وأهلهم، ولذلك بدأت الانشقاقات تتسع، داعيا كل الأجهزة العسكرية والأمنية والسياسيين في الداخل وكل السفراء والدبلوماسيين في الخارج إلى أن يفكروا بمستقبلهم وبمستقبل بلدهم وأن ينقلبوا على هذا النظام المتهالك، وينتقلوا فورا إلى صفوف الشعب والمناضلين والثوار لأن ساعة الحسم قد دنت، وأن يتأكدوا أن كل مسؤول سياسي أو دبلوماسي أو أمني أو عسكري أو إداري سيكون له دوره في المستقبل، إذا انسلخ عن هذه السلطة المجرمة القاتلة، ولن يكون عرضة للمحاسبة والمحاكمة إلا من ارتكب الجرائم بحق شعبه وسفك دماء الأبرياء.
وشدد رئيس المجلس الوطني على أن السوريين لن يكرروا تجربة العراق بعد سقوط نظام صدام حسين، فالذين سيتولون المسؤولية بعد رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وعصابته، سيحافظون على الدولة السورية بكل مؤسساتها، وسيفصلون بين الدولة والنظام، لأن الدولة هي كل أبناء الشعب السوري من كل الفئات والطوائف والمكونات، وهؤلاء سيعملون معا ويدا واحدة لاستمرار دولتهم وتحديثها.