"تعاريج" باكورة أعمال الفنان التشكيلي حسين نوح ، وهى تتناول 44 عاما من عمر مصر ، من عام 1967 إلى 2011 ، وهى تمثل التعاريج والانعطافات التى مر بها المجتمع المصرى ثقافيا ومجتمعيا وسياسيا ، وتمثل قضايا وهموم المواطن من مجتمع القرية للعاصمة ، وتشرح أمراض المجتمع ، من عام النكسة لعام الثورة التى صورها الكاتب بأنها " حادثة" ! وقال حسين نوح خلال حفل مناقشة روايته بمكتبة القاهرة الكبرى ، أنه شعر فى هذه اللحظة الملتبسة من عمر مصر ، أن لديه مخزونا كبيرا بداخله يحتاج أن يكتب ، وبرغم أنه موسيقى وفنان تشكيلى ومنتج مسرحى ، ولكنه شعر أنه هناك حاجة للحكى بداخله ، ليصف روايته بأنها من بطن مصر وطينها ، وأنه سعد باستقبال الناس لباكورة أعماله ، وتبنى دار الشروق لها . وأشار أن روايته تتناول 44 عاما من عمر مصر ، من عام 1967 إلى عام 2011 ، قائلا : " العام اللى عملت فيه مصر الحادثة " قاصدا بقوله ثورة يناير . ولفت أنه أنهى الرواية بمشهد التظاهرات التى تنادى بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية ، ويرتفع الصوت حادثة حادثة حادثة ، لأنه يرى ما حدث فى هذا العام "حادثة " قد تطيح بماهر بطل الرواية ، وقد تطيح بنصف البلد . وعن سؤال نوح كمنتج لماذا لا يحول روايته لعمل تلفزيونى ، قال أن مثل هذه الرواية ، لن تتناسب مع ما يقدم حاليا فى التلفزيون . ولفت إنه حاليا انتهى من نص مسرحى بعنوان " هرتلة " تصور حالة الهرتلة التى تسود المجتمع و " الاتجاه المعاكس" الذى نسير فيه ، كما أنه يحضر لرواية ثانية . وعلق الناقد محمد الروبى أنه يختلف مع وصف نوح لثورة 25 يناير بالحادثة ، وأن مصر بعدها دخلت فى عمود ، وقال أن كلمة النهاية حادثة ، قد تتلقى على أنها حادثة ستنهى حياة بطل الرواية وأنه آن له بعد هذه الرحلة أن يموت ، أو قد تقرأ كما يراها نوح بأنها شئ سلبى ، والروبى بميل للتأويل الثالث بأنها حادثة بالمعنى الايجابى أى أنها بداية لشئ جيد . وقال الناقد محمد الروبى أن حكمه عن الرواية أدبيا بعيدا عن أى موقف سياسى ، و أن السطور الأول فيها يبنى عليها حكمه للرواية ، أما تجذبه أو يبعدها ، وقد جذبه عالم حسين نوح فى "تعاريج" ، ولم يرد لها أن تنتهى ، كما أثنى على اختيار الكاتب للعنوان ، مشيرا للانعطافات التى مرت بها المجتمع ، وقد استطاع أن يصمم كفنان تشكيلى جدارية لما مرت به مصر فى روايته . وقد صمم روايته بمشاهد منفصلة متصلة ، فأغلب مشاهد هذه الرواية يصلح أن يكون قصة قصيرة فى حد ذاتها ، ومتصلة من خلال شخصية البطل ماهر الذى يمثل الخيط الذى يربط الرواية ببعضها البعض ، ومن خلال حياة ماهر من الطفولة للكهولة مثل مقطع طويل من الحياة المصرية . وأشار الناقد أن نوح أبهره بقدرته على التقاط التفاصيل ، فقد أجاد تصوير المكان والأشخاص بعين الكاميرا السينمائية ، لذا تعجب من عدم كتابته للمسرح ، برغم خبرته الطويلة فى المجال ، وقدرته على تقمص كل شخصية ، و إجادته التعبير عن المرأة ، وعن الطبقات المختلفة ، ليؤكد إن نوح مشروع كاتب كبير ، ولكنه اقترح عليه أن يركز فى المسرح لا الرواية ، لقدرته على كتابة الحوار ورسم الشخصيات ، متعجبا من انتهاء الرواية فجأة ، وكأن الكاتب صاغ نهايته على عجل . وختم بقوله أن مصر عبر تاريخها تمر بتعاريج ، ولكنها ستقوم ، فلم يكن أحد يتصور أنه سيأتى اليوم وينجلى الاحتلال الانجليزى ، وإعادة قناة السويس ، وخروج الشعب ثائرا . من جانبه أشار حسين الألفى أن الرواية ترصد مجتمع الصفر الذى انتهينا إليه ، وتصوير المظاهرات التى طالبت بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية بأنها حادثة ، لا نعرف كيف ستنتهى ، ونتمنى أن نقرأ جزء ثانى .