كابول: أعرب الجنرال ستانلي ماكريستال قائد قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" عن "الأسف العميق للخسائر في الأرواح بين صفوف المدنيين الأفغان" والناجمة عن العملية العسكرية ضد طالبان في جنوبأفغانستان. وتتواصل الحملة العسكرية التي تشنها قوات دولية بقيادة حلف شمال الأطلسي في إقليم هلمند في أفغانستان ضد مسلحي طالبان ، وكان يوم أمس قد شهد مقتل اثني عشر مدنياً أفغانياً بطريق الخطأ. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن بيان للحلف قوله: "إن الحادث نتج عن انحراف صاروخين أطلقا على مجمع مبانٍ يعتقد أن مسلحي طالبان موجودون بداخله في مدينة مرجه". وقد أبدى نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني دعمه لما يحدث في أفغانستان، وقال في حديث تليفزيوني إنه يدعم تماماً العملية التي ينفذها حلف شمال الأطلسي. وكان "الناتو" قد اعترف بمقتل 12 شخصا عندما أخطا صاروخ أطلقته قوات الحلف هدفه خلال العملية العسكرية الجارية حاليا ضد طالبان جنوبيافغانستان. وكان مكتب الرئيس الافغاني حامد كرزاي قال "ان عشرة مدنيين قتلوا خلال الحملة العسكرية في اقليم هلمند وهم من عائلة واحدة، وامر الرئيس الافغاني بفتح تحقيق في الحادث". وقال رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة الادميرال مايك مولن ان الحملة العسكرية التي يقودها حلف شمال الاطلسي "الناتو" في افغانستان ضد حركة طالبان "بدأت بداية طيبة"، لكنه قال انه لا يعلم كم من الوقت ستستغرق. واوضح الادميرال مولن، خلال زيارة يقوم بها الى اسرائيل، في رد على سؤال عن السيطرة على مدينة مرجة الافغانية وتحدييها: "لقد تحدثنا منذ مرحلة التخطيط والاستعداد عن عدة اسابيع، لكن انا في الحقيقة لا اعرف كم سيستغرق الامر". من جهتها ، قالت منظمة الصليب الاحمر الدولية انها اقامت مركزا للاسعافات الاولية في بلدة مرجة وانها عالجت بالفعل عشرات من السكان المحليين اصيبوا في القتال. وكان الناتو قد أعلن في وقت سابق نجاح المرحلة الأولى من العملية الكبرى التي تشنها في أفغانستان لإخراج مسلحي طالبان من منطقتين رئيسيتين في إقليم هلمند بالجنوب. وكان نحو 15 الف جندي من قوات الناتو وقوات أفغانية قد قامت باجتياح منطقة مرجة وند علي قبيل فجر السبت. والعملية التي اطلق عليها اسم "مشترك" وتعني "معا" باللغة الدارية ،في إشارة إلى اشتراك القوات الأفغانية مع الناتو فيها، هي الأكبر منذ سقوط طالبان منذ عام 2001. ويقود العملية 4 آلاف من أفراد البحرية الأمريكية يدعمهم 4 آلاف جندي بريطاني وعدد كبير من القوات الأفغانية، إضافة إلى قوات من كندا والدنمارك وإستونيا. وبدأت العملية بموجات من طلعات المروحيات تنقل الجنود الأمريكيين وقسما من الجنود الأفغان المشاركين في العملية إلى مرجة، ثم طار الجنود البريطانيون وقسم آخر من الجنود الأفغان إلى منطقة ند علي إلى الشمال.