اشتدت حدة المعارك التي تخوضها القوات الأمريكية والجيش الأفغاني ضد مسلحي طالبان للسيطرة علي منطقة مرجة التي تعتبر من أهم معاقل المسلحين في جنوبأفغانستان. وقال الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية الأمريكية خلال حوار مع شبكة تليفزيون "NBC" أنه يوجد قتال ضار يجري حاليا بدون أدني شك، موضحا أن الحملة التي أطلق عليها عملية "مشترك" مازالت في بدايتها. وأضاف أن هذه العملية ليست سوي بداية لحملة تستغرق فترة تتراوح بين 12 و18 شهرا كما خطط لها الجنرال ماكريستال والفريق العامل معه، مشيرا إلي أن المقاومة شرسة من جانب مسلحي طالبان وأنها كانت أمرا متوقعا. كما أكد بتريوس إمكانية تعرض القوات الدولية لخسائر كبيرة، مع دخول المواجهات في مدينة "مرجة" والمناطق المحيطة بها بولاية "هلمند" أسبوعها الثاني. وأضاف قائلا إن الخسائر قد تكون مماثلة لما فقده الجيش الأمريكي بعد زيادة وحداته في العراق عام 2007، في إشارة منه إلي إمكانية وقوع أكثر من ألف قتيل. ومن جانبه، صرح الجنرال ستانلي ماكريستال قائد قوات حلف شمال الأطلنطي الناتو في افغانستان إن اقليم قندهار سيكون الهدف الثاني بعد " هلمند " لاقتلاع طالبان دون أن يحدد أي المناطق في قندهار ستنتقل اليها العمليات العسكرية. في غضون ذلك، أعلن متحدث باسم وزارة الداخلية الافغانية مقتل 33 مدنيا علي الاقل واصابة 14 اخرين في غارة جوية شنتها قوات حلف شمال الاطلسي ناتو صباح أمس في اقليم اوروزجان بجنوبافغانستان. وذكر تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن الناتو أقرت باستهداف مجموعة من الحافلات اعتقدت أن علي متنها متمردين، الا انها اكتشفت بعد ذلك أن الحافلات كانت لا تحمل سوي مجموعة من النساء والاطفال. وأعلنت قوات الناتو والحكومة الافغانية فتح تحقيق مشترك في الحادث للوقوف علي ملابساته، فيما أعرب الجنرال ستانلي ماكريستال قائد قوات التحالف عن اسفه البالغ لمقتل مدنيين ابرياء في الغارة.