القاهرة: أبدى المتحدث الرسمي السابق لجماعة الإخوان المسلمين في الغرب كمال الهلباوي تخوفه من تراجع المرجعية الثورية المصرية وذبولها، وعدم تفعيل الثورة بسبب عدم وجود قيادة لها . وانتقد في حديثه لصحيفة "الخليج" الاماراتية أداء الأحزاب السياسية التي نشأت قبل الثورة أو التي جاءت بعدها، مؤكدا انها تحمل "أجندات" خاصة ولا تحمل أفكار الثورة. وأشارإلى أن الانتخابات الجارية حالياً لن تكون معبرة عن طموحات الشعب المصري بشكل حقيقي، ومحذراً في الوقت نفسه، من إعادة تطبيق النموذج التركي في مصر، غير أنه اعتبر أن الإسلاميين في مصر هم الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات الجارية حالياً . ورأى الهلباوي ان المشهد السياسي له ثلاثة مكونات، الأول يتمثل في المرجعية الثورية التي تتعرض للذبول، لعدم وجود قيادة للثورة وكان لابد من وجود من يتحدث باسم الثورة، والمكون الثاني يتمثل في الأحزاب السياسية النمطية، سواء كانت قبل الثورة أو التي خرجت بعدها، ولكنها لا تحمل أهداف الثورة ولها أجنداتها الخاصة، أما المكون الثالث في المشهد فيتمثل في القوى الحقيقية المؤثرة على الساحة، وهي ثلاث قوى وتشمل الجيش والتيار الإسلامي بقيادة الإخوان والقوى الليبرالية والعلمانية .
واعتبر ان هناك فرصة امام الشعب المصري لكي تشهد مصر أكثر الانتخابات العربية نزاهة وشفافية بعد انتخابات تونس، وهذا متوقف على حسن تعاون الجميع وحرص كافة القوى السياسية على ذلك،موضحا"ان انتخابات الفترة الانتقالية لن تكون ممثلة تمثيلاً حقيقياً لاختيارات مصر، رغم أنها من اختيار الشعب، حيث ستكون نتائجها بمثابة إعداد مصر للمرحلة الانتقالية من حيث التشريع وخلافه" . وتوقع الهلباوي أن يكون الإسلاميون هم أصحاب الحظ الأوفر، وسيحصلون على أكثر من 50% نظراً لحسن التنظيم الذي يتمتعون به، وهذا متمثل بشكل كبير في جماعة الإخوان المسلمين، فضلا عن الحس الديني الفطري لدى المصريين . ورأى أنه في حال وصول الإسلاميين للسلطة وحصولهم على الأغلبية وتشكيلهم لحكومة ستكون الأمور صعبة للغاية لأسباب عديدة، منها تعدد أطياف القوى الإسلامية وبقاء فلول النظام السابق على الساحة. وحول إمكانية أن يترك الجيش السلطة بنهاية يونيو/حزيران المقبل كما سبق أن أعلن المجلس العسكري، قال: ينبغي أن يكون هذا حاصلاً، فهو التزام ينبغي على المجلس العسكري الالتزام به . ورداً على سؤال حول المرشح الأوفر حظاً للانتخابات الرئاسية، قال: هناك أكثر من مرشح له فرصة طيبة مثل سليم العوا وعبد المنعم أبو الفتوح وعمرو موسى وحازم صلاح أبو إسماعيل ومحمد البرادعي وحمدين صباحي وأيمن نور وغيرهم، وكل منهم له ميزة وله فرصة، وبالتالي من الصعب التكهن .
وحول الأحكام المتضاربة بشأن أعضاء الحزب الوطني المنحل الذين تقدموا للانتخابات، وما سموا بالفلول، قال: هذه الأحكام غريبة وعجيبة، فالقضاء المصري "يرينا العجب في رجب" كما يقولون، فكيف نكون أمام حكم الإدارية العليا بانقضاء الحزب الوطني وحله وحكم لمحكمة المنصورة في نفس السياق، ثم تأتي المحكمة الإدارية العليا لتلغي الحكم وتؤكد أحقية هؤلاء في الترشح، هذا شيء "عجيب" .
وفي اطار ملف الثورات العربية، أعرب عن اعتقاده أن نظام الأسد سوف يسقط خلال ستة أشهر على الأكثر، لأنه نظام إجرامي يهدر دم المدنيين والعزل من السوريين. وأبدى ملاحظات على أداء الجامعة وما تتخذه من قرارات،قائلا " هناك سياسة الكيل بمكيالين ففي الوقت الذي أسرعت بأخذ موقف تجاه ليبيا تباطأت تجاه سوريا ولم تتخذ موقفاً تجاه اليمن والبحرين وهكذا، وأخشى أن تتكرر تجربة ليبيا في سوريا، ويحدث تدخل أجنبي بمباركة جامعة الدول العربية ".
واعتبر ان التجربة الديمقراطية الأخيرة في تونس رائعة ونموذجاً يحتذى به وتجربة مستنيرة وحركة “النهضة” قدمت نموذجاً إسلامياً بقيادة راشد الغنوشي، سوف يحتذى به في بقية البلاد الإسلامية.