بالثورة المباركة انفتح مجال الحرية مما أحدث تحولات واختلافات داخل الحركات الإسلامية,الأمر الذي لابد أن يستثمر وطنيا وفقا للمرجعية الحضارية الشعبية (الإسلامية) وبالتالي ضرورة اتفاق القوى الوطنية على ثوابت المرحلة الحساسة الحالية والتي سنحددها بعد العرض الاتى: -الإخوان: مجموعه من شباب الإخوان تتحاور وتتجمع حول قضايا مثل تطوير العلاقة بين النشاطين الدعوى والسياسي للجماعة, أقامت مؤتمرا لفت نظر الإعلام (الذي يهتم كثيرا بأخبار الإخوان)وتم إرسال توصيات المؤتمر لقيادة الجماعة, ومن ناحية أخرى انفصلت بعض القيادات(2 أو3)لتأسيس حزب سياسي كمنافسا شريفا لحزب الإخوان المنتظر..كلها إرهاصات لتحولات ايجابية.. خصوصا بعد الانفتاح الفكري لحزب الجماعة مثل قبول ترشيح المرأه وغير المسلم للرئاسة. -الجماعة الإسلامية: سعدت كثيرا بموقف القياديين, ناجح إبراهيم وكرم زهدي بالاستقالة من المناصب الرسمية من أكبر تنظيم إسلامي, بعد الإخوان, للتفرغ للعمل الفكري والدعوى بالرغم من إصرار الجماعة على عدم استقالتهما, نموذج يحتذي به, والحق يقال فالتحولات الفكرية المعروفة للجماعة بالاتجاه للعمل السلمي تمثل أيضا نموذجا للاعتراف بالخطأ, فلقد حملوا السلاح(بسبب الفكر الخاطئ مع النية الصادقة) لمواجهة نظام حكم كان يعتمد على القوه المفرطة والآن يتبنوا المنهج السلمي, بنية صادقه وفكر معتدل, في ظل حكم لا يتبنى البطش ولا القوه. - السلفيون: مناخ الحرية أوضح اتساع شعبيتهم ولذلك التكتل الإعلامي العلماني يحاول إظهارهم على أنهم التيار الأكبر وأنهم في منتهى التشدد والتطرف وذلك بعرض بعض الأحداث بدون مصداقية, حتى يبث الرعب في المجتمع من الإسلام عموما وليس فقط الإسلاميين, لكننا شاهدنا ايجابيات كثيرة مثل الحوار بينهم وبين الصوفيين حول التعامل مع الأضرحة, فالأولى بالإسلاميين, خاصة الآن, التجمع حول هدم الشخصيات الفاسدة التي ما زالت تعمل فوق الأرض ضد الثورة بدلا من الاختلاف على قبور من هم تحت الأرض, أما بالنسبة لشعار.. إسلامية لا علمانية ولا مدنيه.. يحتاج إلى مراجعه حيث يمكن أن يتوحد الإسلاميون حول دوله مدنيه بمرجعيه إسلامية في إطار سيرضى السلفيين لأنها اختلافات حول مصطلحات وليكن الشعار... مدنيه بمرجعيه إسلامية لا دينيه ولا علمانية..نتوقع قدرتهم على استيعاب الواقع فكريا فضلا عن تطوير أنفسهم تنظيميا, ونقول للعلمانيين أنهم كتيار اليمين الإسلامي أفضل بكثير جدا من تيار اليمين المسيحي بأمريكا مثلا. - الحركات الإسلامية ستفكر وتتحرك وتتطور ايجابيا بتراكم الخبرات المتبادلة لأنها الآن تعمل ... في مناخ الحرية وفقا للمرجعية الشعبية...(يعنى الحرية والهوية), والمهم أن نعى تماما أن الواقع المصري الآن يؤكد إننا أمام فريقين مختلفين تماما, الأول هو المعتدلون من كل الإسلاميين والمسيحيين والثاني هو غلاة العلمانيين(مسلمين ومسيحيين) الذين يريدون النموذج الغربي العلماني للحياة,وليس الخلاف بين المسلمين والمسيحيين كما يروج المنحازين للنظام السابق البائد,وليتفق جميع عناصر الفريق الأول على ثوابت هذه المرحلة الحساسة أولا: هوية ومرجعية الدولة, الحضارية العربية الاسلاميه, حسب الدستور المصري وثانيا: ضرورة الحفاظ على تلاحم الشعب والحكومة تحت مظلة الجيش الذي نجح مؤخرا في حبس ومحاكمة أكبر رموز الفساد. -بالحيوية السياسية ستتحسن يقينا الأحوال المصرية على عكس ما ينتظر الفريق الثاني,فمصر أم الدنيا بلد الأزهر الشريف وصاحبة أكبر رصيد حضاري في التاريخ كل ذلك لأنها مذكورة بالقرآن تصريحا خمس مرات ولا يوجد أي دوله أخرى مذكورة ولا مره واحده,الأمر الذي يدعونا جميعا لتكون ثورة المصريين نموذجا شاملا لنهضة الشعوب العربية والاسلاميه. رئيس جمعية المقطم للثقافة والحوار [email protected]