تحقق المخابرات الفرنسية مع عدد من موظفي مطار شارل ديجول ممن اشتبهت في تورطهم في المساعدة على إيجاد ثغرة أمنية إلى الطائرة المصرية المنكوبة. وقالت صحيفة «لوفيجارو» إن المخابرات الفرنسية تراجع جميع سجلات العاملين بالمطار والذين تواجدوا في المبنى المخصص لشركة مصر للطيران وجميع من تعامل مع الطائرة قبل إقلاعها، ويخضع العاملون سواء فرنسيين أو من جنسيات أو أصول أخرى للتحقيق. وتنطلق التحقيقات من فرضية وجود عناصر متعاطفة مع تنظيم الدولة «داعش» بين العاملين، خاصة ذوى الأصول العربية والأفريقية. وذكرت صحيفة «ليكسبرس» الفرنسية أن المحققين يعملون على قدم وساق بالمطار الذي يخضع لمراقبة شديدة بعد هجمات نوفمبر 2015 لرصد أي علامات تطرف على العاملين. وكتبت الصحيفة أنه عقب هجمات نوفمبر فحصت السلطات 86 ألف تصريح دخول لمناطق خاصة داخل المطار، مضيفة أنه ما بين يناير 2015 «عقب هجمات شارلى أبدو» وإبريل 2016 رفضت السلطات منح وتجديد تصاريح لنحو600 شخص من بينهم 85 يشتبه بتطرفهم. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله: «على الرغم من ذلك لا يزال هناك 400 حالة تطرف مثيرة للقلق».. مضيفة أنه منذ الخميس يجرى استجواب كل العاملين الذين تعاملوا من قريب أو بعيد مع الطائرة المصرية. وقال مصدر قريب من التحقيقات - بحسب الصحيفة - أنه لم يتم رصد أي ثغرة أو شخص مشبوه حتى الآن، وذلك بعد فحص كاميرات المراقبة للركاب وطاقم الطائرة وعمال الصيانة وحاملى الأمتعة بهدف تحديد هويات كل الأشخاص الذين تعاملوا مع الطائرة المصرية. وأضاف المصدر أن إجراءات السلامة والأمان بالمطار المتبعة كانت سليمة إلا أن فرضية العمل الإرهابى ما زالت غير مستبعدة. وحصلت المخابرات الفرنسية على نسخ من أشرطة المراقبة في المطار لمراجعتها والبحث فيها عن أي شيء غير طبيعي، ومن المرجح أن تطال التحقيقات جميع العاملين. وتأتى تلك التحركات مع أخذ الأمن الفرنسى في الاعتبار المعلومات التي كشفت عنها تحقيقات حادث بلجيكا، وأظهرت أن بعض منفذى الهجمات كانوا يعملون في مؤسسات حساسة منها مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل. ونقلت صحيفة التايمز البريطانية عن مسئولين فرنسيين تأكيدهم أن الفترة الماضية شهدت طرد عدد كبير من العاملين في مطار شارل ديجول بعد التأكد من تورطهم في أنشطهم مشبوهة واعتناقهم أفكار متطرفة وترويجهم لتنظيم «داعش». وفصلت سلطات المطار موظفين رفضوا حلق لحاهم أو تحية زميلاتهم في العمل، لكن الخطورة أن هناك من استجاب للتعليمات ولم يتم طرده من العمل، وهذه العناصر الخطرة هي التي تثير القلق حيث من الممكن أن تكون قد أخفت تطرفها وأفكارها الإرهابية وكانت تخطط لعمليات. وأضافت الصحيفة أن هجمات تشارلى إيبدو وهجمات باريس في يناير ونوفمبر من العام الماضي، أدت إلى طلب الداخلية الفرنسية التحرى عن المسلمين العاملين في إدارة أمن المطار، وإقالة كل من يمكن أن يشكل تهديدًا لأمنه، ومع ذلك يقول أحد رجال الأمن الفرنسى حسب الصحيفة إن المشكلة لم تحل، وإن «الإسلاميين المتشددين» يعملون في المطار وعلى كل المستويات.