يحتفل الفلسطينيون والعالم بالذكرى 64 لتقسيم فلسطين واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ، والذي يوافق التاسع والعشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام. واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هو مناسبة تبنتها وتنظمها الأممالمتحدة، وتدور فعالياتها في مقر الأممالمتحدة في نيويورك كما في مكاتبها في جنيف وفيينا للتذكير بالقرار 181 الذي أصدره مجلس الأمن الدولي في 29 نوفمبر عام 1947 بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، والخاص بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود فيها.
وحدد القرار آنذاك نسبة التقسيم ب 55 في المائة للعرب وما يتبقى لليهود، على أن تبقى القدس منطقة دولية غير تابعة لأحد معين.
واحتفالا بهذا اليوم أجمع العديد من المسئولين العرب والدوليين ضرورة العمل على إقامة الدولة فلسطينية وعاصمتها القدس في أسرع وقت.
ففي غزة، تظاهر عشرات الفلسطينيين قبالة مقر الأممالمتحدة، رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب المجتمع الدولي، "بوقف العدوان والحصار المفروض على قطاع غزة"،
وأخرى تطالب بتنفيذ اتفاق المصالحة الفلسطينية بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" والمقاومة الإسلامية "حماس".
وسلم المتظاهرون رسالة إلى مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإيصالها له شددوا خلالها على أن الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة حق مشروع للشعب الفلسطيني وليست منة من أحد، تطبيقا لقرارات الشرعية الدولية وخاصةً القرار 181.
وفي شمال قطاع غزة شارك العشرات من الفلسطينيين ومتضامنين أجانب في تظاهرة نظمت بالمناسبة قرب المنطقة الأمنية العازلة التي تفرضها إسرائيل في شمال القطاع .
ورفع المشاركون في التظاهرة الأعلام الفلسطينية وأعلام دول أوروبية ولافتات باللغتين العربية والانجليزية تدعم حقوق الشعب الفلسطينية والمطالبة بإقامة دولته الفلسطينية.
احتفالات عربية
وعلى المستوى العربي نظمت منظمة الأممالمتحدة للتنمية لدول غرب آسيا "الإسكوا" في بيروت الثلاثاء، احتفالاً بمناسبة ذكرى قرار التقسيم برعاية نجيب ميقاتي رئيس مجلس الوزراء اللبناني ممثلاً بوزير المهجرين اللبناني علاء الدين ترو .
وقال علاء الدين: "إن لبنان الرسمي والشعبي تضامن وانخرط في النضال مع الفلسطينيين من أجل العودة إلى وطنهم وإقامة الدولة وعاصمتها القدس".
من جانبه، أكد الرئيس اللبناني ميشال سليمان، أن الوقت حان لينعم الشعب الفلسطيني بالأمن والاستقرار ودولة مستقلة.
وقال بيان رئاسي: "إن سليمان رأى، بمناسبة ذكرى صدور قرار تقسيم فلسطين الذي صادف الثلاثاء، أن الوقت حان لينعم الشعب الفلسطيني بالأمن والاستقرار والسلام في ظل دولة مستقلة وذات سيادة كاملة العضوية في الأممالمتحدة".
وأعرب سليمان عن اعتقاده بأن التضامن العربي مع الشعب الفلسطيني حول هذه المسألة يعزز الموقف تجاه العدو "الإسرائيلي".
هذا ونظمت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين اعتصاماً جماهيرياً أمام مقر الأممالمتحدة في بيروت بمشاركة حشد من ممثلي الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية والمؤسسات الاجتماعية وأبناء مخيمات بيروت.
ووجهت القوى الوطنية والإسلامية في فلسطين التحية إلى كل المتضامنين مع الشعب الفلسطيني بمناسبة حلول يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني في ذكرى قرار التقسيم.
ودعت القوى الوطنية في بيان لها، المجتمع الدولي للوقوف الجاد مع النضال الفلسطيني العادل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة وتقرير المصير استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي وإسناد الموقف الفلسطيني بالاعتراف بالعضوية الكاملة لفلسطين في الأممالمتحدة من خلال مجلس الأمن على الرغم من الموقف الأمريكي المعادي لتطلعات شعبنا والرافض للاعتراف بالعضوية من خلال الفيتو والضغوط على دول مجلس الأمن للحيلولة دون نجاح المساعي الفلسطينية والعديد من عواصم العالم مع تأكيد تمسك شعبنا وقيادته بالذهاب إلى مجلس الأمن من أجل الاعتراف بالعضوية الكاملة لفلسطين إحقاقاً لحق شعبنا في إقامة دولته ونيل باقي حقوقه.
وفي القاهرة، شدد الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية على أن الوقت حان لينال الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله.
وقال العربي: "إن على المجتمع الدولي أن ينتقل من مرحلة الشجب والإدانة إلى مواجهة سياسات “إسرائيل” في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة".
وأوضح في كلمة وجهها بهذه المناسبة أن الاحتفال يأتي وسط أجواء قاتمة ومشحونة وتطورات خطرة وسلبية، بسبب استمرار الموقف "الإسرائيلي" المتعنت واستمرار السياسات الاستيطانية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية.
مطالب دولية
ففي نيويورك، أكد ناصر عبد العزيز النصر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ضرورة العمل لقبول فلسطين عضوا جديدا في المنظمة الدولية في أقرب وقت.
وقال النصر خلال الاحتفال بهذا اليوم: "إنه على المدى القصير يجب اتخاذ خطوات لتخفيف وطأة المعاناة اليومية عن الشعب الفلسطيني"، مؤكدا التزام الجمعية العامة المستمر والراسخ إزاء الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة وعملية السلام.
وأشار عبد السلام ديالو رئيس اللجنة المعنية بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف أنه منذ اجتماع اللجنة للمرة الأولى عام 1978 لإحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني لم تتحقق آمال الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم والحياة في بلادهم، مضيفا : "وعلى الرغم من مرور عدة عقود، لم يتحقق إلا تقدم ضئيل نحو تحقيق الحل العادل والشامل والدائم".
وأكد حاجة الفلسطينيين في الوقت الراهن للتضامن الدولي الفعال أكثر من أي وقت مضى حتى يتمكنوا من البقاء والتمسك بآمالهم.
ووجه بان كي مون أمين عام الأممالمتحدة رسالة بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي تحييه الأممالمتحدة، وأكد فيها أن إقامة دولة فلسطينية تعيش في سلام إلى جانب دولة إسرائيل تنعم بالأمن، وفق قرار الجمعية العامة رقم 181، الصادر قبل 64 سنة، هو أمر طال انتظاره.
وقال كي مون: "إن الحاجة لحل الصراع في الشرق الأوسط أصبحت أكثر إلحاحا في ظل التحولات التاريخية التي تحدث الآن في أرجاء المنطقة".
وناشد الأمين العام القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية لإظهار الشجاعة والتصميم في السعي إلى اتفاق على حل قائم على وجود دولتين يمكن أن يفتح آفاق مستقبل أكثر إشراقا لأطفال الجانبين، ويضع حدا للاحتلال الذي بدأ عام 1967، وأن تكون القدس عاصمة للدولتين.
وأشار الأمين العام إلى أن السلطة الفلسطينية أصبحت مستعدة الآن مؤسسيا لتولي مسئوليات الدولة إذا أنشئت دولة فلسطينية.
وانتقد الأمين العام للأمم المتحدة النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في القدسالشرقية والضفة الغربية، وقال: "إنه يتعارض مع القانون الدولي وخارطة الطريق".
معرض للصور
وفي فيتنام وبالتعاون بين سفارة دولة فلسطين واتحاد جمعيات الصداقة الفيتنامية، احتفل في العاصمة هانوي بافتتاح معرض الصور الفوتوغرافية تحت عنوان " فلسطين وفيتنام، علاقات صداقة وتضامن دائمة".
ويحوي المعرض الذي سيبقى مفتوحا لزوار العاصمة هانوي لمدة أسبوع، مائة وعشرون صورة فوتوغرافية ، تتوزع على ثلاثة أقسام، ويشمل القسم الأول ثمانون صورة للصحفي الفلسطيني المصور جمال العاروري الذي حل ضيفا على المعرض، وتحاكي الصور، فلسطين الأرض والإنسان وتعكس حياة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وكذلك إصرار الشعب الفلسطيني على بناء وطنه ومؤسساته الوطنية رغم الممارسات القمعية للاحتلال الإسرائيلي.
كما يضم القسم الثاني صول تسجل الزيارات التي قام بها العديد من الوفود الفلسطينية إلى فيتنام منذ ستينات القرن الماضي، بما في ذلك زيارات الرئيس الراحل أبو عمار وكذلك زيارة الرئيس محمود عباس إلى فيتنام عام 2010.
ويضم القسم الثالث من المعرض صور تجسد نشاطات سفارة دولة فلسطين في فيتنام خلال العامين 2010و 2011.