علق الكاتب والمفاوض الأمريكي المخضرم آرون ديفيد ميلر، على عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حقيبة الدفاع على، أفيجدور ليبرمان، خلفا لموشي يعالون، المستقيل، متسائلا عمّا يجنيه نتنياهو من مكسب أو خسارة جراء هذا التعديل الوزاري. واستهل ميلر مقالا - نشرته ال وول ستريت جورنال - قائلا إن نتنياهو أدهش إسرائيل والعالم بعرضه حقيبة الدفاع على ليبرمان الذي نافسه زمنا طويلا.. ورأى الكاتب، أن هذا الاستبدال يسعى من خلاله نتنياهو إلى توسيع قاعدة أغلبيته الحاكمة وتعزيز موقفه ضد ضغوط يتعرض لها من الداخل عبر اليمين ومن الخارج متمثلة في جهود أمريكا لدفعه دفعا على صعيدي عملية السلام والمستوطنات. ونوه ميلر، بأن نتنياهو - بهذا الاستبدال - سيكون أكثر أمانا في منصبه حتى عام 2018، متفوقا على ديفيد بن جوريون، صاحب أطول فترة في منصب رئيس وزراء إسرائيل .. كما أن خروج يعالون، القيادي القديم في الجيش الإسرائيلي، يرسل إشارة قوية مفادها أن الجيش يتعين عليه توخي الحذر عندما يتعلق الأمر بتحدي الحكومة؛ وقد اتخذ يعالون ومعه قادة عسكريون رفيعو المستوى مواقف حاسمة إزاء العديد من النقاط من بينها قضية الجندي الإسرائيلي الذي أطلق الرصاص على فلسطيني جريح طريح على الأرض في مارس. على المدى القصير، ربما تثمر قرارات نتنياهو عن جلْب سلام إلى ائتلافه الحاكم، لكن هذا سيكون ثمنه متمثلا في استمرار التوتر وربما تفاقمه مع الفلسطينيين والأمريكيين وغيرهم .. إن هذه الخطوة من جانب نتنياهو تكشف تطلعه إلى ما بعد إدارة الرئيس أوباما وآماله في حضور إدارة أمريكية أكثر ودية. وأكد ميلر أن انضمام حزب ليبرمان (إسرائيل بيتنا) إلى حكومة نتنياهو كفيل بإضافة مقاعد ثمينة إلى ائتلافه الحاكم، غير أن ليبرمان هو شريك مثير للإشكاليات؛ فهو يمثل حزبا علمانيا كان له نصيبه من التوترات مع شركاء ائتلاف نتنياهو المغالي في التشدد حول ملف الخدمة الوطنية. ولفت الكاتب إلى أن ليبرمان استقال من منصبه العام الماضي كوزير للخارجية، احتجاجا على ما اعتبره فشلا من جانب نتنياهو في محو حماس في غزة وبناء المزيد من المستوطنات في القدس والضفة الغربية.. كما طالب ليبرمان بالمزيد من الدعم لتشريع يستهدف الإطاحة باللغة العربية كلغة رسمية، وطالب بتعزيز نفوذ القانون اليهودي على حساب سلطات المحكمة العليا الإسرائيلية .. كما أن ليبرمان، المعروف بتصريحات المستفزة والذي يعيش في مستوطنة إسرائيلية جنوب بيت لحم، كان هدد بنسف سد أسوان حال نشوب حرب مع مصر. ورجح ميلر، أن تعمل وجهات نظر ليبرمان عن الفلسطينيين والأمن وقضايا أخرى - تعمل على تأجيج توتر علاقات إسرائيل مع أمريكا وغيرها.. ومن المتوقع أن يدعم ليبرمان معارضة نتنياهو لمبادرة السلام الفرنسية، وإذا ما طرحت إدارة أوباما مبادرة سلام أمريكية العام الحالي، فإن تلك المبادرة قد تجد معارضة من جانب ليبرمان مساوية لمعارضة نتنياهو أو ربما أقوى منها. إن اختيار ليبرمان مكان يعالون لا يبشر بخير على صعيد العلاقات مع الفلسطينيين؛ وإذا كان يعالون استطاع بالتعاون مع المنسق الإسرائيلي للضفة الغربية أن يحفظ التعاون الأمني ويحول دون تفاقم الوضع المتذبذب، فإن الوضع لابد سيختلف مع ليبرمان بتصريحاته الهادرة وهو الذي وصف السلطة الفلسطينية ذات يوم بأنها جثة سياسية وهدد باغتيال قادة حماس إذا لم يعيدوا جثث جنود إسرائيليين سقطوا في حرب غزة عام 2014، وهو الذي أشار في مارس المنصرم إلى "عرب إسرائيليين غير موالين" قائلا: "مع هؤلاء الذين يعارضوننا، لن نفعل شيئا سوى أننا نحتاج إلى التقاط بلطة وقطع رؤوسهم وإلا لن نستطيع البقاء هنا". واختتم ميلر قائلا "إن نتنياهو يبدو محاولا تجميع حكومة (يصفها البعض بأنها أكثر حكومة يمينية متطرفة في تاريخ إسرائيل) تضمن بقاءه السياسي وسْط ضغوط من أمريكا وغيرها دوليا على إسرائيل.. وإذا لم يتحول ليبرمان، فإن وجوده في حكومة نتنياهو سيجذب بالتأكيد المزيد من الاهتمام والضغوط بدلا من أن يشتتها".