تحت رعاية البابا الأنبا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية ،وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، انعقد الملتقى الأول لشباب الباحثين المهتمين بالدراسات القبطية تحت عنوان "تراث الأجداد فى عيون الأحفاد" والذى نظمته مؤسسة القديس مرقص لدراسات التاريخ القبطى "سان مارك لتوثيق التراث" بالتعاون مع معهد الدراسات القبطية بالكاتدرائية المرقصية بالعباسية يومى 18 ، 19 مارس بمنطقة الأنبا رويس بالعباسية . وصرح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أحد المشاركين بورقة بحثية بالمؤتمر بأن الجلسة الافتتاحية شهدت محاضرة للباحث الأمريكى جيم فيتزجيرالد تحت عنوان " تأثير الكنيسة القبطية على الكنيسة الأيرلندية وكيف حافظت الكنيسة القبطية على الحضارة " مؤكداً أن أيرلندا هى التى حافظت على آثار الغرب مما مهد الطريق لانطلاق عصر النهضة والكنيسة القبطية فى مصر هى التى حفظت ونقلت الحضارة إلى أيرلندا بتحويلهم إلى باحثين وبالتالى فإن منبع النهضة فى أوروبا هى الكنيسة المصرية . وأشار الباحث إلى إنتقال الرهبنة من مصر إلى أسكتلندا وأيرلندا والجزر البريطانية فى القرن الخامس الميلادى وقد أكتشف كتاب أيرلندى بعنوان " إرشادات رهبانية " يتحدث عن مسار الرحلة المقدسة إلى وادى النطرون بمصر وهناك سبعة رهبان مصريين دفنوا فى صحراء أوليج ويستنتج من ذلك أن الرهبنة جاءت من مصر مباشرة إلى مجموعة الجزر هناك وقد اتضح أن هناك تشابهاً واضحاً بين العمارة الرهبانية القبطية والأسكتلندية وقوانين الرهبنة أيضاً وقد طبّق الرهبان الأسكتلنديون فى حياتهم الكثير مما نقلوه من حياة القديس أنطونيوس . ويضيف د. ريحان بأن المحاضرة تعرضت للفن القبطى وتأثيره حيث أصبحت فى بداية القرن الثامن الميلادى مملكة نورثوميريا خليط من التقاليد الأنجلوساكسون والرومانية والقبطية وهو العصر الذهبى لها وقد انعكس ذلك على الفن ، حيث انتشرت زخارف صليب العجلة الأيرلندى وهو من أصل قبطى وقد استمده الفنان القبطى من علامة عنخ المصرية القديمة وكذلك زخارف الأكفان الأسكتلندية والأيرلندية كانت معروفة عند الأقباط ، وكذلك فى رسوم الأيقونات وفى مخطوطات الأناجيل القبطية تشبه الأسكتلندية فى طريقة الجمع والتجليد فى القرن الثامن الميلادى وكذلك تأثرت الكنيسة الأسكتلندية ببعض زخارف المراوح القبطية المستخدمة فى الهياكل وقد زخرفت كتب كلز الأيرلندية برسوم السيدة العذراء تحمل الطفل متأثرة بفنون التصوير القبطى على الجص . كما أشارت دراسة الباحث الأمريكى إلى اكتشاف نسخة من سفر المزامير تحت رأس شابة قبطية وهى ممارسة مشتركة بين الكنيسة القبطية والأسكتلندية وكذلك التشابه بين صلوات البكر والغروب ونصف الليل بين الأقباط والأسكتلنديين وتشابه الليتورجيات فيما يمكن تسميته بالاستخدام المفرط للمزامير فى العبادة فتتراوح الصلاة الواحدة بين تلاوة بضعة عشر مزمور وقد تصل إلى الثلاثين .