علق الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي على التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي ، جون كيري، والتي اتهم فيها مصر بتقييد حرية التعبير ، بأن القضاء الأمريكي سواء في " المحاكم الفيدرالية أو المحكمة العليا" مملتئ بمئات الأحكام التي أكدت على أن الحماية الدستورية للحق في التعبير ، لا تشمل بحال من الأحوال الألفاظ البذيئة أو النابية ، التي ربما يستخدمها المدعون أمام المحاكم المختلفة ولا تضمن حقا لهم مطلقا في التعبير عما يجول بخاطرهم من اراء سياسية او غير سياسية . وأضاف سلامة أن المحكمة العليا الامريكية في قضية " تشابلنسكي ضد نيوهامبشاير عام 1942 " أورت ان هناك بعض أنواع من التعبير ليست مشمولة بحماية حرية الكلام ، مثل كلمات الشجار التي تحدث ضررا أو تميل الي التحريض علي انتهاك فوري للسلم ، و أن حرية الأفراد ليست مطلقة حتي في اختيار الالفاظ و العبارت ، التي تحتل مرتبة ادني من المصالح الاجتماعية في النظام و القواعد الأخلاقية " وأضاف أن المواثيق و القرارات الدولية ، التي صدرت عن منظمة الأممالمتحدة ، أولت الخصوصية الثقافية و الدينية و الاجتماعية للمجتمعات المختلفة الاعتبار و العناية ، حيث تنبهت الأممالمتحدة أخيرا لظاهرة سوء استعمال الحق في التعبير ، وقرر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بتاريخ 28 – 3 – 2008 حظر مجاوزة الأفراد للحدود القانونية للحق في التعبير كما قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة بناء على طلب مصر ودول المؤتمر الإسلامي القرار الآتي "تقييد حرية التعبير بما يتفق مع خصوصيات كل مجتمع والقوانين السائدة فيه". ولفت سلامة إلى أنه اذا كان البعض يعتبر الفحش و التحريض علي الفسق ، شكلا من اشكال حرية التعبير ، فان المحكمة الأوربية لحقوق الانسان في 24 مايو 1984 . قضت بأن : " سلطات الدولة هي من حيث المبدأ في وضع أفضل من القضاء الدولي في اصدار رأي عن المضمون الدقيق للاشتراطات الأخلاقية "