أبرزت وزارة الخارجية، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى (فيسبوك) اليوم السبت الدور الذى قامت به الدبلوماسية المصرية فى عودة طابا. وذكرت الخارجية انه في هذا اليوم تحل ذكري غالية علي قلب كل مصري ، ألا وهي ذكري رفع العلم المصري فوق أرض طابا ، والتي تعتبر آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة ، ولا تتعدى مساحتها كيلومترا مربعا واحدا (حوالي 508.8 فدان) ، إلا أن معركة استعادتها استمرت لسنوات ، وهي بحق إحدي الصفحات المشرقة في تاريخ الدبلوماسية المصرية. وأشارت الي أن مصر كانت قد قبلت التحكيم بشأن طابا كى تضّيع الفرصة على إسرائيل التى عمدت قبيل الانسحاب من سيناء إلى إثارة مشكلة برفضها الانسحاب من طابا ، وفي يونيو عام 1985 صدر قرار بتشكيل اللجنة القومية للدفاع عن طابا برئاسة الدكتور عصمت عبد المجيد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية آنذاك. وأوضحت أنه وعقب قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي بالموافقة علي التحكيم تشكلت لجنة بوزارة الخارجية لإعداد مشارطة التحكيم برئاسة الدكتور نبيل العربي وعضوية عدد من أبرز سفراء وزارة الخارجية ، واستمرت المفاوضات الشاقة لمدة ثمانية شهور أخرى حتى تم التوقيع على مشارطة التحكيم فى 11 سبتمبر 1986. وأشارت الى أن المعركة الدبلوماسية استمرت لنحو أربعة عشر شهراً ، وانتهت علي يد محكمة التحكيم في جنيف فى 29 سبتمبر 1988 ، والتي أسدلت الستار علي هذه القضية بحكمها التاريخي بإقرار (مصرية طابا) ، ومع ذلك فقد عمدت إسرائيل إلى عرقلة تنفيذ الحكم ، إلا أن مصر التزمت بالدبلوماسية الهادئة لحمل إسرائيل على التنفيذ ، وبعد نحو ستة شهور من المساجلات أعلنت إسرائيل قبولها قرار التحكيم بجلاء آخر جندى إسرائيلى عن طابا فى 15 مارس 1989 ، ليتم بعدها رفع العلم المصرى على تلك البقعة العزيزة من تراب مصر في مثل هذا اليوم 19 مارس من عام 1989. وأضافت الوزارة أن طابا تعتبر اليوم من أجمل المناطق السياحية في مصر ، حيث تتميز بمياهها النقية وشمسها الدافئة ومنتجعاتها المحببة للسائحين ، كما تضم الكثير من المناظر الطبيعية الساحرة ، حيث تغلف الجبال منتجعاتها السياحية ، وشريطها الساحلي هو الأكثر جمالا على مستوى شبه جزيرة سيناء ، بما فيه من الخلجان والبحيرات ، ولعل أحد أجمل المزارات في طابا هو حصن صلاح الدين الذي قامت وزارة الآثار المصرية بترميمه. واختتمت بالقول " تحية واجبة في هذا اليوم إلي المفاوض المصري الذي رفض التفريط في ذرة رمل من تراب مصر ، ولم يهدأ حتي عادت طابا إلي أحضانها ، وتحية إلي الدبلوماسية المصرية التي لا تتواني عن بذل كل غال ونفيس في أصعب اللحظات من أجل رفعة هذا الوطن".