أشاد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" بدور مصر الكبير في إنجاح المصالحة ووحدة الصف الفلسطيني . وقال في تصريحات لصحيفة "الدستور" الأردنية نشرتها في عددها الصادر اليوم "الأحد" انه "لا شك أن الدور المصري تطور وهو دور ايجابي وراع وحريص على المصالحة ووحدة الصف الفلسطيني". وأضاف " في ظل ثورة 25 يناير لمسنا روحاً ايجابية وحرصا أكبر وهذا أحد أسباب إتمام ونجاح المصالحة الفلسطينية"، مشيرا إلى أن الدور المصري في المرحلة المقبلة سيشمل المتابعة إضافة الى رعاية المصالحة ومتابعة تطبيق بنودها وتشجيع جميع الأطراف على القيام بواجباتهم من فتح وحماس وانتهاء بباقي الفصائل والحركات ، وقال "نحن نقدر جهد مصر وسنتعاون جميعاً من أجل مصلحتنا وأمتنا وقضيتنا". وأكد مشعل أن المرحلة المقبلة ستشهد انطلاقة قوية في العمل الفلسطيني - الفلسطيني والفلسطيني العربي خاصة بعد اللقاءات المقرر عقدها الشهر المقبل بين حركتي حماس وفتح وباقي فصائل العمل الوطني الفلسطيني. ترتيب البيت الفلسطيني وقال مشعل إن ترتيب البيت الفلسطيني وجمع كلمة الفلسطينيين على قلب رجل واحد سيصب في مصلحة الحقوق والثوابت الفلسطينية. وقلل مشعل من أهمية التهديدات الإسرائيلية وقطع المساعدات الأميركية للسلطة الفلسطينية في حال تمت المصالحة بين حماس وفتح وقال "بعد أن اتفقنا على العمل معاً وأسسنا لشراكة حقيقية بين فتح وحماس نعتقد أن وقف المساعدات الأميركية وتجميد ضرائبنا من قبل إسرائيل لن يضعفنا بل على العكس، إخواننا العرب لن يتركونا بل الدعم العربي سيتعزز ويزداد عندما نستعيد وحدتنا ونعمل معاً لمصلحة قضيتنا وشعبنا". وأكد مشعل أن هناك تطورا ايجابيا وملحوظا في العلاقة مع الأردن، وهناك روح جديدة نحن نقدرها ونحترمها ونشارك فيها وحريصون عليها، مشيرا إلى أن زيارته للأردن مهمة وستتم في المرحلة المقبلة بعد الانتهاء من الترتيبات لها. وقال " نأمل أن تتم الزيارة في اقرب وقت ، عندما تستكمل جميع الترتيبات"، مؤكدا حرص حركة حماس على أن تكون علاقتها مع جميع الدول العربية في أفضل حال وخاصة مع الأردن الذي نحترمه ونقدره ونحترم قيادته وشعبه وهم أهلنا وإخوانا لذلك نريد لهذه العلاقات أن تستتب".
لقاء صريح
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل أن اللقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" في القاهرة كان صريحاً وشفافاً وفي غاية الأهمية وأسس الى درجة جيدة من التفاهم في المرحلة المقبلة، قائمة على الشراكة والتفاهم والعمل معاً بما يخدم المصالح العليا للشعب الفلسطيني وذلك رغم وجود تباين وهذا أمر طبيعي . وأشار الى أنه تم البحث في كافة القضايا وخاصة الانتخابات والحكومة والمعتقلين وأوجه العمل المشترك ومنظمة التحرير الفلسطينية الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية حيث سيكون هناك لقاءات مهمة في الثلث الأخير من الشهر المقبل خصيصاً من أجل بحث مستقبل المنظمة وسبل العمل من خلالها بناء على اتفاق 2005 و2006 لتفعيل المنظمة. وقال "إن هذه بداية للعمل في المرحلة الانتقالية في منظمة التحرير الفلسطينية كما ورد في اتفاق المصالحة الى حين إجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني الجديد واللجنة التنفيذية للمنظمة مستوعبة كل القوى والحركات والمنظمات والشخصيات الفلسطينية .
إنهاء الانقسام
وأكد أنه على كل القوى الفلسطينية أن تسعى لتحقيق المصالح الوطنية وأن تعطي الأولوية لترتيب بيتنا الفلسطيني وإنهاء الانقسام والتفاهم على البرنامج السياسي وعلى ملف منظمة التحرير الفلسطينية، مشيرا إلى أنه تم التركيز خلال اللقاء مع الرئيس محمود عباس"أبومازن" على ضرورة الإفراج عن جميع المعتقلين خلال الأيام القادمة وسنتابع هذا الأمر عمليا ،مشددا على أن الأيام القادمة ستشهد ترتيبا في هذا المجال لأن هذا موضوع أساسي واعتقد انه روح المصالحة ولقاؤنا يشكل حافزا جديا إضافيا لطي ملف المعتقلين. وقال مشعل "لقد تغيرت الروح وساد نوع من الفهم المشترك بصراحة وشفافية وجدية وتبادل في الرأي معمق"، مشيرا إلى أن هذا أول لقاء مطول وكان فيه حوار معمق حيث جلسنا وأبومازن في جلسة منفردة لمدة ساعة و45 دقيقة من التركيز بانفتاح وشفافية وصراحة ثم التحق بنا الوفدان لمدة ساعتين أي أربع ساعات وكان هذا أول لقاء معمق منذ اتفاق مكةالمكرمة .
حرص في تطبيق اتفاق المصالحة
وأضاف لقد لمسنا حرصا في تطبيق اتفاق المصالحة وشراكة كما تبادلنا الأفكار والهواجس والخطط وهذا مهم وحيوي بين أبناء القضية الواحدة والهم المشترك ، وإن اختلفنا سياسيا، لكن هذا اللقاء يزيل الالتباس وكثيرا من الركام والصور النمطية".
وقال مشعل إن الحكومة الفلسطينية المقبلة كانت من القضايا التي بحثت وبعمق وبمسئولية ومن كافة الجوانب ولكن من المبكر الخوض في الأسماء الآن فالموضوعات التي بحثت كثيرة وتحتاج لمزيد من البحث كالحكومة ومنظمة التحرير والملف السياسي والمصالحة"، مشيرا إلى أنه تم التوافق على موعدين، أولهما في العشرين من الشهر المقبل سيكون اجتماع للفصائل الفلسطينية لمتابعة تنفيذ ملفات المصالحة وملف الحكومة، أما الدولة والهدنة سنبحثها في اجتماع الإطار القيادي ولجنة المنظمة في 20 من الشهر القادم ، إضافة الى البرنامج السياسي لأن هذا ضروري لبحثه في إطار الشخصيات والقوى الفلسطينية ، لافتا إلى أنه سيتم في الاجتماعات المقبلة استحضار كل ما سبق التفاهم عليه في الماضي من وثيقة الوفاق الوطني واتفاق القاهرة 2005. اتفاق على إنهاء ملف المعتقلين السياسيين وأضاف "اتفاقنا على إنهاء ملف المعتقلين السياسيين خلال أيام قليلة، وعلى تحديد موعد الثاني والعشرين من الشهر المقبل لعقد أول لقاء للإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية "، مشيرا إلى أن الإطار القيادي ستوكل له مهام متابعة الشأن الفلسطيني في المرحلة الانتقالية التي تسبق إجراء عملية الانتخابات للمجلس الوطني حيث يشكل هذا الإطار من الأمناء العامين للفصائل واللجنة التنفيذية للمنظمة وبموجبه ستشارك كل من حركتي حماس والجهاد الإسلامي غير الممثلتين حتى اللحظة في منظمة التحرير. وأكد مشعل انه لم يتم ترشيح شخص من حماس لمنصب الرئاسة الفلسطينية وأن هذا الأمر سابق لأوانه. وبشأن المقاومة ، أكد مشعل أن كل من يتعرض للاحتلال من حقه أن يقاوم بكل الوسائل المسلحة وغيرها. وتابع " نحن في هذه المرحلة اتفقنا على استخدام المقاومة الشعبية في إطار قيادة العمل الوطني ،وسيبحث العمل والمقاومة مع كافة الفصائل والحركات في الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية في الاجتماع المقبل ..ونحن في هذه المرحلة نريد أن نتعاون في هذه القضايا المشتركة المتفق عليها أي المقاومة الشعبية وهي من العناوين المشتركة رغم أننا نؤمن بالمقاومة المسلحة".