أبوظبي-أ ش أ:تحت عنوان "استحقاق تاريخي في المغرب"، كتبت صحيفة "البيان" الإماراتية في افتتاحيتها اليوم تقول أن المغاربة كانوا على موعد تاريخي بالتصويت في الانتخابات التشريعية المبكرة نظراً لسياقها الوطني والعربي وحمايتها من كل ما يمكن أن يمس مصداقيتها ونزاهتها. وأشارت الصحيفة إلى أن مرور الانتخابات في جو معقول وفي أجواء ديمقراطية سيجعل المغرب نموذجاً يحتذى في المنطقة العربية وستكون جواباً مفنداً لكل حجج دعاة المقاطعة والمشككين في إمكان الإصلاح ومحاربة الفساد، من خلال انتخاب مؤسسة تشريعية قوية لها مصداقية شعبية. وأضافت "البيان" في افتتاحيتها "يمكن القول إن المملكة المغربية شكلت استثناءً لافتاً في تعاطيها مع الحراك الشعبي الوطني، فبمجرد أن اندلعت ثورات الربيع العربي في كل من تونس وليبيا ومصر تدخل العاهل المغربي ليعبر عن استعداد النظام لإحداث تغييرات جذرية وعميقة تلبي مطالب الشارع المغربي التواق إلى التجديد والتغيير وتم الإعلان عن حزمة من الإصلاحات وعلى رأسها تغيير الدستور ليكون مطابقاً ومنطق القرن الواحد والعشرين. وقالت الصحيفة أن المغاربة وافقوا بنسبة كبيرة على تعديلات دستورية شاملة منحت رئيس الوزراء لأول مرة منذ الاستقلال صلاحيات واسعة في إدارة الحكومة واتخاذ القرارات السياسية فالأحزاب السياسية تتحمل مسئولية تاريخية في هذه الانتخابات لأنها غير عادية ومطالبة بأن تخوضها باستحضار مصلحة المغرب العليا وليس مصالحها الضيقة وعدد المقاعد ومن مصلحة المغرب أن تجرى هذه الانتخابات بنزاهة وشفافية وأن تستقبل نتائجها بقبول ورضا من الشعب وكافة الأطراف السياسية وهو ما يعني التزام الأخلاق السياسية ومحاربة الرشوة والتنافس السياسي الشريف". وتابعت البيان في افتتاحيتها قائلة "ولعل أبرز التحديات التي تواجه الشعب المغربي في هذه الانتخابات التشريعية المبكرة وفي سياق دستور جديد يدعو إلى توسيع هامش الديمقراطية وتعزيز دور البرلمان ورئاسة الحكومة ويلح على مبدأي المراقبة والمحاسبة هو الشفافية والمصداقية فالشعب يريد استحقاقات نزيهة تحظى بإجماع كل الفرقاء السياسيين بغض النظر عن انتماءاتهم الأيديولوجية وأطروحاتهم لمعرفة الخريطة السياسية الوطنية وتبقى مسئولية الإدارة الأكبر لأنها المشرفة على تفاصيل العملية الانتخابية وتملك من الأدوات الكثير لضمان نزاهتها وشفافيتها والتزام الحياد الإيجابي لأن ذلك يخدم صورة المغرب ومصلحته داخلياً وخارجياً.