انضمت شركات الطيران الأجنبية العاملة فى مصر الى قائمة المتضررين من أزمة الدولار، وتأخر مستحقاتها بالسوق المحلية، مهددة بتقليص حجم أعمالها وخفض عدد الرحلات وقصر بيع التذاكر من خلال بطاقات الائتمان. وفى تطور سريع للأزمة هددت شركة طيران الإمارات بخفض حجم أعمالها في مصر بنسبة 75%، عبر تسيير 5 رحلات فقط بدلاً من 20 رحلة أسبوعيا، بسبب عدم قدرتها على تحويل مستحقاتها الدولارية بالسوق المحلية للخارج، وفقا لجهاد الغزالي رئيس لجنة الطيران بالمجلس الاستشاري التابع لوزارة السياحة. وأضاف الغزالي إن مستحقات شركة طيران الإمارات تتراوح بين 80 و90 مليون دولار، وهي محتجزة منذ عدة أشهر . وأوضح أن جميع شركات الطيران الأجنبية العاملة بالسوق المحلية، تتجه لاتخاذ إجراء مماثل لما قامت به شركة خطوط الطيران البريطانية، حيث قصرت بيع التذاكر من خلال بطاقات الائتمان. وكانت شركة الخطوط الجوية البريطانية، أكدت فى بيان لها أنها لا تستطيع التحكم في أزمة النقد الأجنبي التي تواجه مصر في الوقت الحالي، ولذلك قررت اجراء تغييرات مؤقتة على قنواتها البيعية، ويتضمن ذلك تعليق العمل بنظام مبيعات شركات السياحة و الوكلاء. وقالت الشركة فى بيان لعملائها، إن التغييرات التى قامت بها مؤقتة بسبب أزمة العملة، وأنها ستعود إلى الممارسات العادية عندما تخف حدة الأزمة. وقررت "البريطانية" خفض حجم أعمالها بالسوق المحلية، حيث استبدلت طائرة تحمل 230 راكب بطائرة أخرى تحمل 180 راكب فقط، ومن المقرر استبدالها بطائرة ثالثة بطاقة 112 راكب فقط في ظل استمرار الأزمة . وأخطرت شركة الخطوط البريطانية وزير الطيران حسام كمال بقرارها أول أمس الأحد وفي إنتظار حل مشاكلها . وبرزت على السطح بشكل مفاجئ أزمة عدم مقدرة شركات الطيران العالمية على تحويل حصيلة عملياتها فى مصر إلى الخارج مطلع الأسبوع الماضى، قبل أن تتفاقم الأزمة بشكل سريع. وقدر إلهامى الزيات رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية مستحقات شركات الطيران فى مصر بقيمة 480 مليون دولار. وجاءت شركة الخطوط الالمانية "لوفتهانزا " من المتضررين أيضا ولديها مستحقات متأخرة لدى الطيران تتراوح بين 15و17 مليون دولار، بينما تقدر مستحقات شركة "ايرفرانس" بنحو 12 مليون دولار، ومثلها مستحقات متأخرة لشركة "KLM" الكندية. وقالت مصادر أن وزير السياحة هشام زعزوع سيعقد اجتماعا مع ممثلي شركات الطيران بحضور ممثل عن البنك المركزي المصري يوم الاثنين المقبل لوضع حلول للأزمة .