«المصائب لا تأتي فرادى» هكذا يمكن توصيف حال الأزمة الاقتصادية في المصرية، وتحديداً نقص النقد الأجنبي، فبعد سقوط الطائرة الروسية في سيناء، وتراجع إيرادات السياحة بشدة، وانخفاض تحويلات المصريين بالخارج من 22 إلى 19 مليار دولار، وتراجع عائدات قناة السويس، دخلت شركات الطيران الأجنبية على خط الأزمة. أعلنت شركة الخطوط البريطانية أمس، وقف بيع تذاكرها لعملائها في مصر بالجنيه، واشترطت التعامل بالدولار أو بطاقات الائتمان، بحيث يتولى البنك تدبير العملة الصعبة للعميل، في ظل أزمة تأخر مستحقاتها لدى الحكومة المصرية . واشتكت شركات الطيران من صعوبة الحصول على مستحقاتها الدولارية بالسوق المحلية، في ظل محدودية النقد الأجنبي، الذي تتيحه البنوك للشركات الأجنبية العاملة بالسوق المحلية. تلك الأزمة دفعت مجلس الوزراء الأحد الماضي لمناقشة اقتراحات لحل مشكلات القطاع السياحى المقدمة من لجنة شكلتها الحكومة فى وقت سابق للتواصل مع المجلس، في مقدمتها أزمة وقف تحويلات أموال شركات الطيران الأجنبية المودعة لدى البنوك المصرية، فى ظل تهديدها بوقف بيع تذاكرها بمصر. من جانبه، قال إلهامى الزيات، رئيس اتحاد الغرف السياحية، إن اللجنة التى اجتمعت مع وزيرى السياحة والطيران وممثل البنك المركزى، طالبت بسرعة إنهاء تحويل مستحقات شركات الطيران الأجنبية، مضيفاً أن أموال شركات الطيران الأجنبية لدى البنوك وصلت إلى 480 مليون دولار، تمثل مبيعات شركات الطيران التى حققتها داخل مصر. الزيات ذكر أن بعض الشركات الأجنبية العالمية هددت بوقف مبيعاتها من تذاكر السفر داخل مصر، واقتصار بيعها من الخارج فقط، لافتًا إلى أنه تلقى خطابات من شركات أمريكية وشركة «تام البرازيلية»، تهدد بوقف بيع تذاكرها داخل مصر، حال استمرار تعنت تحويل مستحقاتها من مصر. كانت «إير فرانس – كيه إل أم» طلبت تحويل 12 مليون دولار من مصر، وتعذر ذلك بسبب أزمة نقص العملة. أضاف الزيات أن مقترح تحويل تلك الأموال على مراحل لن تنال موافقة كل الشركات، منوهًا بأن اللجنة المشكلة من جانب القطاع السياحى للاجتماع مع الحكومة، طلبت إنهاء تلك الأزمة، وقدمت طلبًا إلى ممثل البنك المركزى لدراسة المشكلة. قررت شركة الخطوط البريطانية خفض حجم أعمالها بالسوق المحلية أيضا، فاستبدلت طائرة تحمل 230 راكبًا بأخرى تحمل 180 راكبًا فقط، ومن المقرر استبدالها بثالثة بطاقة 112 راكبًا فقط، في ظل استمرار الأزمة. وزير السياحة، هشام زعزوع، قال إن أزمة وقف تحويلات أموال شركات الطيران الأجنبية سيتم حلها الأسبوع المقبل بحد أقصى، مشيراً إلى أن تهديد الخطوط البريطانية بوقف رحلاتها لحين حصولها على مستحقاتها من البنوك، أمرا كان متوقعا من جميع الشركات العاملة في مجال الطيران. أكد أنه سيتم عقد اجتماعات مكثفة بين محافظ البنك المركزي وجميع شركات الطيران، خلال الأسبوع الحالي لحل الأزمة، متوقعاً حلها في أسرع وقت، خاصة وأن محافظ البنك المركزي يرى أهمية كبيرة لقطاع السياحة في الدخل القومي، ولن يسمح بتعطيله. فيما أشارت مصادر ب"الطيران"، إلى أن الأزمة تخص البنك المركزى والقطاع المصرفى، متوقعاً عدم وجود تأثير على استمرار تسيير الشركات لرحلاتها إلى مصر.