أكدت الدكتور أمانى الطويل الباحثة فى الشئون الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية أن الضغط دائما هو ما يؤدى إلى نتائج إيجابية لصالح الحركات العمالية بإعتبار ان انتظار الحكومات لتحقيق أهداف الحقوق العمالية بمعزل عن النضال السياسى دائما ما تكون مسكنات ولا تحقق شىء ، واثبتت التجربة أن الضغط والتنظيم الجيد للحركات العمالية هو ما يؤدى دائما إلى نتائج إيجابية للعمال . جاء ذلك فى الندوة التى انعقدت أمس الإثنين بقاعة "كاتب وكتاب" بمعرض القاهرة الدولى للكتاب لمناقشة كتاب "الصراع الطبقى فى أفريقيا المقاومة والصراع" لمؤلفة ليزيليج ، بحضور مترجم الكتاب محمد عبد الكريم أحمد والدكتور أمانى الطويل الباحثة فى مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية . وأوضحت الطويل فى بداية الندوة أن الكتاب يتحدث عن 5 تجارب فى أفرقيا وتجربتهم فى الحركة العمالية وقدرتها على تحقيق العدل الإجتماعى ، كما انه يتناول استشراف مستقبل العمال وكيف يحصلون على حقوقهم فى ظل ظاهرة العولمة ، والتى تطرح مسائل فى منتهى الاهمية وهى أن رأس المال ينتقى العمال الأكثر إذعانا والمقصود هنا ليس العمال فى المصانع فقط ولكنه يشمل كل الاجراء والموظفين . مشيرة إلى أن رأس المال يستمر فى الحصول على خدمات العمال الأكثر إذعانا والأقل رغبة فى الحصول على حقوقهم كما يحدث مع الشركات المتعددة الجنسيات التى تضيع فى الاغلب حقوق العمال . ولفتت إلى ان الشركات العابرة للجنسيات أصبحت ظاهرة خطيرة ومتغولة على السلطة وتبنى الفساد فى اى مجتمع تدخله فمثل هذه الشركات هى من ترشى أصحاب المناصب والحكومات لإرضاخ العمال فى بلادهم لهذه الشركات ، الامر الذى يؤدى إلى ضياع حقوق العمال فى هذه الدولة ، وأكبر شاهد على هذا هو ان قارة أفريقيا أغنى القارات بموارها ، ولكن بالرغم من ذلك فشعوبها من أفقر الشعوب نظرا لسيطرة الشركات المتعددة الجنسيات ورجال الاعمال على موارد هذه الدول بمساعدة الأنظمة الحاكمة فى هذه الدول . وقال الدكتور محمد عبد الكريم مترجم كتاب " الصراع الطبقى فى افريقيا المقاومة والصراع" لوزيليج ، أنه يتوجب عدم تسليم قيادات العمال ليرتموا فى أحضان الانظمة الحاكمة أو رجال الاعمال أو السلطة لأن هذا فى الأغلب وفقا لما تم رصده فى الكتاب فى عدة حالات يؤدى إلى فساد هؤلاء القيادات ، مؤكدا أن هذا الدور يقع على عاتق العمال للتغلب على التحديات التى تواجهم خلال المرحلة الحالية ، والتى يأتى على رأسها ضياع حقوقهم من قبل أصحاب الشركات التى يعملون فيها بمساعدة الحكومات والأنظمة الحاكمة . وأضاف ان النخب التى خرجت من اوساط الأعمال ، دائما ما تخذل العمال وتتقرب إلى السلطة والرأسمالية لخدمة مصالحهم الخاصة على حساب حقوق العمال وأكبر مثال على ذلك تأييد نخب العمال للرئيس جمال عبد الناصر فى تنفيذ حكم الإعدام على بعض العمال بسبب احتجاجاتهم . كما أشار إلى ان العمال يجب ان يبحثوا عن مصالحهم بأنفسهم والا يتركوها لقيادات او أحزاب وأن يكون لديهم تنظيم ولا علاقة لذلك بإنتهاج نهج معين فى إدارة الدولة سواء كانت هذه الدولة اشتراكية أو رأسمالية ، بإعتبار ان عدد كبير من الدول الإشتراكية لا تعطى للعمال حقوقهم او تدافع ، مثلما هو موجود على النقيض فى بعض الدول الراسمالية مثل دول أوروبا وعلى رأسها دولة مثل ألمانيا التى تدافع عن حقوق عمالها .