مازالت السياحة وتواجه الصعوبات فقد رأى الخبراء بأن مظاهرات جمعة 18 نوفمبر، بالإضافة إلى أحداث السبت 19 نوفمبر خلال المرحلة الماضية. وتوقع الخبراء أن يكون للانتخابات البرلمانية تأثيرا كبيرا على قطاع السياحة وخاصة أن الانتخابات تأتي في فترة الموسم الشتوي وأعياد رأس الميلاد؛ مما يؤدي إلى تأثير سلبي على سمعة السياحية المصرية متوقعين تراجع السياحة إلى 40% مقارنة بنفس الموسم من العام الماضي.
تراجع التدفقات السياحية بنسبة 40%
فقد أكد مجدي سليم، وكيل وزارة السياحة ورئيس قطاع السياحة الداخلية بالهيئة العامة لتنشيط السياحة أن أحداث جمعة 18 نوفمبر وأحداث السبت 19 نوفمبر هي نقطة في بحر الأزمات التي يشهدها قطاع السياحة، فهناك تفجيرات لخط الغاز للمرة السابعة في العريش، بالإضافة إلى الصراعات العائلية في الدلتا والصعيد وأحداث ميناء دمياط وغيرها من الأحداث التي يكون لها تأثير سلبي على قطاع السياحة.
وكشف مجدي سليم، عن أن القطاع سيتأثر بنسبة 35% إلى 40% من التدفقات السياحية مقارنة بالموسم السياحي الماضي، مع بدء الانتخابات البرلمانية والتي ستنتهي بناهية شهر يناير المقبل.
وأضاف مجدي سليم أنه رغم ما تشهده السياحة من أزمات متتالية إلا أن القطاع يعتبر متماسكا، مشيرا إلى أن الهيئة تسعى إلى إقامة عدد من المهرجانات والمعارض السياحية بهدف تنشيط السياحة واستمرار التدفقات السياحية إلى مصر وتوصيل رسالة إلى العالم بأن مصر مازالت بلد الأمن والأمان.
ويعتقد رئيس هيئة السياحة الداخلية أن عودة معدلات السياحة إلى وضعها الطبيعي لن يكون إلا مع تشكيل حكومة برلمانية منتخبة.
تأثير سلبي على سمعة السياحة المصرية
من جانبه قال إيهاب موسى، رئيس ائتلاف دعم السياحة، إن جمعة الأمس وأحداث اليوم سيكون لها تأثير سلبي على سمعة السياحة المصرية في الخارج، مشيرا إلى أن الائتلاف يقوم بحملة وأن جميع العاملين بالسياحة مصممون على استمرار قطاع السياحة، ولديهم إصرار كبير على حماية القطاع من التأثيرات السياسية وخاصة مع صعود التيار الديني.
وأوضح إيهاب أن الائتلاف يقوم بجولة من حشد العاملين بالسياحة للتصويت في الانتخابات البرلمانية، مؤكدا أن جميع العاملين بالسياحة سيكون لهم موقف قوي تجاه الأحزاب التي تقلل من قيمة السياحة كأحد أهم مصادر الدخل القومي لمصر.
خسائر فادحة للقطاع السياحي
من جانبه توقع أحمد بلبع، رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال وجود تأثير كبير على قطاع السياحة ليس لأحداث الجمعة والسبت 18 و19 نوفمبر الحالي فقط، ولكن لأن القطاع يواجه صعوبات ومعوقات وأزمات عديدة وهي ما يؤدي إلى خسائر فادحة لقطاع السياحة.
وأكد بلبلع، أن قطاع السياحة شهد تراجعا كبيرا في نسبة الإيرادات منذ أعقاب الثورة وحتى الآن؛ نتيجة للظروف السياسية والأمنية التي تمر بها البلاد، متوقعا استمرار الخسائر في القطاع حتى انتهاء الانتخابات البرلمانية القادمة، مشيرا إلى أن إيرادات السياحة تراجعت خلال ال10 أشهر الماضية بنحو 2.6 مليار دولار؛ لتحقق 9 مليارات دولار على أقصي تقدير، مقارنة ب 11.6مليار دولار في العام الذي يسبقه.
القطاع لن ينتعش إلا بعد الانتخابات البرلمانية
فيما يرى محمد القطان، رئيس غرفة المحال والسلع السياحية أن السياحة تواجه أزمة حقيقة تطالب من جميع الوزارات والقوى المعنية بالنظر إلى القطاع وتراجع التدفقات السياحية بنوع من الخطر الذي يحيق بالقطاع السياحي، مع عدم وضوح الرؤية والنية الحقيقة لأحزاب التيارات الدينية في مصر تجاه القطاع السياحي الذي يمثل أهم دخل للاقتصاد المصري.
وأوضح القطان أن القطاع يشهد خسائر، وهو ما يتضح في أزمات إيجارات المحال والسلع السياحية "البازارات" في مختلف مناطق الجمهورية، وهو ما أدى إلى تراجع إيرادات البازارت، فلم يستطع كثير من أصحاب البازارات دفع الإيجار، وهذه نقطة في بحر المشاكل والأزمات التي تترتب على المشاكل التي يواجها القطاع السياحي.
واتفق القطان مع رؤية مجدي سليم وإيهاب موسى وأحمد بلبلع بأن القطاع السياحي لن ينتعش إلا مع تشكيل حكومة برلمانية منتخبة، تتضح معها الرؤية للقطاع السياحي.
وكانت تقارير رسمية أكدت أن تراجع أعداد السائحين الوافدين إلى مصر خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي بشكل كبير، مسجلة 6.8 مليون سائح، مقابل 10.5 مليون سائح خلال نفس الفترة من العام الماضي بانخفاض بلغت نسبته 35%.
وأشار أحد التقارير الصادرة عن وزارة السياحة، إلى أن عدد السائحين بلغ خلال الربع الثالث من العام الحالي يوليو إلى سبتمبر نحو 2.7 مليون سائح، لافتا إلى أن شهر سبتمبر سجَّل وحده 917.3 ألف سائح.