قال وزير الثقافة المصري حلمي النمنم أن واجب المثقفين هو مكافحة التطرف والإرهاب، مؤكدا على رؤيته بأن الدولة المصرية لم تكن في تاريخها دولة دينية، وإنما كانت دولة علمانية أو مدنية بالمصطلح المتداول حاليا . وأضاف "النمنم" بحوار خاص لصحيفة "الحياة" اللندنية نشر امس، أن شعار ثورة 1919 هو «الدين لله والوطن للجميع». في مسقط، وأكد أنه خاطب وزراء الثقافة العرب بأن الثقافة الإسلامية مهددة وأن التهديد انتقل إلى الإسلام ذاته، وقال أن هناك ثلاثة عوامل وراء ذلك، أولها انتشار نزعات التشدد والتطرف التي تحولت إلى إرهاب، وهذه النزعات تبدأ من جماعة «الإخوان»، من حسن البنا وسيد قطب. وثانياً، بسبب هذه الموجات الإرهابية ظهرت في الغرب موجة الإسلاموفوبيا، والعداء الشديد للإسلام في ذاته، وكنا من قبل نجد بعض المستشرقين والمثقفين في الغرب يوجهون انتقادات للإسلام، ولم نر سابقاً تظاهرات حاشدة ضد الإسلام كدين. ثالثاً، هذه الموجات يغلفها بعض نماذج من العولمة التي جعلت قضية مثل المثلية الجنسية وحقوق المسلمين هي القضية الأولى، وأخشى أن ذلك بات يمثل تهديداً للإسلام ذاته. وأقر "النمنم" بأن العمل الثقافي في مصر يعاني المركزية ، فهو منحصر تقريبا بالقاهرة، مضيفا : أنا مندهش من أن بلداً مثل الأقصر ليس فيها قاعة أوبرا حتى الآن والأمر نفسه ينطبق على أسوان، وهما من أهم مقاصد السياحة الثقافية. الثقافة الجماهيرية تحتاج إلى شُغلٍ كثيف، أكثر من أي مؤسسة أخرى. كما دعا النمنم لرفع شعار «عالم عربي واحد»، ولا يجب أن يتصور البعض أن ذلك يعني أن تتطابق الدول العربية سياسياً. هذا غير واقعي. لا بد من أن تكون لكل دولة حدودها وأولوياتها. وفي الوقت نفسه لا بد من أن يقوم بينها تعاون فكري لمواجهة الإرهاب . أخيرا، وردا على تساؤل حول تغيير قيادات الثقافة، أكد النمنم أن المرأة المصرية ساهمت بنحو 60 في المئة ممن تظاهروا في 30 حزيران (يونيو) 2013 مطالبين بإنهاء حكم «الإخوان»، ولهذا قرر أن تتولى امرأة وهي د. أمل الصبان أمانة المجلس الأعلى للثقافة. وأكد أنه مع ضخ دماء جديدة ومن هذا المنطلق شجع تولي د. هيثم الحاج علي رئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب ، وأكد أن اقتراحات د. محمد أبوالفضل بدران الأمين السابق للمجلس كانت معظمها تصب بصالح الثقافة الجماهيرية، ولهذا رأت الوزارة توليه رئاسة قصور الثقافة لتفعيل تلك الاقتراحات .