ترأس فضيلة الدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية، الجلسة العلمية الاولى لمؤتمر المجلس الاعلى للشئون الاسلامية بوزارة الاوقاف المنعقد بالاقصر حاليا تحت رعاية رئيس الجمهورية والتى تركزت على مناقشة اسباب التطرف وسبل ازالتها بمشاركة وزير الثقافة الاستاذ حلمى النمنم والشيخ محمد احمد حسين المفتى العام للقدس وخطيب المسجد الاقصى والدكتور عبد الحى عزب رئيس جامعة الازهر وعلماء مسلمين من كازاخستان والهند والسودان والمانيا وممثلين عن الدعاة فى مصر، وفقا لما ذكرته وكالة انباء الشرق الاوسط. وجدد مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام ، التأكيد ان الارهاب لا وطن له ولا دين وضحيته مؤخرا أكثر من 160 ضحية فى فرنسا امس، مؤكدا أن تلك التنظيمات الارهابية غريبة عن الاسلام و المسلمين بل تهدف لتشويه سمعة الاسلام والمسلمين عبر العصور والمسلمين. وأشاد خلال الجلسة الأولى بالقوات المسلحة المصرية ووصفها بأنه صمام الامان لمصر والمنطقة العربية لدحر الارهاب، وقال إن جيش مصر من خير اجناد الارض ولن ينكسر ابدا. كما أدان حوادث الارهاب فى كل مكان التى تقتل الابرياء بلا أى مبرر، مبينا أن تلك العلميات الارهابية تختلف كثيرا عما يقوم به الفلسطنيون للدفاع عن انفسهم وارضهم ضد ممارسات اسرائيل التعسفية. و بدوره شدد وزير الثقافة حلمى النمنم خلال الجلسة على ضرورة تجديد الفكر الدينى وفق الزمان والمكان ووفق اجتهاد حقيقى يواكب عصرنا، مبينا انه لا خوف او ضير من الاجتهاد والتجديد، معتبرا التجديد ضرورة دينية واسلامية ووطنية ومبينا أن اسباب الارهاب ثقافية وفقهية وليست اجتماعية او ديمقراطية كما يدعى البعض. وأكد وزير الثقافة أن المستفيد من الارهاب الذى تشهده دول العالم هو اسرائيل والمتضرر العرب والمسلمين، مشيرا إلى عبث اسرائيل بالمسجد الاقصى انتهازا لاحداث الارهاب. وشدد على أن الجيش المصرى هو القوى بالمنطقة والقادر على التصدى للمتغيرات الراهنة حول العالم بعد ما تعرضت له الجيوش العربية من متغيرات متعددة. وادان وزير الثقافة فتاوى الارهابيين الذين ينسبون الفتاوى لمشايخهم،مؤكدا مهمة العلماء والمثقفين والمفكرين للتصدى للارهاب وتوضيح راى الدين والاجتهاد الصحيح محذرا من تشويه الاسلام بدعوى ان النصوص الشرعية تدعو إلى ما يدعونه من اعمال ارهابية والنصوص بريئة من ذلك. ونبه وزير الثقافة على دور العلماء والائمة والمثقفين والمفكرين لتجديد الفكر والخطاب الدينى والتصدى لدعاوى الارهابين باسلوب فقهى وعلمى مرن وجيد وتوعية الشباب من اساليب الجماعات الارهابية. كما استعرض الشيخ محمد احمد حسين خطيب المسجد الاقصى المفتى العام للقدس الممارسات التعسفية العنصرية التى تمارسها اسرائيل ضد الشعب الفلسطينى والاعتداء على مقدساتهم وتغيير ملامح المسجد الاقصى الجغرافية فى تحد سافر للقوانين الدولية والقيم الانسانية ،واصفا ذلك بإرهاب الدولة. وفند الشيخ حسين امام مؤتمر الدعاة بالاقصر دعاوى اسرائيل بانها تقوم بممارساتها التعسفية بدعوى الدفاع عن نفسها من الارهاب الفلسطينى، منتقدا تضامن بعض المسئولين الدوليين مع تلك الدعاوى الاسرائيلية بأن الفلسطينيين ارهابيون وهم فى الحقيقة ضحايا. وقال نحن الفلسطينيين ندافع عن النفس من الارهاب الاسرائيلى والذى لا يختلف عن الارهاب الذى يتخفى بالاسلام لقتل الابرياء كما يحدث بالعراق ولبنان وامس فى فرنسا ، واصفا ذلك الارهاب بالخارج عن كل التعاليم الاسلامية والقوانين الدولية . وحذر الشباب من الانسياق وراء دعاوى الغلو والتطرف ، مطالبا بالعودة السليمة لمفهوم الدين الحقيقي لمواجهة الارهاب سواء على الفلسطنيين أو على مختلف الدول باسم الدين. وقال نحن امام محاولات لتسويق الفتاوى المضللة تحت دعاوى مضللة والتى لا تخدم سوى الارهاب الاسرائيلى، مبينا أن الاسلام برئ من تلك الممارسات. وأدان محاولات اسرائيل تهويد الاراضى الفلسطينية والاعتداء على المقدسات الاسلامية والحملة الشرسة على الفلسطينيين فى محاولة للقضاء على أي أمل للشعب الفلسطينى للعودة لارضه والتمسك بمقدساته. كما اكد الدكتور عبد الحى عزب رئيس جامعة الازهر دور الازهر وعلمائه فى التصدى للتطرف من خلال وسطية الازهر ومنهجه المعتدل مؤكدا اهمية التتوع فى العلوم ونقل الثقافة الدينة من خلال العلماء إلى كل طوائف المجتمع. وحذر عزب من الجهل و الفهم الخاطئ للدين الاسلامى ومن الفتاوى المضللة التى تذهب بعقول الشباب، مؤكدا دور العلماء فى توضيح صحيح الدين. وأشار مختار عباس وزير الشئون البرلمانية من الهند إلى أهمية الحوار والتعاون بين المسلمين من سنة وشيعة وسد الذريعة على اعداء الاسلام بمحاولة نشر الفرقة بينهم. وأشار شمس الدين حسين نائب رئيس الجامعة الاسلامية المصرية بكازاخستان إلى الجهود لتحقيق التعايش بين ابناء بلاده . كما استعرض ممثل الدعاة المصريين مشاكل تجديد الخطاب الدينى من ضعف بعض الخريجين بالازهر وعدم مواكبة المناهج الدينية لمستحدثات العصر وظهور القنوات الدينية المتشددة ودخول بعض الدعاة في السياسة بدون علم وظهور برامج تدعو للتشدد في الدين مطالبا بتجديد المناهج الدراسية بالأزهر و تدريب الائمة اثناء الدراسة بالعلوم الحديثة وتدريس مادتى الخطابة واالافكار المتشددة للحذر من الوقوع ببراثنها وقصر مهمة الفتوى للعلماء والمختصين.