نيويورك : وسط تقارير حول ارتفاع عدد القتلى والجرحى ، حذرت الأممالمتحدة الثلاثاء من احتمال انتشار العنف العرقي في قيرغيزيستان إلى دول مجاورة في آسيا الوسطى إن لم يتم وقفه بسرعة. ووصف المتحدث باسم المنظمة الدولية روبرت كولفيل الوضع بأنه مرعب ، قائلا :" إن الأقليات العرقية في طاجيكستان وأوزبكستان ستكون في خطر إذا امتد العنف عبر الحدود ". وأضاف أن الأممالمتحدة تتحقق من تقارير مفادها أن جرائم القتل والاغتصاب الحالية في قيرغيزيستان جرى التخطيط لها مسبقا. وفي السياق ذاته ، قال نافي بيلي مفوض الأممالمتحدة لشؤون حقوق الإنسان إن هنالك ثمة أدلة تفيد بارتكاب أعمال قتل عشوائية لا ينجو منها حتى الأطفال بالإضافة إلى جرائم الاغتصاب. كما قال الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشئون السياسية لين باسكو إنه يجب إقامة ممر إنساني آمن لإتاحة عبور المساعدات الإنسانية للمتضررين من القتال العرقي في قيرغيزستان وذلك في الوقت الذي حذرت فيه المنظمة الدولية من انتشار العنف الطائفي إلى دول المنطقة. وقال باسكو الذي أطلع مجلس الأمن الدولي على آخر تطورات الوضع في قيرغيزستان إنه أكد أهمية أن يتم اتخاذ إجراء عاجل "لإيصال شيء ما إلى هناك الآن ودونما إبطاء". وأضاف قائلا إنه دعا لتقديم المساعدة إلى أوزبكستان للتأكد من أنها تستطيع التعامل مع تدفق موجات اللاجئين الأوزبك إلى أراضيها بسبب الصراع الدائر في قيرغيزستان المجاورة. وقال: "ما نحاول فعله هو تقديم مساعدة كافية لأوزبكستان إلى الحد الذي يجعلهم يشعرون أنهم مرتاحين لاستقبال المزيد من اللاجئين الذين يتدفقون إلى البلاد". ووصف النسيج العرقي في آسيا الوسطى ب "برميل البارود" الذي يمكن أن ينفجر في أي لحظة ، قائلا :" لطالما احتوت المنطقة على عدد من المجموعات العرقية التي تتنافس فيما بينها على الثروة والموارد في بلدان تهيمن عليها أصلا مجموعات أخرى منافسة". يذكر أن أقلية الأوزبك في قيرغيزستان تشكل حوالي 15 بالمائة من سكان الجمهورية السوفيتية السابقة والبالغ عدد سكانها 5.5 مليون نسمة. وارتفع عدد ضحايا الاشتباكات التي اندلعت بين القيرغيز وأقلية الأوزبك في مدينتي أوش وجلال أباد الجنوبيتين منذ 9 يونيو إلى 170 قتيلا وإصابة أكثر من 1700 آخرين بجروح . وأشارت تقارير صحفية إلى أن أوزبكستان تدرس إمكانية إغلاق حدودها مع قيرغيزستان نتيجة تواصل تدفق اللاجئين من عرق الأوزبك وذلك على الرغم من مناشدة الأممالمتحدة لإبقاء الحدود مفتوحة. وبالنظر إلى أن أعمال العنف العرقية جاءت بعد شهرين من الإطاحة بالرئيس السابق للبلاد كرمان بك باكييف في انتفاضة دامية ، فإن هناك اتهامات وجهت له في هذا الصدد ، إلا أن باكييف نفى أى ضلوع له بإثارة هذه الاضطرابات ودعا فى مؤتمر صحفى عقده فى روسياالبيضاء حيث يوجد حاليا إلى إحلال السلام بين الأوزبك والقيرغيز.